هوزكي يوسف مبارك حسن، سياسي فلسطيني وضابط سابق في جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية، توفي في ظروف غير واضحة في سجن سيليفري في هجريا بعدعشرة أيام من اعتنطقه من قبل السلطات الهجرية في 19 ابريل 2019 ، وذلك بتهمة التخابر مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ووجدت آثار ضرب وتعذيب على جثمانه بعد الكشف عليها وتشريحها.

اعتنطقه في هجريا

وفقا لوكالة الأناضول الرسمية فإن النيابة العامة في اسطنبول أحالت إلى القضاء يوم الجمعة 19 ابريل 2019، مشتبهين بالتجسس لصالح دولة الإمارات.

وأضافت حتى النيابة العامة أحالت المشتبهين إلى القضاء بعدما أحدثت إجراءتها القانونية بحقهما، وأكدت حتى النيابة طلبت من المحكمة حبس المشتبهين (على ذمة التحقيق) بتهمة ارتكاب جريمة "التجسس السياسي والعسكري" و"التجسس الدولي"، وأنه في وقت سابق من اليوم، أوقف الأمن الهجري، في إسطنبول، رجلي استخبارات (حسب الوكالة)، يشتبه في تجسسهما لصالح دولة الإمارات، في إطار تحقيق نيابي.

مقتله

نشرت وكالة الأناضول الهجرية في يوم 29 أبريل 2019 تغريدة على مسقط التواصل الاجتماعي (تويتر) ونطقت فيها "انتحار إنسان في سجن سيليفري بإسطنبول اعتقلته السلطات الهجرية قبلعشرة أيام بتهمة التجسس لصالح الإمارات".

ونطقت النيابة العامة الهجرية، إنه عثر مشنوقا بباب الحمام في زنزانته الانفرادية، ولكن السلطات الهجرية لم تقدم أي مرشد يؤكد روايتها.

في يوم 13 مايو2019 وصلت جثة الفلسطيني زكي مبارك إلى مصر حيث تسلمت عائلته الجثة ونطق زين الدين مبارك أبوسبيتان، شقيق زكي مبارك، لوكالة الصحافة الفرنسية في 17 مايو(وفقا للشرق الأوسط): «عندما تسلمنا جثة زكي الأسبوع الماضي نقلناها إلى مصر، ووجدنا آثار التعذيب البشع»، وأضاف أنه كان «مقطوع اللسان، ولا توجد أعضاء داخلية في جسده». وتابع: «طالبنا السلطات المصرية بفحص الحمض النووي، و(بإجراء) تشريح حديث للجثة التي تبدوعليها بشكل واضح آثار التعذيب، وكدمات في الرأس، وكسور في القدمين واليدين».

ونطق: «للأسف تسلمنا الجثمان في تابوت مغلق وكان متعفناً. الجثمان موجود منذ الاثنين في مستشفى فلسطين بالقاهرة، وسنقوم بنقله إلى غزة لدفنه».

وأضاف: «نحمل السلطات الهجرية مسؤولية اغتيال زكي، وننفي جميع التهم التي تعرض لها ظلماً». واعتبر حتى «هذه جريمة، ونطالب بلجنة تحقيق دولية محايدة لكشف جريمة الاغتيال، ومحاولة السلطات الهجرية طمس الحقائق وإخفائها».

ونشرت صحيفة سكاي نيوز في يوم 16 مايو2019 خبرا من لقاءة مع سناء شقيقة زكي نطقت فيها حتى الجثمان كان في حالة تعفن، مشككة في رواية الأتراك بشأن تاريخ وفاة شقيقها، استنادا إلى حالة التعفن التي تتطلب وقتا أطول، وأرجعت الأمر إلى محاولة السلطات الهجرية إخفاء الجريمة التي ارتكبت بحقه.

ولفتت إلى حتى معالم الجثمان لم تكن واضحة، حتى حتى أفراد عائلته الذين وصلوا إلى القاهرة لم يتمكنوا من التعهد عليه بسبب تعرضه للتحلل، مطالبة بإجراء فحص الحمض النووي "دي إذا إيه".

وأوضحت سناء بعض تفاصيل "التعذيب المهول" الذي تعرض له شقيقها زكي في السجون الهجرية، مشيرة إلى آثار ضربات على الرأس، ونزع الجلد عن الجمجمة.

ونطقت إذا هناك كسورا في قدميه ويديه، كما حتى أصابع القدمين تعرضت للتقطيع، كما نزعت أظافر أصابع يديه، وفوق ذلك شقوا صدره وانتزعوا لسانه، معتبرة حتى هذا التعذيب "يدلل على بشاعة مرتكبي الجريمة".

في يوم 18 مايو2019 نشرت قناة العربية خبرا ذكرت فيه بأن السفارة الفلسطينية في القاهرة أوفدت طبيباً لفحص جثمان زكي مبارك الفلسطيني المقتول في هجريا، والذي زعمت السلطات هناك انتحاره شنقاً.

ومضى الطبيب الفلسطيني، حسام طوقان، المنتدب من سفارة فلسطين بالقاهرة إلى مستشفى فلسطين بضاحية مصر الجديدة، حيث يرقد جثمان زكي مبارك، وشاهد الجثمان وخط تقريرا صغيرا لا يتجاوز بضعة حدثات نطق فيه "الجثة متحللة ولا يمكن إعادة تشريحها مجددا"، وهوما أغضب الأسرة.

ونطق الدكتور زكريا مبارك شقيق القتيل الفلسطيني "للعربية.نت" إذا التقرير وبهذه الحدثات المكتوبة فيه، لا يفيدنا قانونياً في انتزاع حق القتيل من السلطات الهجرية، بل ينسف هذا الحق تماماً، لذا رفضناه ورفضنا صدوره من الأساس، وبالعمل استجابت السفارة لطلبنا وتم إلغاء كتابة التقرير.

وذكر حتى مندوباً من السفارة الفلسطينية اتصل به، وأبلغه بضرورة نقل الجثة إلى غزة، وبعد رفضه، تراجعت السفارة، وتم الإبقاء على الجثمان لحين صدور قرار من النائب العام المصري بإعادة تشريح الجثمان من عدمه.

الجثة تحللت وتعفنت

ونطق شقيق القتيل إذا الأسرة ترفض نقل الجثمان قبل إعادة تشريحه، مضيفاً حتى الجثة تعرضت للتحلل والتعفن الرمي ومفرغة تماما من الداخل ولا يوجد بها أي أعضاء داخلية، حيث تم نزعها من جانب السلطات الهجرية.

وتقدمت الأسرة بطلب رسمي للنائب العام المصري، نبيل صادق، لإعادة تشريح الجثمان، وبيان حجم الإصابات فيه، وآثار التعذيب، وتحديد سبب الوفاة العملي، خاصة حتى تقرير الطب الشرعي الهجري نسف وكذب الرواية الهجرية، وأكد حتى سبب الوفاة جروح وإصابات بالجسد وليس بسبب الشنق أوالانتحار.

وأضاف حتى حالة الجثة وتقرير الطب الشرعي الهجري كافيان لفضح هجريا ونظام الرئيس رجب طيب أردوغان، فالصور توضح مدى الإجرام الذي ارتكب "بحق شقيقه، و"مدى التعذيب والبشاعة التي تعرض لهما"، وأديا لوفاته، مشيراً إلى حتى الصور ستكون أدلة إدانة واضحة لتأكيد اغتال هجريا لشقيقه وانتزاع أعضائه والتمثيل بجثته.

وذكر حتى جثة شقيقه بها آثار تعذيب وخياطة طبية في كافة أنحاء الجسد، وفي الساق والصدر والقدمين، ومنزوعة الأعضاء مثل القلب والكبد واللسان والبلعوم، مضيفاً حتى الجمجمة تعرضت لكسر من جراء التعذيب.

ردود العمل

في أعقاب ما نشرت السلطات الهجرية روايات عن تجسس زكي مبارك لدولة الإمارات، نشر وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات أنور قرقاش تغريدة على مسقط تويتر في يوم 19 ابريل 2019 ونطق فيها: "حين تفقد مصداقيتك لا يصدقك أحد، تتهم وتدّعي وتتغيّر الرواية وتتبدل، ولأنك غير صادق لا يصدقك أحد. في المحصلة من الواضح حتى هروبك إلى الأمام من تراجعاتك الداخلية والخارجية يزعزع مسقطك ويستنفذ رصيدك وأما حدثتك فلا تؤخذ محمل الجد". والتي وصفت بأنها ردا على مزاعم هجريا ومنتقدا ومشككا بمصداقيتها، دون حتى يتضمن التعليق إشارة لجهة محددة.

في يوم السبت 15 يونيو2019 نشرت قناة العربية خبرا ذكرت فيه بأن شقيق زكي مبارك، الدكتور زكريا مبارك، كشف جانبا من الوثائق التي تعهد بنشرها ردا على إعلام هجريا وقطر.

ونطق في تدوينة على مسقط التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه سيقوم بنشر جميع الوثائق التي تدين النظام الحاكم في هجريا في قضية شقيقه المغدور العميد زكي مبارك حسن، مضيفا حتى من بين هذه الوثائق تقرير الطب الشرعي الهجري والمصدق من الحكومة الهجرية، وسفارة دولة فلسطين في هجريا، ويؤكد التقرير حتى شقيقه توفي نتيجة جروح وإصابات، وليس كما ادعت قناة الجزيرة والإعلام الهجري بانتحاره.

إلى ذلك، كشف زكريا مبارك أنه هدد بنشر صور الجثمان لكي يتأكد العالم كله كذب الرواية الهجرية، حيث ستكشف الصور حجم التعذيب الذي تعرض له شقيقه وأدى لوفاته، وهوما أكده تقرير الطب الشرعي الهجري نفسه، والذي أفاد حتى سبب الوفاة ناجم عن إصابات بجسد القتيل وليس انتحاره.

وأوضح زكريا أنه تلقى تهديدات واتصالات تحاول إحباطه وإثناءه عن المضي قدما في مقاضاة هجريا وانتزاع حق شقيقه، مؤكدا حتى قرار مصر بإعادة تشريح الجثمان أزعج هجريا، لأن القضية ستتخذ منحى آخر، خاصة حتى التقرير المصري سيدين نظام أردوغان ويؤكد وفاة زكي مبارك تحت التعذيب في سجن سليفري بإسطنبول.

وأضاف أنه ينتظر بفارغ الصبر صدور تقرير الطب الشرعي المصري حول تشريح الجثمان، وبيان سبب الوفاة لكي يطوف به مع الصور والوثائق الأخرى محاكم العالم ويحاول انتزاع حق شقيقه.

نشر صور الجثة

في فترة لاحقة نشر زكريا مبارك صور الجثة وكذلك تقارير الطب الشرعي التي أثبتت عملاً حتى زكي مبارك لم يمت منتحراً بل توفي جراء تعرضه لإصابات بليغة في أماكن متفرقه من جسده أدت إلى وفاته، وانتشرت الصور على مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف العربية والعالمية وأظهرت الصور وجود تعفن للجثة وآثار خياطة في صدر ورقبة زكي مبارك والتي تؤكد قيام السلطات بنزع أعضائه الداخلية.

المصادر