لاكتشاف المواهب الفنية هناك فنيات وعلوم وجماليات كثيرة، يمكننا من خلال الطرق التالية أن نكتشف بذور وبراعم النبوغ الفني الشكلي والتصميمي عند الجيل المقبل، تكون كقائمة استرشاد فعلية لفحص حقيقة موهبة لطفل ومستواها وقيمتها.

أولاً- الاختبارات كوسيلة لاكتشاف الإبداع:

ظهر في العشرينات من القرن العشرين أول محاولات للكشف عن المبدعين في الفنون قام بها نورمان ماري Norman حيث وضع مقياس للاستعدادات وتوالت بعد ذلك الاختبارات الخاصة بالقدرات الفنية بهدف اكتشاف الموهوبين، وغالباً ما كانت تركز هذه الاختبارات على المهارات اليدوية والذكاء والحماية والقدرات الإدراكية والخيال الابتكاري والحكم الجمالي والتفصيل في الترتيب ومضاهاة رسم تخطيطي لنمو على الوضع الصحيح للظلال والمفردات الفنية، ورسم صورة من الذاكرة وتصميم رسم المنظور ومقارنة الألوان والمسابقات الفنية التي تقيمها المدارس والمعاهد، ولكن تعرضت هذه الاختبارات إلى انتقادات بسبب أن نتائجها لا يمكن الوثوق بها بشكل كاف للاستخدام كمعايير منفردة لاختيارك وتحديد الموهوبين فنياً.

ثانياً- تقدير المعلم من خلال المقابلة الشخصية:

وتعتبر واحدة من طرق الكشف غالباً ما تستخدم في المراحل النهائية من عملية الكشف وأحياناً تستخدم مراجعة الأداء. وتفيدنا المقابلة في تحديد أفكار الموهوب واتجاهاته نحو الفن وذلك بالتفاعل الذي يتم بين المعلم والموهوب الذي يعطي فرصة 15 دقيقة لمناقشة بعض القضايا الفنية مع المعلم أو مناقشة أعمال الطلاب أنفسهم، ويمكن أن تسجل هذه المقابلات بأي طريقة لكن هذه الطريقة لها مساوئ ومن أهمها الوساطات والمحسوبيات والشفاعات المنتشرة في مجتمعنا والتي ينتج عنها اختيار موهوبين بطرق غير علمية وفق مقابلات صورية وأحياناً ينضم إلى فريق الموهوبين بعض متوسطي الذكاء والموهبة بدرجة بسيطة.

ثالثاً- الترشيح الذاتي:

الطلاب المبدعون والموهوبون الصغار فنياً غالباً ما يكونوا نقاداً ذاتيين لأنفسهم حيث إنهم مدركون لقدراتهم ومهاراتهم بشكل أكثر من الآخرين والترشيح الذاتي من الطرق المفيدة للكشف عن الموهوبين فنياً من خلال مشاركات المعارض والجوائز والفعاليات.

رابعاً- ترشيح الوالدين:

تسهم الأسرة بشكل فعال في اكتشاف المواهب الفنية، وإبداعات أبنائها حيث يتاح للأسرة ملاحظة الأبناء ومتابعة قدراتهم لفترات طويلة. والآباء بشيء من الوعي والفهم وشيء من الموضوعية وعدم التميز وملاحظة دقيقة ومقصودة لجوانب النمو الشامل عند أبنائهم يتمكنون من اكتشاف دلالات التميز والموهبة.

خامساً- ترشيح الزملاء:

يكشف الموهوبون قدراتهم لزملائهم وأقربائهم وجيرانهم دائماً التي قد يخفوها عن أبنائهم ومعلميهم وهذه الطريقة تعتبر ناجحة في الكشف عن الموهوبين فنياً، إن أهم معيار فيها هو اختيار المعلمين لهم حيث إن أساتذة الفن وخبراءه هم أهم الأشخاص الذين يعتمد عليهم في اكتشاف الموهوبين، وعليه فإنه لابد من توضيح صفات وخصائص ذلك:

الصفات والخصائص السلوكية للمبدعين في الفنون التشكيلية:

يرى لونفيلد Lowenfeld 1982 أن الموهوب في الفنون البصرية يتصف بالسمات التالية:

  • عند ممارسته للإنتاج الفني داخل الصف فإنه يتعدى حدود ما كلفه من مهام.

  • يمارس أنشطة لا صفية ( واجبات منزلية ) أكثر مما يطلب منه.

  • يطرح العديد من الأسئلة التي تتعدى السؤال عن كيفيته أو سبب وقوع الشيء.

  • يصل إلى حلول جديدة عند ممارسته للإنتاج الفني.

  • يمتاز بعدم الرهبة أو الخوف من تجريب الأشياء غير المألوفة.

  • يجد الموهوب متعة كبيرة في رسم تصميمات سريعة أثناء إلقاء المعلم الدرس، أو أثناء إعطائه التوجيهات.

  • يجد متعة كبيرة في تناول الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة ولا يهتم بالنتائج المترتبة على اختلافه عن أقرانه.

  • يمتاز بالمرونة في إنتاج كم كبير من الأفكار.

  • لديه أساليب غير مألوفة عند تناوله الخامات والأدوات أو عند التعبير عن الفكرة.

  • يطرح كماً كبيراً من الحلول الأصلية عند حله المشكلات الفنية التي أمامه.

    وقد لاحظ جيستل ومعاونوه أن هناك بعض الخصائص العامة لفن الأطفال المبدعين فنياً ذكروها في كتاب الأطفال فنونهم .Children and their art

يبدأ الأطفال الموهوبون في الفن عادة في سن مبكر حوالي ثلاث سنوات.

1- تبدأ الموهبة في الفن بالظهور أولاً في الرسم حيث يساعد في وضع كثير من التفاصيل ثم تتجه إلى وسائل أخرى نتيجة الرسم.

2- يعبر الطفل مراحل النمو الفني في أقل وقت.

3- يمكث الموهوب في مشكلات الفن أكثر من غيره لأن ذلك يسعده.

4- لا يحتاج الموهوب إلى الإثارة فهو يجدها بنفسه ولديه القدرة على التعبير بسهولة.

5- قد يسلك الموهوبون في الفن سلوكاً يتنافى والعرف في عدم تقيدهم بالعادات المرتبطة بالإبداع، وأحياناً يلجؤون إلى السلوك المضاد فلا يجب التشكك والتشدد في تعبيراتهم الفنية.

6- يبذل الموهوب وقتاً أطول في الإنتاج الفني عند إضافة الفكر والخيال.

7- من أهم صفات الموهوب في الرسم أنه يمتلك أفكاراً للتنفيذ تفوق قدراته.

8- يسجل الموهوبون في الفن حوارهم مع العالم الخارجي فإذا طلب منهم رسم طبيعة صامتة يضمنونها تفاصيل لا يرسمها غيرهم، وإذا طلب منهم تصوير مفيد فإنهم يصورون حقبات كثيرة منها ولا يقتصرون على حقبة واحدة، ويرسمون بطريقة تلقائية تشبه الطريقة التي يتحدث بها سائر الناس.

9- يستطيع الموهوب أن يسيطر على أي خامة يجد فيها هويته بسرعة.

  • أستاذ الفنون والتصميم (فنان وناقد)
د. عصام عبدالله العسيري *