الإفتاء: مشاركة المسلمين احتفالات المسيحيين بأعيادهم من مكارم الأخلاق - أخبار مصر
الإفتاء: مشاركة المسلمين احتفالات المسيحيين بأعيادهم من مكارم الأخلاق - أخبار مصر
يحتفل المسيحيون في هذه الفترة بعيد الميلاد المجيد، ولكثرة الجدل السائد بين المواطنين حول حكم تهنئة المسلمين لهم بعيد الميلاد، أو مشاركاتهم الاحتفالات والفرحة، في مناسباتهم المختلفة وليس فقط عيد الميلاد، أصدرت دار الإفتاء المصرية، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، فتوى تحسم فيها هذا الجدل.
الاحتفال مع غير المسلمين في عهد النبي
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن إقدام المسلمين على تهنئة الأخوة الأقباط بأعيادهم المختلفة، ومشاركتهم في فرحتهم واحتفالاتهم هو أمر جائز شرعا ولا حرج فيه، بل إنه فعل محبوب في الإسلام، لأنه دلالة على حسن ومكارم الأخلاق لدى الإنسان، ومظهر من مظاهر الإحسان، ومكارم الأخلاق هي من الأمور المحبوبة في الإسلام.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عاشر في حياته الكثير من غير المسلمين، وكانت الحياة الاجتماعية قوية وقتها بينهم وبرزت فيها ملامح البر والتعاون، وحسن الضيافة ومشاعر البر والمواساة، إضافة إلى احترام الحريات في ممارسة العبادات، كما أكدت أنه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت أعياد ومناسبات غير المسلمين مشتركا إنسانيا على المستوى الاجتماعي والثقافي، وقال عدد من كبار الصحابة والأمة إن المسلمين كانوا دوما شهودا لأعياد غير المسلمين، وكانوا يتناولون معهم الأطعمة المخصصة لهذه الأعياد والمناسبات دون حرج.
الإسلام يحث على المشاركة الاجتماعية
وقد أشارت دار الإفتاء إلى قول الله تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، كما لفتت إلى ما ورد في كتاب الله الكريم حول غير المسلمين، قال تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ» (سورة الممتحنة آية 8)، وشددت الإفتاء على أن الإسلام قد حث الإنسان على المشاركة الاجتماعية في الاحتفالات والمنسابات المختلفة مع شركائه في الوطن، قائلة:«الإسلام لم يأمر أبدًا بالانسلال من شركاء الوطن وإخوة الكفاح وأهل الجيرة أو عدائهم وبغضهم، بل أمر ببذل البِرِّ والإحسان إلى الجميع، امتثالًا لقول صاحب الخُلُق العظيم صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاق».
