افتتاحية الدار: دي مستورا يزور المنطقة..المبعوث الأممي سيرى مغربية الصحراء على أرض الواقع


الدار/ افتتاحية

يبدأ ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، قريبا أولى جولاته الميدانية في المنطقة منذ تعيينه في هذا المنصب الدبلوماسي الرفيع، في محاولة لتحريك الملف على الصعيد الإقليمي وإعادة مياه المفاوضات حول الملف في سياق مختلف تماما تميّز في العامين الماضيين بتسجيل تحولات غير مسبوقة في القضية الوطنية. ويسعى دي مستورا من خلال هذه الجولة التي ستنطلق في 12 يناير الجاري إلى مقابلة كل الأطراف بما في ذلك المسؤولين الجزائريين والموريتانيين في جولة إقليمية سياسية لن تكون بالضرورة كسابقاتها. وتأتي جولة دي مستورا بعد آخر زيارة قام بها مبعوث أممي إلى المنطقة في يونيو 2018 عندما زار المبعوث السابق هورست كولر دول المنطقة من أجل بث الروح في مفاوضات السلام.

واليوم سيستقبل المغرب المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية في ظروف وشروط مغايرة تماما لما كان في الماضي. لقد جدّت الكثير من المعطيات على الأرض، وحقق المغرب تقدما دبلوماسيا كبيرا في الترافع عن وحدته الترابية. دي ميستورا سيحلّ في صحراء تحولت جذريا من الناحية التنموية وأصبحت قطبا اقتصاديا وعدا يستقطب الاستثمارات السياسية والصناعية ويتهيأ ليصبح واجهة الاقتصاد الأطلسي للمغرب. مدن الصحراء الكبرى كالعيون والداخلة وبوجدور وطانطان وغيرها تشهد على الثورة التنموية التي تشهدها، وتؤكد للصحراويين وللأجانب وللأمم المتحدة مدى جدية المغرب في مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه كحل سياسي نهائي باعتباره الأرضية الوحيدة لتمكين سكان الأقاليم الجنوبية من استثمار هذا التقدم الاقتصادي والتنموي من خلال تدبير شؤونهم الاقتصادية والاجتماعية بأنفسهم.

بعبارة أوضح، يجب أن تمثل جولة دي ميستورا في الصحراء المغربية فرصة حقيقية لإِطلاع المسؤول الأممي على أن ما يعد به المغرب من رخاء ونماء تحت إطار سيادته الوطنية ليس مجرد شعارات بل هو يتحقّق أصلا على أرض الواقع. وإذا كانت هذه الرسالة السياسية الأساسية التي يجب أن تصل إلى المبعوث الأممي رسالة مشهودة وملاحظة للعيان، فإن الحوار والمباحثات معه يجب ألّا تتردد في عرض الدفوعات الواقعية التي استجدّت لتعزز الملف المغربي. وعلى رأس هذه الدفوعات الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وما تلاه من تدشين للتمثيليات الدبلوماسية والقنصليات المختلفة من طرف العديد من الدولة العربية والإفريقية.

دي مستورا سيزور الصحراء المغربية وقد أصبحت مِحجًا لممثلّين دبلوماسيين عن عدد كبير من الدول ذات السيادة. لا يتعلق الأمر بزيارة مخيمات أو أحياء هامشية أو مناطق عسكرية، وإنما بأراضي حرة وآمنة تجري فيها عمليات التنمية على قدم وساق، وتخترقها طريق تجارية دولية تصل بين المغرب وعمقه الإفريقي عبر معبر الكركرات في الحدود الموريتانية. وانطلاقا من هذه المعطيات الميدانية والدبلوماسية التي تعزز الملف المغربي يجب أن يكون الحوار والتباحث مع الأمم المتحدة اليوم من موقع مختلف، من موقع قوة وسيادة كاملة، ومن موقع ثقة في المشروع المغربي للحكم الذاتي، وقدرته على استيعاب مطالب الساكنة المحلية وتحويلها إلى واقع لإنهاء نزاع مفتعل عمّر أكثر من اللازم.

نحتاج إذن إلى أن نجعل ستيفان دي ميستورا في أولى زياراته للمنطقة يرى بأم عينيه مغربية الصحراء تنطق وتملأ الفضاء، حيث الفرق الواضح بين مستقبل النماء والرخاء في الأقاليم الجنوبية وبين واقع الابتزاز والاستغلال والتوظيف السياسي في مخيمات تندوف. هذه هي الرسالة السياسية العميقة التي ينبغي أن تصل إلى المبعوث الأممي الذي لا بد أن يشكل من أولى زياراته انطباعا قد يظلّ ملازما له حتى نهاية مهمته، ولهذا فإن الانطباع الذي يجب أن يتكرّس في ذهنه وذاكرته هو أن الصحراء كانت ولا تزال وستبقى مغربية لمصلحة الجميع.

تاريخ الخبر: 2022-01-07 23:30:48
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية