الدار/تحليل: يروجان للجوء لانتزاع الشرعية..دنيا وعدنان فيلالي ومهزلة معارضة الاسترزاق


الدار/تحليل

من آفات شبكات التواصل الاجتماعي أنها تفتح المجال أحيانا أمام من هبّ ودبّ ليتكلم بما يريد ودون حسيب ورقيب، بل ويتقمص شخصية لا تليق به ويرتدي جبة أكبر منه. هذا ما ينطبق على الزوجين دنيا وعدناني فيلالي اللذين أخذهما إغراء مكاسب المشاهدات على اليوتيوب ودعاية شبكات التواصل الاجتماعي أبعد مما ينبغي وهما يحاولان تقمص دور المعارض السياسي المضطهد الذي يبحث عن ملجأ هربا من استهداف واضطهاد وهمي ومتخيل وكأنهما خرجا لتوهّما فارّين من كوريا الشمالية. وهم الاضطهاد والمطاردة الذي تحاول دنيا وعدنان اختلاقه والنفخ فيه في الآونة الأخيرة هو محاولة يائسة للنفخ في مشروع فاشل لم يكن يتوفر أصلا منذ البداية على أي مقوم من مقومات النجاح.

أن تمارس المعارضة السياسية فهذا يعني أن يكون لديك على الأقل رصيد من النضال الحزبي أو المدني المعروف والمشهود لدى المجتمع والدولة، والحال أن هذين الشابين خرجا هكذا دون سابق إنذار إلى ميدان العالم الافتراضي وتقلّبا في تقديم محتوى غير منسجم ولا ينتظمه أي خيط سياسي واضح. والحال أن هذه المعارضة التي يدّعي هذان التائهان أنهما يمارسانها من خلال بعض البرامج والحلقات التهجمية المجانية لا يمتلكان أي شرط من الشروط الفكرية على الأقل التي تمنحها الشرعية. كيف تريد دنيا ورفيقها أن تمارس المعارضة بالاعتماد على الشائعات و”أخبار السوق” و”كلام المقاهي” وخرافات منشورات التواصل الاجتماعي؟

قد نقبل كمشاهدين ومتابعين خطابا سياسيا معارضا عندما يصدر عن جهة أو فرد يمتلك ذلك الرصيد النضالي ونصيبا من المصداقية وقدرة فكرية على بسط وجهة نظره وانتقاد النظام السياسي والمؤسسات بما يليق من مواقف وأفكار وبدائل بناءة. أما أن يرتدي المرء ظلما وعدوانا جبّة المعارض وهو يمثّل في الأصل نموذجا للجهل المركّب والضحالة الفكرية بل والهبوط الأخلاقي، النابع من سيرة مشبوهة يؤكدها هذا التنقل غير المفهوم بين هونغ كونغ وفرنسا ثم التحول فجأة من الاستثمار في المجال الإعلامي إلى البحث عن اللجوء السياسي. بعبارة أخرى نحن نفهم المعارض الذي ينطبق عليه المثل الدارج “كون سبع وكولني”، لكن أن يتحول المهرجون الذين يحفظون بعض النكات عن الواقع السياسي المغربي إلى معارضين سياسيين فهذا أمر من علامات الساعة.

إن هذه الدعاية التي روجّها الزوجان عن سعيهما للحصول على اللجوء السياسي في فرنسا جزء من محاولتهما انتزاع شرعية لا يمتلكان أيا من مقوماتها، إنهما يريدان إيهام الرأي العام ومتابعي قناتهما على اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي بأنهما يؤديان ضريبة “النضال” المزعوم، بينما لا يمتلكان سابقا قبل خروجهما من المغرب ما يدل بتاتا على تعرضهما لأي خطر من أي نوع كان لأنهما ببساطة شخصان مجهولان لا يعرفهما إلا من صدقوا خرافاتهما على موقع اليوتيوب والمتابعون الوهميون الذين يتم شراء انخراطهما من بلدان أخرى، ولا يعرفهما إلا بعض ضحاياهما ممن تعرضوا للنصب لدواعي جنسية أو مالية.

إننا نؤمن بحرية التعبير وبأهمية هذا الحق في المجتمع الديمقراطي الحداثي لكننا للأسف لن نتورع عن القول بأن من سيئات هذه المجالات التعبيرية المفتوحة أنها تتيح لأمثال هؤلاء التجار واللاهثين وراء الربح السريع أن يصبحوا من أهل الكلمة ومن أصحاب الرأي، الذين يسمع لهم وربما يتم التعبير عن الإعجاب بهرطقاتهم في الوقت يتوارى فيه الأكفاء والنزهاء ومحبو هذا الوطن بعيدا عن الأنظار لأنهم يرفضون المتاجرة بانتمائهم ووضع أنفسهم في خدمة أجندات أجنبية يسعون جادين للالتحاق بها. فإذا كانت دنيا وعدنان تبحثان عن خيط للارتباط بالمخابرات الجزائرية أو بانفصاليي البوليساريو لكسب المزيد من الأرباح، فليستعدا لذلك على الأقل بما يكفي من الخرافات والشائعات والأخبار المضحكة التي تروق القوة الهاربة.

تاريخ الخبر: 2022-01-09 01:28:49
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:25:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:11
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية