قدمت المملكة في مواجهة جائحة فيروس كورونا أنموذجًا متميزًا في التعامل مع تداعيات الموقف صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، واستندت في استراتيجية مواجهة الجائحة إلى خبراتها المتراكمة على مدى عقود في التعامل مع مثل هذه الحالات. وقد دعاها ذلك الآن إلى الانتقال لخدمات الرعاية الافتراضية لضمان استمرارية توفير خدمات الرعاية الصحية إبّان فترة الجائحة.

أوضح الرئيس التنفيذي لدى «فيليبس» للرعاية الصحية بالمملكة محمد السندي أن النهج المتبع للرعاية الصحية بالمملكة يتمثل في تحقيق التحوّل الرقمي بالقطاع الصحي، ومنه خدمات التطبيب عن بُعد، وزيادة الاستثمار في حلول الذكاء الاصطناعي، وتفعيل أطر الشراكة والتعاون مع المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية الأخرى.

القدرة الاستيعابية

وحول العلاج عن بعد قال إنه يعتبر عاملًا مساهمًا في زيادة قدرة المستشفيات الاستيعابية، وخفض تكاليف التشغيل، ما يتيح الفرصة للمستشفى لزيادة الاستثمارات في التكنولوجيا والبنية التحتية.

وأشار إلى أن الجائحة دفعت إلى تسريع التحول الرقمي بقطاع الرعاية الصحية، مشيدًا باهتمام الحكومة بالحلول الرقمية بالمستشفيات، وذكر أن هناك عدة اتفاقيات بهذا الإطار تم عقدها لتوفير أحدث النظم والتقنيات لزيادة جودة ومستوى الرعاية الصحية، حيث إن البنية التحتية للمستشفيات لم تكن جاهزة لمواجهة الجائحة.

وأضاف أن ذلك يأتي في إطار رؤية المملكة 2030 بتوفير رعاية صحية لجميع أبناء المملكة والمقيمين على أراضيها، عبر نظام رعاية صحي لا يتأثر بأية جائحة، ومدعوم بالتقنيات الافتراضية من فيليبس وغيرها.

الصحة المستقبلية

كما أوضح سندي أن شركة فيليبس قد أصدرت تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2021، والذي كشف عن إسهامات المملكة العربية السعودية في تعزيز آفاق استدامة قطاع الرعاية الصحية، حيث قامت في العام 2020 باستضافة المنتدى العالمي للإنتاج المستدام بقطاع الصحة.

وأضاف أن تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2021 يجمع تعليقات قادة الرعاية الصحية في 14 دولة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التي تمثل أضخم مسح عالمي.

ونوّه أن نتائج التقرير أظهرت المرونة والالتزام اللذين يتمتع بهما قادة الرعاية الصحية في المملكة، كما سلطت الضوء على موضوعات كالاستدامة والتحول الرقمي والرعاية الصحية التي تركز على المريض كمحركات رئيسية لمستقبل الرعاية الصحية.

عامل محفز

ولفت سندي إلى أن التحول الرقمي سيكون عاملًا محفزًا في صناعة الرعاية الصحية بالمملكة، بتركيز أوسع على المريض، مشيرًا إلى مبادرات بعينها كالاستراتيجية الوطنية للصحة الإلكترونية، والتي تهدف إلى الاستدامة بالحفاظ على البيئة وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية في نظام الرعاية الصحية، مع التركيز على الجودة.

وثمّن سندي ثقة قادة الرعاية الصحية في المملكة في قدرتهم على تقديم رعاية عالية الجودة للمواطنين، ووفقًا لتقرير فيليبس، فإن هذه الثقة مدعومة بظهور الذكاء الاصطناعي لوضع احتمالية بالنتائج ودعم الأطباء وتشخيص المرضى وتحسين الكفاءة التشغيلية، منوهًا إلى أن هذه التقنية ستوفر للأطباء الأساس الذي يحتاجونه لبدء تحويل مشهد الرعاية الصحية في المملكة. وأشار سندي إلى أن رؤية المملكة تمهد للرعاية الصحية المستدامة والقائمة على القيمة، والمرتكزة على المريض، والمدعومة بالتكنولوجيا الذكية، ما يساعد على الوصول إلى مستقبل جديد في المنطقة.