في ذكرى وفاته.. السلطان قابوس نصف قرن من السلام والحب
في ذكرى وفاته.. السلطان قابوس نصف قرن من السلام والحب
يصادف اليوم ذكرى وفاة السلطان قابوس بن سعيد، أطول ملوك الوطن العربي حكما، من بحث عن السلام طول حياته، ووعد شعبه بالرفاهية وحقق لهم ما هو أكثر من ذلك، منحهم الأمان، أنشأ لهم المدارس، وقدم لهم رغدًا يحيون فيه طوال حياتهم.
كان لهذا السلطان قصة من قصص ألف ليلة وليلة، أطاح قابوس بوالده في انقلاب غير دموي في القصر عام 1970، وقاد عمان من دولة منعزلة إلى عضو نشط في جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، وفي نهاية المطاف منظمة التجارة العالمية، منذ توليه شهدت عُمان طفرة كبيرة في ثرواتها، حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 250 مليون دولار في بداية عهده إلى مبلغ يقاس بشكل أفضل بعشرات المليارات، وفقًا لإحصاءات البنك الدولي.
كان روح عمان تمتع بشخصية عظيمة وجاذبية لا يمكن تجاهلها، كان يسافر في جميع أنحاء البلاد لمقابلة أشخاص من مختلف مناحي الحياة، كان قائدًا حقيقيًا، ومتواضعًا، لقد عامل الجميع في جميع أنحاء العالم على قدم المساواة، وتناثرت الفرص في جميع أنحاء البلاد دون أي تمييز على الإطلاق، لم يتم منح أي مزايا لأي قسم من المجتمع أو أشخاص من منطقة معينة من عمان.
ووفقا لموقع npr عدد سكان سلطنة عمان صغير، كما أنها تقع على حدود المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن الذي مزقتها الحرب، وعبر خليج عمان مباشرة من إيران وباكستان، كان دورها دائما هو حارس السلام، لا تتدخل في أي حوارات وحروب واضطرابات في المنطقة، للدرجة التي جعلت قابوس نفسه يدفع نصف مليون لكل منهم للمساعدة في تأمين الإفراج عن سجناء أميركيين من إيران عام 2011.
وأشار سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية لـ"الدستور" إلى أن سبب بُعد السلطان قابوس عن النزاعات هو اعتقاده أنها لا تنتهي أبدًا، مهما حاول، وبدلًا من الانشغال بالحروب والصراعات فقد عمل على مساعدة الناس من خلال إظهار الحب لهم، وهذا جعل السكان المحليين لا يغادرون بلادهم، فقد وفر لهم كل سبل الراحة.
في انعكاس للثقة والصداقة التي استطاعت عمان أن تزرعها بين جيرانها وغيرهم في عهد قابوس، غمر بكلمات التعزية والتهنئة من قادة العالم، وكان من بين عبارات الحزن على وفاة قابوس بيان من السفارة الأمريكية نعت فيه: "قيادته الصامدة تجسد إخلاصه وكرمه وتسامحه وحبه العميق لوطنه"، وكتبت السفارة في بيان نشرته على فيسبوك: "لقد فقدنا أحد أهم قادة العالم، وهو زعيم ملهم لصعود عمان وتطورها في نصف قرن".
