أصدر موقع الإمام عبد السلام ياسين كتاب “وترجل الإمام” بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وهو يضم بين طياته 47 مقالا صحفيا كتبت في تأبين الإمام. ويقع الكتاب في 228 صفحة من الحجم الكبير، ويضم مقالات دوَّنتها شخصيات علمية ودعوية وفكرية وأدبية وسياسية وإعلامية من تخصصات مختلفة وذات اهتمامات متباينة.
الكتاب الذي صدر رابعا ضمن سلسلة كتب موقع الإمام عبد السلام ياسين، في طبعته الأولى سنة 2021، ضم مقالات كتبت بين سنوات 2012 و2014، وتناولت من مختلف الزوايا شخصية الإمام فجمعت بين الحديث عن جوانب إنسانية وبين النظر في فكره ومشروعه.
وكان بذلك وثيقة تساعد في توثيق لحظة تاريخية عبّر فيها المغاربة من مختلف المشارب الفكرية والسياسية والإعلامية عن احترامهم الكبير لهذا الرجل الحكيم، وتقديرهم البالغ لهذه الشخصية العصامية التي طبعت بقوة النصف الثاني من القرن العشرين، وبداية القرن الواحد والعشرين.
الكتاب الذي أعده للنشر الدكتور أحمد الفراك، ضمّ عناوين أغلبها بالعربية وبعضها بلغات أخرى بالفرنسية والإنجليزية والإسبانية، تجمع كما -قدّم الكتاب- على أن الأمة فقدت برحيل الإمام عالما ربانيا كبيرا، ومعارضا سياسيا قويا، ومفكرا إسلاميا مجددا، وصاحب نظرية متكاملة في التغيير. فقد كتب رحمه الله أكثر من أربعين مؤلفا يجيب عن أسئلة التربية والدعوة والحركة والفكر والسياسة والثقافة والعمران، وأسّس تنظيما إسلاميا قويا ومتماسكا، وتربى على يديه آلاف الشباب والشواب تربية إيمانية إحسانية متوازنة جنَّبتهم الوقوع في شراك الدعوات العنيفة وشباك المنظمات السرية التي كادت أن تفتك بنسيج المجتمعات المسلمة وتزرع الفتن بين أهلها.
وكما يوضح مقدّم الكتاب، فإن العمل المنشور لا يتضمن جميع شهادات العلماء والمفكرين والساسة والمثقفين في شخصية الرجل، وإنما توجد مقالات رأي، تفصح عن موقفها بشجاعة وتعرب عن رأيها بصدق ووضوح في حق هذا الرجل الذي قلما يجود الزمان بمثله، منهم من التقى الإمام وصحبه، ومنهم من تابع مساره ومسيرته، ومنهم من اطلع على مكتوباته ومحاضراته، ومنهم من أوذي وسجن معه، تم جمعها من مواقع إعلامية مختلفة وتوثيقها وإعدادها للنشر حتى تطلع الأجيال الحالية والمستقبلية على جزء من حقيقة هذه العالم.