صدرت حديثًا عن دار تنمية للنشر والتوزيع رواية "الشيهانة" للروائية مايا الطرابيلي وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 والتي تنطلق فعالياتها في الفترة من 26 يناير الجاري، وحتى الـ7 من فبراير المقبل.

وتقول مايا الطرابيلي عن روايتها: "ربما لا أؤمن كثيرًا بفكرة المشروع الروائي، لن تجد تشابهًا كبيرًا في موضوعات روايتي قسمة الروح والأعرافي والشيهانة أخيرًا، لأني أفضل أن يظل قلمي كحرباء دائمة التلون، يصعب تحديد هيئتها ورغم هذا تثير الخيال وتجذب القارئ لحل لغزها، لكن سيظل البشر مصدرًا لدهشتي الكبرى، لذا أحوم دومًا بعدسة مكبرة أسلطها على ثقوب النفس البشرية، وأحرص على صنع شخوص كالمرايا تفضح المخفي في الآخر، وتواجه بثبات نقاط الضعف والمخازي، تهدهدها حينًا وفي أخرى تجلدها.

وتضيف في تصريح خاص لـ"الدستور": "قد يستغرق مني الخروج للنور بعمل روائي العديد من السنوات، فقد كتبت على سبيل المثال رواية "الشيهانة" في ثلاثة أعوام، وعام ونصف عام كامل أمضيته في القراءة وتجميع المادة ولبنات البناء لعملي كي أرضى عنه قدر استطاعتي، فرضا الكاتب عن عمله أمر بعيد المنال إلى حد كبير".

وتواصل: "الشيهانة مع صعوبة تصنيفها، لجمعها العديد من العناصر كالسياسة والفن والتاريخ والأديان وبعض اللمحات الفلسفية، هي رواية أجيال، تبدأ من عهد محمد علي باشا انتهاء بمنتصف فترة حكم مبارك وما حدث فيها من صراعات على كثير من الأصعدة، وتأثيرها على عائلة اتخذ جدها الأكبر من صحراء البحر الأحمر موطنًا، وتعاطيه مع طبيعة الحياة هناك بتقاليدها وأعرافها وسط عالم البدو والغجر الرحل، في ظل استحواذه على منجم ذهب اكتشفه مصادفة".

وجاء في تصدير الرواية "كلما نظر أحدهم نحو بيت "الدهبي" تساءَل؛ خلف أي جدار رقدتْ أجساد السجناء، وخُنِقَت صرخات العذارى، وتوارى المعدن الثمين؟!". 

"رحلة غرائبيّة بين خيام البدو، وأهازيج الغجر ونافخي النار، ومنجم صهر كل الأعراق والعقائد والحكايات في بوتقة صراع أزليّ، وقلبٌ فُطر على التمرّد، يسكن صدر امرأة تبحث عن هويّتها الحائرة بين أطلال عائلة تطاردها لعنة تاريخيّة، ومرويّات دامية تلطّخ بعارها تيجان الـمُلْك المترنّح والمجد الزائف. بجموح بريّ لا يسيّجه عرف ولا عقيدة؛ تُحلّق الشيهانة فوق جبال الذهب باحثة عن إيمان يقرّ في قلبها، وعن مخلوق تأمن إلى جواره، فلا تجد سوى بومة ألوف تمزّق بهُنادها أستار الصمت والشك. فهل تقدر كاثرين على النجاة من اللعنة؟ وهل تعكس مرآتها الحقيقة المطوية بين عروق الذهب قبل أن تنزع الأقنعة عن كل الوجوه؟" 

"حكاية تخطّها الكاتبة متحرّرة من نمطيّة المكان، ومن سطوة زمان سالت أيامه بين أوراقها كاشفة عن صورٍ انتُزعت من تاريخ مصر خلال مائة عام".

أما عن مايا الطرابيلي فهي روائية مصرية من مواليد بورسعيد عام 1978، حاصلة على بكالوريوس التجارة عام 2001 من جامعة قناة السويس، صدرت لها رواية قسمة الروح عام 2015، رواية الأعرافي عام 2017 عن دار الرواق، وتعد رواية الشيهانة ثالث أعمالها المطبوعة.