محمود محيى الدين: برنامج «الإصلاح» جعل الاقتصاد المصرى متميزًا

شدد الدكتور محمود محيى الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة المدير التنفيذى بصندوق النقد الدولى، على أن عقد منتدى شباب العالم فى ظل انتشار فيروس «كورونا» هو رسالة للعالم بأن الحياة يمكن أن تعود، وبصورة أفضل مما كانت عليه من قبل. 

وقال «محيى الدين»، فى حواره مع «الدستور»، إن مصر نجحت فى تحقيق معدل نمو اقتصادى خلال سنوات لم يكن فيها الأمر ممكنًا، مرجعًا ذلك إلى تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادى التى لولاها لصارت الأوضاع فى مصر أسوأ أثناء جائحة «كورونا».

■ بداية.. ما أبرز التحديات التى يواجهها العالم بسبب جائحة فيروس «كورونا» وتتم مناقشتها فى منتدى شباب العالم؟

- لا يمكننا التحدث عن نوع واحد من التحديات فى ظل جائحة فيروس «كورونا»، حيث إن التحديات الاقتصادية مرتبطة أساسًا بالتحديات الصحية. صحيح أن العالم لم يكن فى وضع اقتصادى أفضل قبل الجائحة، لكن هذا الوضع الاقتصادى العالمى تأثر بما حدث فى البُعد الصحى بعد انتشار «كورونا».

لذلك عند اتخاذنا خطوات لمعالجة الأوضاع لا يمكننا الالتفات إلى الوضع الصحى فقط، بل نعمل على الحل فى البُعدين الصحى والاقتصادى فى نفس الوقت، لأنهما مجالان شديدا الارتباط.

هناك تحدٍ ثالث يتعلق بأزمة تغير المناخ التى تؤثر هى الأخرى بصورة كبيرة على الوضع الاقتصادى حول العالم، لذا شغلت حيزًا كبيرًا من أعمال منتدى شباب العالم، خاصة أن مصر ستستضيف النسخة المقبلة من قمة الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ «COP٢٧» فى نوفمبر المقبل.

وكما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى حول هذه الأزمة، فلا يجب أن يتم توجيه الموارد إلى حماية المناخ دون التنسيق الكافى أو النظر لتأثيره على الأبعاد الاقتصادية والصحية على حد سواء.

والتحدى الرابع الذى يواجهه العالم ونناقشه فى المنتدى، بجانب التحديات الصحية والاقتصادية وتغير المناخ، هو ما يرتبط بمجال التكنولوجيا وأمن المعلومات «الأمن السيبرانى»، فعلى سبيل المثال إذا حدث هجوم سيبرانى على الهواتف أو قاعات المؤتمرات فسيتم تعطيل كل الأعمال وإحداث ضرر كبير.

■ كيف يمكن مواجهة تلك التحديات؟

- نحتاج إلى تنسيق قوى ومنظم بين الحكومات لمواجهة التحديات الأساسية الأربعة التى يواجهها العالم، ولا يمكن معالجة تلك التحديات سوى بتوجيه الموارد والاستثمار الكافى فى البشر أنفسهم، بتعليمهم وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.

وكذلك يجب الاستثمار فى البنية الأساسية، بما فى ذلك البنية الأساسية التكنولوجية، ووجود توازن على أعلى مستوى بين الموارد والتمويل والبيانات، لكى يتمكن العالم من مواجهة أى تحدٍ من الأربعة.

■ ماذا عن دور المنتدى فى المواجهة العالمية لهذه التحديات؟

- كل التحديات التى نحاول معالجتها ليست وليدة الأمس، وكذلك هى مشاكل غير وقتية، لكننا نتحدث عن تأثيرها على أوضاع الشباب فى المستقبل، ومنتدى شباب العالم لا يعمل على تعريف الشباب بالتحديات التى يواجهها العالم فقط، لكنه أيضًا يضع حلولًا، فى ظل استضافته خبرات من دول العالم المختلفة.

على سبيل المثال، تؤثر التحديات العالمية على المجالات التى يمكن أن يختارها الشباب للعمل، وهنا يأتى دور منتدى شباب العالم فى مساعدة الشباب على اكتشاف أنفسهم فى مجالات أخرى، وجعلهم يشعرون بأنهم لا يقفون وحدهم أمام أى تحدٍ.

بشكل أكثر تفصيلًا، يساعد المنتدى الشباب فى إعادة اكتشاف أنفسهم مرة أخرى، فقد يكون هناك خريج فى تخصص معين لكنه يكتشف أن لديه ميولًا أو موهبة فى حياة عملية أخرى، وهو ما يُعرف بـ«career shift» أو «تغير الوظيفة»، وهو أمر له تأثير كبير للغاية على الشباب.

قبل أزمة «كورونا» كان العالم كله يتحدث عما يُعرف بـ«الثورة الصناعية الرابعة»، وكيف سيعملون فى إطارها، وما معدلات فرص العمل التى ستتوافر لهم، وكان جميع الشباب يفكر فى مستقبله، وما سيفعله بعد التخرج.

وهنا جاء منتدى شباب العالم لتوضيح الخطوات اللازمة لأى شاب فى هذا الإطار، من خلال إتاحته المشاركة فى المعرفة، ومنح حلول للتحديات الحالية، واستخدامها فى الحياة العملية وفى تنمية المهارات بشكل أكبر وأكثر استفادة.

■ بحكم خبرتك الكبيرة.. كيف أسهم تنفيذ مصر خطة الإصلاح الاقتصادى فى تحقيق نمو رغم «كورونا»؟

- لولا الخطة الاقتصادية التى اتبعتها مصر لكانت الأوضاع أسوأ حتمًا فى ظل جائحة «كورونا»، خاصة أنها جاءت فى ظل مشكلات وتحديات كثيرة للغاية، مثل وجود اختلالات فى الموازنة العامة للدولة، وفى النظام الخاص بالنقد الأجنبى وسعر الصرف، فكنا نرى أسعار صرف متعددة، وما يعرف بـ«السوق السوداء»، وكلها أمور لا تساعد المُصدر والمستثمر، ولا تُطمئن مدخرًا أو مستهلكًا.

وخلال العمل على التعليم وتطوير الصحة والبنية الأساسية، ووجود استثمار فيما يمنع تدهور البيئة وتغيرات المناخ، يجب أن تكون هناك قاعدة اقتصادية قوية للغاية، واستقرار اقتصادى، وعدم وجود تضخم أو موجة غلاء، وهو ما حدث من خلال خطة الإصلاح الاقتصادى.

وخطة الإصلاح الاقتصادى لها مسار يجب أن يستمر لنهايته، بالتأكيد أولى مراحل الإصلاح الاقتصادى تكون صعبة، وهو ما يسمى «التكلفة»، لكن بعد ذلك تظهر النتائج والمميزات، ووفقًا لتقارير عن أداء الاقتصاد المصرى، بعد تطبيق الإصلاحات الاقتصادية، وجدنا أن هناك تميزًا فى أدائه.

■ ما أبرز مظاهر هذا التميز؟

- الاقتصاد يُقاس بعدة مؤشرات وليس بمعدل منفرد، فهناك مؤشر نمو اقتصادى، ومؤشر معدل التضخم، وماذا حدث فى معدلات البطالة، وكذلك مستويات الفقر.

ومصر استطاعت الحفاظ على معدل نمو اقتصادى موجب فى سنوات لم يكن فيها الأمر ممكنًا، خاصة العام الماضى، رغم أنه كان سالبًا فى عدد من دول العالم.

وكذلك حافظت على معدل تشغيلى جيد، كما أن معدلات البطالة لم تزد رغم توقعات بزيادتها، لا أقول إنه لا توجد بطالة، فهناك نسبة موجودة بالفعل، لكنها لم تزد، فضلًا عن وجود سيطرة على معدلات التضخم، بما حقق قدرًا من الاستقرار النسبى فى الأسعار والدخول.

هل لعقد المنتدى رغم «كورونا» رسائل معينة؟

- بالطبع عقد منتدى شباب العالم فى ظل استمرار جائحة «كورونا» له ميزة كبيرة، فهو رسالة للعالم والشباب بأن الحياة يمكن أن تعود، وبشكل أفضل مما كانت عليه، وبما يمنحهم الأمل فى الاستمرار والتقدم والتطور، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال جلسات المنتدى، بأن هناك تحديات لكنها لن تمنع العمل والتقدم والعطاء.

تاريخ الخبر: 2022-01-11 19:23:02
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

الصين: مصرع 36 شخصا اثر انهيار طريق سريع جنوب البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-6” في 3 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية