بالموازاة مع التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، تقود قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حملة طرد واستبعاد واسعة لكل عضو في الحزب، أجهر برفض العهدة الثالثة لادريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، المنتهية ولايته.
وفيما تم قبل أيام تجريد الكاتب الإقليمي للحزب في بركان من ممارسة مهامه، بمقتضى مراسلة وجهها إدريس لشكر إلى عامل الإقليم، ثم منعه لاحقا، بطريقة مهينة، من ولوج المقر المركزي للحزب بالرباط، بسبب معارضته بقاء لشكر على رأس “الوردة”؛ عاد الحزب ليشهر نفس السلاح، لإبعاد عضو كتابته الإقليمية بالعيون، والكاتب الجهوي لشبيبته بجهة العيون الساقية الحمراء، عبد الله بوفوس.
عبد الله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، راسل والي جهة العيون، ليخبره بقراره إيقاف عبد الله بوفوس، وبأن لا علاقة أصبحت تربطه بالشبيبة الاتحادية أو بالحزب، داعيا إياه إلى صون الممارسة الحزبية والاشتغال وفق القوانين والضوابط.
ولم يكن الصيباري يقدم على هذه الخطوة، لولا حديث عبد الله بوفوس، بوصفه عضوا في المجلس الوطني، عن “خروقات” تعديل القانون الداخلي للحزب كما صادق عليها المجلس الوطني لفائدة لشكر وأنصاره. لكن ذلك لم يمنع القيادي الشاب من مواصلة التعبير عن مواقفه، إذ نظم مساء أمس الثلاثاء، ندوة صحافية، هاجم فيها لشكر، وقال: “إذا علمت الأممية الاشتراكية بسبة الولاية الثالثة، فستخرج حزب الاتحاد الاشتراكي منها، فكيف يعقل أن تكون اشتراكيا ديمقراطيا بفكر ديكتاتوري؟”، متابعا: “إذن نعطيوه (ادريس لشكر) الولاية الثالثة والرابعة ونردوه قبة نبقاو نزوروه مرة مرة”.
وتشبث المتحدث بعضويته في الحزب وفي منظمته الموازية، مشددا على أنه تم انتخابه من طرف المؤتمر، ولم يعينه الكاتب العام للشببية الذي كان نفسه قد استقال رسميا سنة 2016، بعدما رفض المكتب السياسي للحزب وضعه في مرتبة متقدمة في اللائحة الوطنية للشباب إبان الانتخابات التشريعية، واصفا الواقعة بـ”عملية ابتزاز”.
وبدا بوفوس متشائما بخصوص مستقبل حزب المهدي بنبركة، معتبرا أن “القيادة الحالية آلة مدمرة لكل الطموحات الصاعدة والطاقات، مقابل دعم أولادها واقتراحهم للاستوزار والتعيين في السفارات وغيرها”، كما عرّج مشتكيا من غياب الدعم المالي لمسؤولي الحزب في جهات ومناطق الصحراء حيث لا يتوفر الاتحاد الاشتراكي على مقر قار، متسائلا عن مصير أموال الدولة التي حصل عليها الحزب، لإنتاج النخب وتكوينها وتأطيرها.
كما تحدث عن ما وصفه بـ”معاداة” لشكر وأنصاره للقيادات الحزبية التي أعلنت ترشحها للكتابة الأولى، في مقدمتها حسناء أبوزيد، ومهاجمة أحمد رضا الشامي ومحمد الأشعري وحسن نجمي، وغيرهم ممن يتخندقون في الصف المعارض لادريس لشكر، مضيفا: “كلما علموا أن عضوا معينا ضد الولاية الثالثة أبعدوه”، قبل أن يستدرك: “نحن نبايع الملك فقط ولا نبايع ادريس. ولنقولها بصريح العبارة، الولاية الثالثة صعبة على الدولة نفسها”.
