أعلنت الولايات المتحدة أن بعض الاقتراحات الأمنية التي تقدمت بها روسيا إلى الغرب غير مقبولة بالنسبة لها والأعضاء الآخرين في حلف الناتو.

وأكدت النائبة الأولى لوزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، أثناء مؤتمر صحفي عقدته في أعقاب أول اجتماع لمجلس روسيا-الناتو منذ عامين ونصف العام في بروكسل اليوم الأربعاء، أن هذه الجلسة كانت جدية وصريحة جدا، لافتة إلى أن الجانب الروسي المتمثل بنائبي وزيري الخارجية والدفاع، ألكسندر غروشكو وألكسندر فومين، تحدثا بالتفصيل وأطلعا الزملاء الغربيين على اقتراحات ورؤى موسكو إزاء الأمن الأوروبي ومستقبل حلف شمال الأطلسي.

وتابعت شيرمان أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو كانوا موحدين في مواقفهم، لاسيما فيما يخص "بعض الاقتراحات الروسية الرئيسة التي لا يمكن قبولها على الإطلاق".

وأوضحت: "لن نوافق على أن الناتو لا يستطيع مواصلة توسعه، ولن نوافق على العودة إلى الوضع الذي كان في عام 1997".

وشددت المسؤولة الأمريكية على أن الناتو لا يزال ملتزما بسياسة الأبواب المفتوحة، وهناك إجراءات واضحة للانضمام إليه، وتسعى أوكرانيا دون أدنى شك إلى كسب العضوية في الحلف.

وتابعت: "يمرون بهذه العملية وذلك سيستغرق وقتا، وهناك الكثير من العمل الذي ينبغي لهم القيام به كي يتوافقوا مع معايير الناتو السامية، والأمر كذلك أيضا فيما يخص جورجيا".

وذكرت الدبلوماسية الأمريكية أن أعضاء الناتو في اجتماع اليوم حذروا موسكو من أن "استمرار التدخل الروسي في أوكرانيا" سيجلب إليها "تكاليف باهظة أوسع بكثير مما كان في عام 2014"، لافتة إلى أن الحديث يدور عن إجراءات اقتصادية ستؤثر سلبا على اقتصاد روسيا ونظامها المالي.

وحملت شيرمان روسيا المسؤولية عن نشر 100 ألف عسكري عند حدود أوكرانيا، مشددة على أن التدريبات العسكرية التي تجريها موسكو قرب حدود هذا البلد المجاور "لا تسهم في إيجاد حل دبلوماسي" للخلافات بينها والناتو.

وقالت نائبة الوزير إلى أن روسيا خلال الاجتماع لم تقدم أي تعهدات بخفض التصعيد حول أوكرانيا، غير أنها في الوقت نفسه لم تستبعد هذا السيناريو. 

في الوقت نفسه، لفتت شيرمان إلى وجود مجالات كثيرة يمكن فيها التعاون بين روسيا والناتو، وخصوصا فيما يتعلق بالرقابة على التسلح وتسوية النزاعات.

وأبدت الدبلوماسية الأمريكية رغبة الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء الناتو في مواصلة الحوار مع روسيا، لافتة إلى أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيرغ أعرب في مستهل جلسة اليوم عن أمله في انعقاد مجلس روسيا-الناتو من جديد قريبا لـ"إجراء مشاورات أعمق بخصوص المجالات التي يمكن إحراز تقدم فيها لتعزيز أمن جميع الأطراف".

وتحدث مسؤولون غربيون في الأشهر الأخيرة مرارا عن الخطط الروسية المزعومة لـ"غزو أوكرانيا"، ونفت موسكو نفيا قاطعا صحة هذه الافتراءات، مشددة على أن تحركات قواتها داخل حدودها لا تشكل خطرا على أحد وتمثل أمرا سياديا للدولة.

وحملت موسكو الناتو المسؤولية عن تصعيد التوترات في أوروبا من خلال الاقتراب من حدود روسيا، وطلبت من الحلف تقديم ضمانات قانونية ملزمة بوقف تمدده شرقا وتخليه عن فكرة انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه.

المصدر: وكالات