يصدر قريبا عن دار تنمية كتاب "أم كلثوم.. سنوات المجهود الحربي" للكاتب والباحث كريم جمال.

ويقول كريم جمال عن الكتاب: "يدور الكتاب حول سنوات أم كلثوم الأخيرة والفاصلة بين نكسة يونيو 1967 وبين توقف السيدة أم كلثوم عن الغناء مطلع عام 1973 ثم وفاتها في 3 فبراير 1975، في محاولة لتوثيق دورها التاريخي الهام في مساندة الدولة المصرية ماديًا من أجل تخطي آثار العدوان، وكذلك محاولتها لجمع الأمة العربية حول مصر خصوصًا الشعوب التي كانت قد دخلت في عداء مع النظام الناصري بسبب سياسات جمال عبد الناصر طوال عقد الستينيات، والأهم رفع الروح المعنوية للمصريين من أجل تخطي الهزيمة النفسية القاسية التي حدثت. وذلك من خلال متابعة نشاط السيدة أم كلثوم في الصحف والمجلات المصرية والعربية بشكل يومي، وتوثيق تحركاتها في البلاد العربية وباريس من أجل دعم المجهود الحربي، وكذلك نشاطها الخيري والإنساني الكبير في تحسين أحوال أهل مدن القناة من المُهجرين الذين تركوا بيوتهم ومنازلهم في نهاية عام الهزيمة". 

أما عن فكرة الكتاب فيقول كريم جمال: "فكرة الكتاب راودتني لأول مرة في نهاية عام 2017 عندما قرأت في مجلة "لومند" الفرنسية تحقيقًا مطولاً عن زيارة السيدة أم كلثوم إلى باريس في نوفمبر 1967، وذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على الزيارة، واستوقفني ذلك الاهتمام الكبير الذي أبداه الإعلام الفرنسي في توثيق رحلة أم كلثوم إلى باريس رغم مرور كل تلك السنوات على تلك الرحلة، وقتها فكرت جديًا في البحث عن تلك المرحلة الغائبة في حياة أم كلثوم، خصوصًا وأننا نعلم جميعًا أنها شاركت في دعم المجهود الحربي، لكننا لا نعلم حجم ذلك الدعم، ولا حجم المساعدات التي قدمتها إلى الدولة المصرية في ذلك الظرف العصيب، وكذلك نعلم أنها زارت عدد من البلاد العربية ولا نعلم ظروف وملابسات الاتفاق على كل رحلة، كيف بدأت ومن أشرف عليها تنظميًا، ومع نهاية عام 2019 كانت المادة البحثية قد اكتملت وبدأت رحلة الكتابة وتوثيق المرحلة التاريخية بأكملها بما فيها التغيرات السياسية والاجتماعية التي لحقت بالمجتمع عقب النكسة، وأثرت بالطبع على مرحلة المجهود الحربي في حياة السيدة أم كلثوم، لأنتهي من المسودة الأولى الكاملة من الكتاب في مايو 2021".

وعن الصعاب التي واجهت كريم جمال في بحثه يقول: "لا تزال العقبة الأولى التي واجهتني في الكاتب، وربما واجهت كل  باحث وخصوصًا في مجال الأرشفة والتوثيق هي الوصول للأرشيف الصحفي المصري، فالأمر يغلب عليه منطق الروتين الحكومي، والوصول إلى الأرشيف يحتاج إلى صبر وجهد كبير، فالمؤسسات الصحفية الكبرى لا تزال تتجاهل كل الطرق التكنولوجية الحديثة التي قد تساعد الباحث في الوصول إلى مراده من مكانه، رغم أهمية تراث تلك المؤسسات، فالتراث الصحفي المصري في القرن الماضي بمثابة ديوان عام للحياة المصرية المعاصرة، لذلك الأمر يحتاج إلى إعادة نظر في طريقة إتاحة الأرشيف للباحثين والمؤرخين، ولكن ربما كانت العقبة الأهم هو إيجاد دار نشر متحمسة لمشروع كبير وهام مثل كتاب: "أم كلثوم: سنوات المجهود الحربي" فالمشروع كبير، ويحتاج دار نشر مؤمنة بضرورة تقديم محتوى جيد إلى القارئ وليس فقط محتوى مسل يباع للقراء دون قيمة حقيقية، خصوصًا وأن تلك هي تجربتي الأولى في عالم النشر، وهو ما وجدته مع دار تنمية للنشر، التي آمنت بالمشروع ودعمته منذ البدايات، وذللت كل المصاعب حتى يخرج إلى النور وتقديم الكتاب في أفضل صورة إلى القارئ العربي".

أما عن كريم جمال فهو كاتب وباحث موسيقيّ، ولد في الإسكندرية، درَس الموسيقى العربية أكاديميًا، حصل على دبلوم الدراسات العليا في مجال العلوم السياسية من كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية 2021، كتب للعديد من المواقع والصحف العربية مقالات بحثية حول الأدب العربي والتراث الغنائي والموسيقى الشرقية.