تعرضت الكرة الإسبانية لانتقادات حادة بسبب قرارها إقامة بطولة كأس السوبر في السعودية التي انطلقت الأربعاء بمباراة بين الغريمين اللدودين برشلونة وريال مدريد على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، وفقاً لموقع ميدل إيست مونيتور.

وقال راؤول جارسيا لاعب وسط منتخب إسبانيا السابق ولاعب وسط بيلباو "ليس من المنطقي أن تلعب هناك (في السعودية) مباراة يمكن أن تلعبها هنا. الأمر بسيط للغاية: نحن نلعب بطولة يجري لعبها (عادة) في بلدنا وليس من المنطقي أن نلعبها في أي مكان آخر".

ويرى جارسيا أن قرار اللعب في المملكة العربية السعودية جزء من اتجاه مقلق قال إنه "يدمر اللعبة الجميلة".

وأوضح: "لقد تغيرت كرة القدم بمعنى أنه لا أحد يفكر في الجماهير. ما يهم هو الحصول على (المال) من الرعاة ، ونحن ننسى الأساسيات المتعلقة بكرة القدم: الأجواء، والعائلات التي تستمتع بالمباريات معاً، وأوقات انطلاق المباراة التي تناسب المتفرجين. لقد تغيرت كثيراً منذ أن بدأت اللعب".

وعلى مدار 40 عاماً كان كأس السوبر الإسباني رفعاً للستار عن الموسم الجديد بين الفائزين بكأس الموسم السابق وبطل الدوري. لكن في عام 2019 جرى تغيير الشكل إلى أربعة فرق، بما في ذلك وصيف الكأس والدوري وجرى تصدير البطولة إلى المملكة العربية السعودية.

وبررت السلطات الإسبانية القرار بحجة أن السماح للسعوديين باستضافة البطولة يمكن أن يساعد في تغيير ثقافة المملكة. لكن النقاد يقولون إن الأمر كله يتعلق بالمال.

وأشاروا إلى أن الراعي الرئيسي للبطولة "نيوم" مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، المملوك للحكومة، ويرأس إدارته ولي العهد محمد بن سلمان الذي يعد رأس حربة ما يسميه تجديد وتحديث المملكة من خلال مشاريع نيوم.

ومن المتوقع أن يدر الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم نحو 34 مليون دولار من الصفقة مع السعوديين. ولكن نظراً إلى أن تكلفة الرحلة كانت بعيدة عن متناول المشجعين العاديين، فقد تركت الصفقة أثراً مريراً بين ملايين المشجعين الذين لم يكونوا قادرين بعد الآن على مشاركة ما كان يعتبر عنصراً تقليدياً في تقويم كرة القدم الإسباني.

ولا يخفى على أحد أن المملكة العربية السعودية كانت تسعى لتصبح لاعباً رئيسياً في عالم الرياضة. ويقول منتقدون إنها للتغطية على انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان.

وبعد شرائها نادي نيوكاسل يونايتد أصبحت الرياض على وشك استكمال صفقة استحواذ بقيمة مليار دولار على العملاق الإيطالي إنتر ميلان.



TRT عربي - وكالات