أحمد خيري العمري

أحمد خيري العمري محرر عراقي من مواليد بغداد 1970، ينتمي إلى الأسرة العمرية في الموصل التي يعود نسبها إلى الخليفة عمر بن الخطاب، والده مؤرخ وقاض عراقي معروف هوخيري العمري. تخرج طبيب أسنان من جامعة بغداد عام 1993، لكنه عهد كمحرر إسلامي عبر مؤلفات جمعت بين منحى تجديدي في طرح الموضوعات وأسلوب أدبي مميز. اختير عام 2010 ليكون الشخصية الفكرية التي تكرمها دار الفكر في تقليدها السنوي، والذي تجاوز حتى كُرم فيه أعلام مثل عبد الوهاب المسيري والبوطي والزحيلي، وبذلكقد يكون العمري هوأصغر هؤلاء المكرمين سناً حيث تم اختياره قبل حتى يبلغ الأربعين.

بعض أفكاره

تعتبر مؤلفات العمري إضافة كمية وكيفية لفكر النهضة الذي يعتبر مالك بن نبي من أبرز رواده. تمكن من حمل خطاب النهضة إلى فئة أوسع من الفئة التي توجه لها مالك بن نبي بسبب لغته المميزة وبيانه الواضح، إضافة إلى حتى اعتماده على التأصيل القرآني للنهضة جعل من أفكاره أكثر قبولاً.

من الأفكار المهمة التي وردت في كتابه البوصلة القرآنية فكرة التساؤل الإبراهيمي التي عرضها العمري كركيزة للإسلام الأول ممثلة في النبي إبراهيم الذي كان أول من أطلق عليه القرآن لفظ مسلم، والنبي إبراهيم في القرآن وبخلاف جميع الخط السماوية السابقة وصل إلى إيمانه عبر التساؤل ورفض الاجوبة السائدة (سورة الأنعام الآيات 74-79)، ويعتبر العمري حتى هذا ركيزة أساسية للإسلام كله باعتبار إبراهيم هوالمسلم الأول.

يعتمد العمري في استنباطاته للمفاهيم من القرآن على الجذر اللغوي للعمل، فهويعود إلى جذر جميع لفظ قرآني ويقوم بعملية مسح للاستخدام القرآني للفظ في جميع المواضع ويخرج بنتائج مترابطة ضمن منظومة فكرية-قرآنية. من الأمثلة على ذلك تأصيله لمفهوم العقل في القرآن عبر اعتماده على الجذر اللغوي لحدثة عقل الذي يعني ربط، فهوينتقل من هذا المعنى عبر إجراء مسح قرآني ليصل إلى حتى العقل هوالربط بين الاسباب والنتائج.

ينتقد العمري ما يسميه المؤسسة الدينية التقليدية، التي يرى أنها تمثل إرثاً ضخماً يعود لتاريخ ما بعد الخلافة الراشدة وقد اختلط بالموروث الشعبي وغير الديني, وكذلك بالجهات الرسمية والسياسية، وهي تنوب عن الإسلام رسمياً وفكرياً وتحتمي بنصوصه رغم حتى كثيراً من أفكارها -حسب العمري- تناقض المفاهيم الإسلامية الأصيلة.

وقد خصص جزءاً من منطقاته لانتقاد من يسميهم أدعياء التجديد، ويُعتقد أنه يقصد بذلك أفكار المهندس محمد شحرور وجمال البنا وجماعة القرآنيين. هجومه الأساسي على هؤلاء يستند على حتى نادىواهم التجديدية التي تفتقد الضوابط الواضحة جعلت الناس تسستنكر التجديد وتخلطه بالتفلت، وأن هذا لم يخدم التجديد الحقيقي المطلوب، فهؤلاء نادىة إلى الحياة الغربية لكنهم يغلفون دعوتهم بنصوص دينية وقراءات انسلاخية تلغي الشعائر والعبادات والأحكام القرآنية تحت ذرائع عديدة.

كذلك خصص بعض منطقاته لمناقشة قضايا عامة تناولها بطرح جديد، مثل ظاهرة تكريس الشذوذ الجنسي في المجتمعات الإسلامية الذي يرفض تمسيته بالمثلية، لأنها حدثة محايدة لا تحمل حكماً أخلاقياً واستخدامها يعني تطبيع الشذوذ، وله مجموع منطقات في هذا الموضوع، إضافة إلى نقده المتكرر للمفاهيم والأفكار الغربية الرائجة في البلاد العربية والإسلامية، وطرحه لإشكالات كثيرة على الحياة الغربية كما في سلسلة منطقات له بعنوان نيويورك نيويورك، وهذا النقد هوأساس أحد أبرز خطه الفردوس المستعار والفردوس المستعاد.

مؤلفاته

العمري معروف بغزارة الإنتاج وتنوعه، فقد أصدر في الفترة بين 2003-2008 ستة خط لاقت رواجاً لافتاً وتنوعت بين البحث الفهمي والرواية والرسالة الأدبية، بالإضافة إلى عشرات الموضوعات التي ينشرها في صحيفتي العرب القطرية والقدس العربي في لندن.

البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثا عن الخارطة المفقودة 2003 دار الفكر، دمشق. وهوالكتاب الأول له، أحدث ردات عمل مختلفة بين الرفض والهجوم وبين الإعجاب والقبول، وقد نفذت الطبعة الأولى منه في وقت قياسي بالمقارنة مع حجم الكتاب الضخم وثمنه المرتفع، وكان سبب رفض البعض له هجومه الحاد على بعض المفاهيم التقليدية التي تخالف -حسب ما يقول- الخطوط العامة في القرآن، كما أنه قد ولج في تحليلاته حقل ألغام تاريخي (كما يسميه) وهوزمن ما بعد الخلافة الراشدة. اتهمه البعض بأن هناك من خط له الكتاب لحداثة سنه آنذاك، ولكن استمراره بالإنتاج هدم هذه الفرضية.
ليلة سقوط بغداد، 2004, دار الرسالة ناشرون
سلسلة ضوء في المجرة (ستة عناوين) 2005
الفردوس المستعار والفردوس المستعاد: ثوابت وأركان من أجل حضارة أخرى. 2005 دار الفكر دمشق. وهوكتاب يعرض فيه قيم الحضارة الأمريكية ويبين تعارضها مع القيم الإسلامية التي يجب حتى تكون نواة لنهضة إسلامية قادمة.
أبي اسمه إبراهيم, رواية. 2006، دار الفكر، دمشق
سلسة كيمياء الصلاة (خمسة عناوين) 2008، دار الفكر، دمشق. وقد نالت نجاحاً كبيراً بعد صدورها.
ألواح ودسر, رواية. دار الفكر، دمشق، 2009.

انتقادات

يُؤخذ عليه لغته الحادة في الهجوم، لكنه نأى بنفسه عن الهجوم على الفهماء والرموز واكتفى بمهاجمة الأفكار بعيداً عن شخصيات منتجيها. ومن المؤاخذات التقليدية عليه أنه لم يفهم الفهم الشرعي بطريقة أكاديمية، وهوما يرد عليه بالقول إذا مفكرين وكتاباً مثل سيد قطب ومالك بن نبي والعقاد لم يدرسوا الفهم الشرعي أكاديمياً.

ويتهمه البعض بأنه قد تراجع عن هجومه الحاد على التقلديين وأنه صار أكثر ليونة معهم، وربما يرجع ذلك إلى هجريزه على نقد التغريب والتجديد الخاطئ، فهويشعر بحنين جارف للشيخ التقليدي عندما يقرأ لبعض أدعياء التجديد، كما يعبر في إحدى منطقاته.