مع دخول كورونا عامه الثالث، يستقر العالم في الوقت الحالي حيث يصبح المرض مستوطناً -وأقل اضطراباً- في بعض مناطق من العالم، فيما يمكن لكورونا أن يستمر بالتحور كلما انتقل من إنسان إلى آخر كما يؤكد خبراء الصحة.

ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال لا يتوقع الخبراء أن تؤدي السلالات المستقبلية للفيروس إلى جعل اللقاحات عديمة الفائدة، لا سيما حال استمرارها في وقف الأعراض الخطيرة والوفيات، وبذلك تكتسب عملية التلقيح أهمية شديدة في مكافحة الوباء.

ويقول أستاذ علم الأوبئة في كلية رولينز للصحة العامة بجامعة إيموري، باتريك سوليفان، للصحيفة إن "كل عدوى هي فرصة لطفرة، وكل طفرة هي فرصة لمتغيرات أكثر خطورة".

فيما يؤكد جيسون ماكليلان عالم الأحياء البنيوية بجامعة تكساس في أوستن الذي درس كيفية تفاعل بروتينات فيروس كورونا مع الأجسام المضادة: "إنه شيء يمكننا التعامل معه"، وتابع: "لقد افترضنا دائماً أنه تتعين علينا إعادة صياغة اللقاح بين الحين والآخر".

ولطالما قال العديد من الباحثين إن اللقاحات لن تكون الحل السحري الذي يقضي على كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، لأن اللقاحات بما في ذلك تلك التي تتمتع بفاعلية عالية كلقاح الحصبة لا تمنع العدوى تماماً.

لكن التطعيمات توفر حماية قوية ضد الأعراض الشديدة والوفاة، لأن اللقاح يحفز جهاز المناعة لمحاربة الفيروسات، مما يؤدي إلى مرض أقل حدة.

ويقول خبراء الصحة العامة إن اللقاحات تبقى العامل الأهم بإخراج العالم من الوباء ودخوله مرحلة التوطن تماماً كالإنفلونزا الإسبانية التي باتت موسمية.

وإلى جانب الاختبارات الروتينية والوصول إلى الأدوية المضادة للفيروسات الجديدة، سيكون كوفيد-19 مرضاً متوطناً يمكن التحكم فيه بشكل أكبر بأجزاء من العالم مع إمكانية الحصول على اللقاحات والرعاية الطبية القوية.

لكن التطعيم غير المتكافئ حول العالم يهدد هذا المسار. وتقول عالمة الأوبئة ليزا لي إن "الفيروسات لا تتوقف عند حدود الأوطان. أحد الأشياء التي تعلمناها هو أن صحة أي شخص في مكان بعيد يمكن أن تؤثر علينا".

وتلقت الدول الغنية الجزء الأكبر من جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، فتذهب الشحنات إلى الدول الفقيرة ببطء شديد قبل أن تتضاءل عقب احتفاظ الدول الأثرى بشحنات اللقاحات لمنح جرعات معززة في ظل انتشار متغير أوميكرون.

ويعتقد بعض العلماء أن الفيروس سيصل في النهاية إلى مرحلة يكون فيها أحد المتغيرات الرئيسية موجوداً ليبقى ويتوطن.

ويذهب اختصاصي الأمراض المعدية السريرية ومدير مركز برنامج أبحاث الإيدز في جنوب إفريقيا سالم عبد الكريم في هذا الاتجاه بقوله إن "السؤال هو كم من الوقت سنستغرق للوصول إلى تلك النقطة؟".



TRT عربي - وكالات