أنشئت ثانوية عنيزة قبل 65 عامًا وتخرج منها أول دفعة في عام 1959 وقد خرَّجت الآلاف ممن خدموا مملكتنا الغالية من وزراء ورجال دولة ومهندسين وأطباء مشهورين وأساتذة جامعات ورجال أعمال مرموقين، وكانت الثانوية الاولي على مستوي منطقة القصيم والخامسة على مستوي المملكة. وفي عام 1974 ميلادية أي قبل 48 عاماُ أخرجت منها مع مجموعة من الزملاء المميزين الذين اجتمعت بهم في باريس قبل ثلاثة أيام نجد عنيزة تلك المحافظة الجميلة التي يبعث ذكرها على السعادة بمجرد تذكر اسمها، زملاء أرى نفسي في كل واحدٍ منهم، إنهم أنا، وأنا هم. زملاء سعدنا في وقتنا حيث لا جوال ولا إنترنت ولا فضائيات ولا أجهزة ذكية بكل تقنيانها. لم أنس أيا من زملاء الدراسة فقد ظللت وفيا لهم كما كانوا أوفياء لي، لا أقوى على البعد عنهم طويلا، لأن ما يجمعنا من علاقات وذكريات عصية على النسيان ومغروسة في القلب والوجدان. زملاء الدراسة هم الاخوة الحقيقين الذين غرست محبتهم في قلوبنا.

اللهم أحفظ أصدقائي من كل شر فهم كل الخير والسعادة لقلبي كان هذا الدعاء يردده كل زميل مع ابتسامة عريضة تشرح الصدر وتدخل السرور على النفس، أخبرنا لم تنقطع حيث هناك مجموعة اسميناها مجموعة 74م، ليلتان جميلتان كنا في ضيافة زملائنا المقيمين في باريس نجد وجولة جميلة في معالم محبوبتي عنيزة ومن ضمنها واحة عبدالله حمد الزامل للعلوم، وأكاديمية محمد الشبيلي العلمية، كذلك بحيرة ​بحيرة العوشزية التي تعتبر أكبر بحيرة في الجزيرة العربية وتقع شرق محافظة عنيزة علي بعد عشرين كيلو متر، وتبلغ مساحة البحيرة حوالي خمسين كيلو متر مربع، وتتجمع مياه بحيرة العوشزية من ثلاث أودية رئيسية كبيرة مثل وادي أرمة وتتجمع مياه الأمطار في فصل الشتاء وتصب فيها لتصبح أكبر وأضخم بحيرة في المنطقة إنها جمال الطبيعة.

أصبحنا متقاعدين لكننا في عز الشباب والحيوية والنشاط حين نسرد ذكريات الزمن الجميل ونتبادل بعض الصور التي يحتفظ بها بعض الزملاء. قضينا وقتا ممتعا جميلاً، والتقطنا صورً جميلة وترحمنا على من أصبح تحت الثري، أسماء المعلمين السعوديين والاخوة العرب أخذت وقتا من أحاديثنا وكيف كانت المعاملة الحسنة وبعض شقاوتنا، الزمن لا يعود إلى الوراء إلا عبر الذكريات ويا لها من ذكريات محفورة في الذاكرة، وبعد قضاء يومين ممتعين جاء وقت الوادع، شخصيا اكرة الوادع. عبارات جميلة سمعتها تنم عن الحب والعرفان ومتانة علاقاتنا مع بعضنا البعض، سيل من الرسائل عبر الواتس التي تعبر عن أهمية اللقاء والشكر لزملائنا المقيمين في عنيزة على الترتيبات وقطع الوعد على اللقاء في العام القادم إن شاء الله، (متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة.) ميخائيل نعمة.

عثمان بن حمد أباالخيل