أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مارس 2021 مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر. وتهدف المبادرة إلى رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة الطبيعيّة. كما ستعمل المبادرة بمقتضى ما أعلن على تقليل الانبعاثات الكربونيّة بأكثر من 4 % من المساهمات العالمية، وذلك من طريق مشروعات الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 % من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م. وقد بات موضوع سخونة الأرض قضية عالمية لما تحمله من مخاطر كارثية.
وبحسب صحيفة The Wall Street Journal فقد شهدت الكرة الأرضيّة عام 2021 واحداً من أكثر الأعوام سخونة حيث أظهرت تقارير علمية أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض في العام الماضي (2021) وصل إلى سادس أعلى مستوى له منذ بَدْء تسجيل درجات الحرارة بشكل موثوق عام 1880. وتشير التقارير إلى أن متوسط درجة الحرارة عبر سطح الأرض والبحر بلغ في عام 2021 (1.51 درجة فهرنهايت) وهو رقم أعلى من متوسط ما رُصد خلا قرن. وبحسب التقارير أيضاً فقد كان العام الماضي العام الخامس والأربعين على التوالي الذي كانت فيه درجات حرارة سطح الأرض أعلى من المتوسط. وقد علّق جافين شميدت، عالم المناخ الذي يرأس فريق درجة الحرارة في وكالة ناسا على ذلك قائلاً: «الاتجاه طويل المدى واضح جدًا جدًا. وهذا بسببنا. ولن تختفي حتى نتوقف عن زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي». وبحسب مختصين في «بيركلي إيرث» فقد شهد حوالي 1.8 مليار شخص في 25 دولة آسيوية وإفريقية وشرق أوسطية أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق. والمثير أيضاً في هذه التقارير أن أعماق المحيطات سجلت أيضًا رقمًا قياسيًا للحرارة عام 2021. ووفقاً لمراكز رصد معتبرة فقد شهد شهر يوليو 2021 أعلى تركيز في تاريخ البشريّة لثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي. ويرصد الخبراء الأسباب الكثيرة ومنها مثلاً حقيقة تقول إن 11 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية التي يسببها البشر ترجع إلى إزالة الغابات وهي مماثلة تقريباً للانبعاثات الصادرة من جميع سيارات الركاب على هذا الكوكب. وتعدّ الغابات الإستوائية فعّالة بشكل كبير في تخزين الكربون، حيث توفر ما لا يقل عن ثلث إجراءات التخفيف اللازمة لمنع أسوأ سيناريوهات تغيّر المناخ طبقاً لـمنظمة Conservation International. وهكذا استشعرت المملكة مسؤوليتها الحضارية لتعلن استراتيجية تحول شاملة نحو اقتصاد أخضر وبلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
قال ومضى:
يوماً ما ستمضي كل الأحزان؛ بشرط ألا تحتفظ بمن كان السبب فيها.
* نقلاً عن صحيفة "الرياض".
