تناولت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية المتخصصة في الشؤون السياسية الدولية، في تقرير لها عن توقف الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عن الدفع باتجاه ما يسمى السلام العربي الإسرائيلي، وتأثر العلاقات المغربية والإسرائيلية بالملف الإيراني والأوكراني.

واعتبر التقرير المعنون بـ”لماذا توقف بايدن عن الدفع باتجاه السلام العربي الإسرائيلي؟”، أن تركيز إدارة بايدن على الملف النووري الإيراني، وتفجر الأزمة الأوكرانية، أثرا على العلاقات الإسرائيلية مع المغرب وباقي البلدان العربية التي وقعت معها اتفاقيات تطبيع العلاقات.

كما اكتفت إدارة بايدن بالترحيب بالاتفاقيات التي جرت بين إسرائيل وبلدان عربية، دون أن تحاول توسعة رقعة “اتفاقيات أبراهام”، لأن الاتفاقيات ارتبطت بإسمي ترامب ونتنياهو، وهما إسمان لا ينظر إليهما الرئيس الأمريكي الجديد بنظرات الود والتقدير بسبب الخلافات في وجهات النظر التي جمعته بهما.

وتعمدت الإدارة الأمريكية ترك إسرائيل والبلدان العربية الموقعة على اتفاق السلام، مسؤولون لوحدهم من أجل تعزيز العلاقات الثنائية دون إشراف ودعم مباشر من واشنطن كما كان عليه الوضع خلال ولاية دونالد ترامب.

كما اعتبر التقرير أن القيادة المركزية في وضع مثالي للجمع بين إسرائيل وشركائها العرب للمساعدة في حل أحد التهديدات المشتركة الأكثر إلحاحا، منها ترسانة الصواريخ والطائرات بدون طيار الفتاكة بشكل متزايد التي تستخدمها إيران والميليشيات المتحالفة معها في جميع أنحاء المنطقة، إلا أن كل ذلك لم يكن من أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة.

وخلص التقرير إلى أن إدارة بايدن، لم تستغل الزخم الذي أحدثته اتفاقيات السلام بين إسرائيل والبلدان العربية، مما أضاع عليها فرصة مواصلة الاختراق الذي عرفته العلاقات الإسرائيلية العربية في السنتين الأخيرتين، وكان عرابه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

توجس من الرجوع للصفر

وسبق أن كشف وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي إيلي أفيدار، في حوار مع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن تخوفه من قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والمغرب.

وأرجع الوزير والدبلوماسي السابق أفيدار تخوفه مادام أن الاتفاقية متعلقة بشرط مصلحة واتفاق بين الرباط وواشنطن، معلنا تخوفه من عدم استمرار الاتفاق الدبلوماسي الموقع بين المغرب وإسرائيل في دجنبر من سنة 2022، معتبرا أن الأمر في الأصل يتعلق باتفاق بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أن جميع الاتفاقيات الموقعة مع الدول العربية منها المغرب وتونس وسلطنة عمان وقطر والبحرين تمت بربط مصلحة مع الولايات المتحدة باستثناء الوحيد الاتفاق الموقع مع الإمارات العربية المتحدة.

ونبه الوزير الإسرائيلي حينها من تكرار سيناريو اتفاقيات بيل كلينتون سنة 1996 مع الاتفاقيات التي خلفتها إدارة ترامب سنة 2020، في إشارة إلى التطبيع العربي الإسرائيلي بعد اتفاقية أوسلو، قائلا “لقد كان هناك اتفاق جزئي ، لم تكن لدى إسرائيل سفارة في أي من تلك الدول وكانت المصلحة أيضا مع الولايات المتحدة وليست مع إسرائيل”.

وأشار أفيدار إلى ما وقع لهم أثناء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية سنة 2000، أطاحت تونس بممثلنا الدبلوماسي في غضون 48 ساعة وانتظر المغرب شهرا وسلطنة عمان بضعة أيام، وفي قطر بقينا إلى غاية سنة 2008″.

وأفضت المساعي الأمريكية إلى إعلان إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في 10 دجنبر الماضي.

وفي 22 من الشهر ذاته، وقع رئيس الوزراء المغربي حينها سعد الدين العثماني “إعلانا مشتركا” بين بلاده وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي إلى الرباط.