مكافحة تغير المناخ .. القوي النووية في حافظة الطاقة العالمية “2-2”
مكافحة تغير المناخ .. القوي النووية في حافظة الطاقة العالمية “2-2”
وتتوقع معظم السيناريوهات الطموح الأخري للمناخ انحدارا في الاستهلاك العالمي للطاقة كلما نجحت إجراءات كفاءة الطاقة في تقليص كثافة الطاقة لسائر الاقتصادات الوطنية, حتي إن السيناريو الصفري لخبراء بريتش بتروليم ينبئ بسقوط الطلب العالمي علي الطاقة إلي 420 كوادر يليون و.ح.ب بحلول عام 2050 ويتهاوي سيناريو رقم 1 للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلي 322 كوادريليون و.ح.ب. في نفس المدي الزمني.
وفي جميع سيناريوهات المرجعية والسياسات البازغة يتشابه الاستهلاك الكلي من الوقود الأحفوري عام 2040, وفي بعض الحالات يزيد زيادة جسيمة عن عام 2019.
وينحدر الوقود الأحفوري علي نحو دراماتيكي في جميع السيناريوهات المناخية الطموح مع استثناء ممكن للغاز الطبيعي الذي ينمو وحده دونا عن أنواع الوقود الأحفوري الأخري, كما تشهد مصادر الطاقة المتجددة نموا كبيرا في جميع السيناريوهات.
ورغم تغييراته الإقليمية ينخفض استخدام الفحم العالمي في العقود القادمة في جميع السيناريوهات تقريبا.
وعبر كل السيناريوهات يتعاظم دور القوي آلنووية لما لها من كمون عال في مكافحة غازات الدفيئة, وهو يتعاظم بالأكثر في السيناريوهات المناخية الطموح, التي كلما استهدفت انخفاضا أكبر في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كلما زادت مشاركة القوي النووية في المزيج الكلي للطاقة.
فالقوي النووية تتزايد لأكثر من ضعفها الحالي تحت سيناريوهات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لزيادة لا تتجاوز 1.5 درجة مئوية في حرارة جو الأرض, وتبلغ نسبة نمو 85% تحت السيناريو الصفري لخبراء بريتش بتروليم.
وعلي المستوي العالمي ترتئي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن تصل مشاركة القوي النووية في المزيج الكلي للطاقة الكلية عام 2040 إلي ما يربو علي 17% بالمقارنة بمشاركة لم تتجاوز 5% من المزيج العالمي للطاقة الأولية عام 2019, وذلك بمعدل نمو يبلغ حوالي 6.9% سنويا خلال الفترة: 2019-2040, أي بزيادة سنوية تقدر بحوالي 4.2 كوادريليون و.ح.ب.
وتتطلع الرؤيا المستقبلية لإنتاج الطاقة الكهربية العالمية إلي زيادة في الكهرباء المولدة تتراوح بين 37% و104% أعلي من التوليد الكهربي العالمي عام 2019 بين أقل سيناريو وأعلي سيناريو.
في سيناريوهات المرجعية والسياسات البازغة تستمر أنواع الوقد الأحفورية في إنتاج جزء لا يستهان به من الكهرباء العالمية لتفي بما يتراوح بين 30% و52% من الكهرباء الكلية المولدة عام 2040.
وسيبقي استخدام الفحم ثابتا بصفة أساسية خلال هذه الفترة, بينما يقترب استخدام النفط من الصفر, أما استخدام الغاز الطبيعي فينمو علي نحو كبير في معظم السيناريوهات بحوالي 48% فيما بين عامي 2019 و2040.
غير أن السيناريوهات المناخية الطموح تري أن الوقد الأحفورية كلها علي الأخص الفحم, إلي اضمحلال جسيم وصولا إلي عام 2040, رغم ما يرتئيه البعض منها من استمرار مثابر لاستخدام الغاز الطبيعي.
لكن القوي النووية تنتظر نموا متواصلا في جميع المخططات المستقبلية, وتتسع أكثر فأكثر في سيناريوهات الوقوف عند 1.5 درجة مئوية زيادة في درجة حرارة جو الأرض.
وتستشرف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المزيج الأمثل للتوليد الكهربي العالمي الذي يفي بمتطلبات حماية جو الأرض من التغير المناخي بمشاركة لمصادر الطاقة المختلفة المتاحة عام 2040 تبلغ صفر% للنفط, و2% للفحم, و20% للغاز الطبيعي, و17% للقوي المائية, و26% للقوي النووية, و35% للمتجددات كافة بجميع أنواعها المتاحة خلال هذا الأفق الزمني للطاقة العالمية.
فإذا أدركنا أن مشاركة القوي النووية في التوليد الكهربي العالمي عام 2019 لم تزد علي 10% من إجمالي المزيج العالمي لتوليد الكهرباء, بالمقارنة بالمشاركات المنتظرة لها عام 2040 التي تصل إلي 26% سنقف علي أهمية وخطورة الدور الذي تؤديه القوي النووية للعالم أجمع في التصدي لمخاطر التغيرات المناخية, والانتصار عليها جملة واحدة وإلي الأبد, في الوقت الذي تؤمن فيه الطلب علي الكهرباء علي نحو جوهري للعالم أجمع.
وتشير الدلائل الحالية كلها إلي دور متعاظم للطاقة النووية في الوفاء بالطلب علي الكهرباء لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اتساقا مع الرؤيا العالمية المستقبلية لمزيج طاقة آمن ومستقر يجابه علي نحو فائق مخاطر تغيرات المناخ.