تداول ناشطون يمنيون مقطع فيديو لامرأة يمنية عصامية، تبيع حلويات السمسم منذ 40 عاماً على أرصفة أحد الأسواق في مدينة عدن اليمنية، معتبرين أنها نموذج للصبر والكفاح والشرف.
وفي المقطع الذي انتشر على نطاق واسع، تظهر "أم حمزة" وهي تروي قصتها في بيع "الجلجل" كما يُسمى باللهجة اليمنية، مشيرةً إلى أنها تعمل بهذه التجارة من أجل إعالة أسرتها، وتتحمل ضربات الشمس والبرد، بينما تفترش ببسطتها أرض إحدى الأسواق الشعبية في منطقة كريتر حتى بات تواجدها اليومي مشهداً مألوفاً بالنسبة للكثيرين من سكان المدينة.
قالت أم حمزة إنها تعول أسرة مكونة من 10 أبناء، بينهم 6 بنات و4 أولاد، حيث تنفق عليهم من مهنتها في بيع "السمسم"، مضيفةً أنها تعمل بائعة بهذه المهنة البسيطة من أجل توفير لقمة العيش وقيمة أي علاج، وقد صمدت أمام كل الظروف لكي تنتصر لكرامتها وتبقى بغنى عن مدّ يدها للآخرين. وقالت إن هذه المهنة هي مصدر رزقها الوحيد، وهي لا تطلب سوى أن تعيش "شريفة نظيفة ومعتزة" بما تجنيه من عرق جبينها.
وعبرت بائعة "الجلجل" عن امتنانها لمن يعطف على حالها أو يشتري منها، لكنها لا تتمالك دموعها عندما يعطيها أحدهم المال كإحسان أو صدقة، حيث تصف نفسها بأنها "عزيزة نفس". وأفادت بأنها تواظب دائماً على هذه المهنة النبيلة، ولا تنقطع عن البيع على الرصيف إلا عند ظروف ولادتها، حيث تعود للعمل بعد 9 أيام حتى لا تتكشف ظروفها على الآخرين، ولكي لا تمد صغيراتها أيديهن إلى الجيران، حسب تعبيرها.
وفي سياق المقطع، لم تتمالك أم حمزة نفسها حتى أجهشت بالبكاء وهي تواصل سرد حكايتها، قائلةً: "أنا طول عمري وأنا أشقى من أجل أولادي"، وتابعت: "الحمد لله ربيتهم ودرستهم منذ صغرهم ولم أدعهم يمدوا أيديهم لأحد"، لافتة إلى أن أكبر أولادها هي شابة عمرها 35 عاماً.
رسالة ضد التسول
ووجّهت أم حمزة رسالة إلى النساء المحتاجات، حيث حثتهن على عدم اللجوء للتسول مهما بلغت الحاجة، قائلةً: "كافحن بقوة دون مد أيديكن.. من أجل كرامتكن".
إلى ذلك، انهالت آلاف التعليقات على هذا المقطع وحملت كلمات الثناء لكفاح السيدة وصبرها وقوتها، واعتبر المعلقون أن أم حمزة "مثال للمرأة اليمنية الشجاعة".
وقال أحد رواد مواقع التواصل: "دائما هناك خلف الجدران أكثر من وجع، وأكثر من ألم تبطنه عزة النفس والكرامة"، متسائلاً بغصة: "من لهؤلاء أمثال هذه المرأة الموجوعة والمقهورة، يا لقسوة القلوب يا وطني، لقد جاروا علينا كثيراً مثلما جاروا عليك".
من جهته، اعتبر معلّق يدعى بلال الجند أن أم حمزة "عنوان للكفاح والوفاء والصبر"، وأضاف: "يفترض على أولادها أن يقوموا بدورهم في إعاشتها، إنها نموذج للمرأة القوية الصالحة العفيفة الشريفة، تستحق مليون قبلة في الرأس والقدم".
من جهته، قال معلّق يدعى أبو أحمد الحمزي: "لو كان همنا وطننا لما وجدنا مثل هذه المآسي، لكننا مع الأسف صرنا نتلذذ بقتال بعضنا البعض حتى أصبحت النساء في بعض المناطق مطحونات بالتعب، وهن يكافحن لإعالة أطفالهن وأسرهن، فيا ليتنا نبني وطناً يعزّ نساؤه ويحفظ كرامتهن ويعلي قدر رجاله. بدلاً عن التشرذم والتفرق".
