تنطلق الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، الجمعة، وسط تدابير مشددة ومثيرة للجدل للوقاية من وباء كوفيد، ومقاطعة دبلوماسية من عدد من الدول التي قرّرت عدم المشاركة للتعبير عن رفضها لأداء بكين في سجل حقوق الإنسان.

وللمرة الأولى في تاريخ هذه الألعاب، ستكون بكين المدينة الأولى في العالم التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، بعد أن استضافت سابقاً دورة الألعاب الصيفية عام 2008.

وبدأ مشوار الشعلة الأولمبية صباح الأربعاء، ويفترض أن تمر بكل المواقع الرمزية في العاصمة الصينية، وبينها السور الكبير.

وألعاب بكين هي الثانية في زمن كوفيد، بعد الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو التي حدثت العام الماضي بعد تأخير لمدة عام بسبب الوباء.

وأطلقت منافسات لعبة الكيرلينغ الأربعاء، وتستمر حتى حفل الافتتاح مساء الجمعة.

وفي بلد يتفاخر بسياسة "صفر كوفيد"، تبدو التدابير الاحترازية مشددة جداً، وأقسى مما كانت في طوكيو، إذ أقام منظمو الألعاب فقاعات صحية صارمة لا يغادرها المشاركون إلا لدى مغادرتهم البلاد.

وتحظر الإجراءات على الزائرين دخول أو مغادرة الفقاعة الأولمبية التي تضمّ أماكن إقامة المشاركين ونظام النقل ومواقع المسابقات، إضافة إلى الفنادق المحصنة والمنشآت التي ستستقبل المنافسات، ومواقع الفحوص اليومية للكشف عن كوفيد.

ويعيش في هذه الفقاعات نحو 60 ألف شخص يضعون الكمامات بشكل إجباري، ويستخدمون الروبوتات للحصول على القهوة والمشروبات والوجبات وغيرها من الخدمات.

وإذا دخل موظفون أو عمال أو رياضيون لسبب أو لآخر، يفترض أن يلتزموا بعد خروجهم بحجر إلزامي.

وتخشى الصين التي انطلق منها الوباء في نهاية عام 2019، أن يعود الفيروس للتفشي على أراضيها، بعدما أحصيت 232 إصابة بالفيروس منذ بدء العمل بالفقاعة في 23 يناير/كانون الثاني.

رغم ذلك، أعربت اللجنة الأولمبية الدولية، الثلاثاء، عن أملها في أن تمتلئ مدرجات الملاعب بنسبة تتراوح بين 30 و50% من قدرتها الاستيعابية.

وتنظم المسابقات في ثلاث مدن رئيسية، فتستقبل العاصمة بكين الرياضات الجليدية التي ستقام بشكل أساسي في مواقع تمت صيانتها بعدما سبق لها أن استضافت فعاليات أولمبياد 2008 الصيفي، ومسابقات القفز على الثلج المقامة على منصة يبلغ ارتفاعها 60 متراً على أنقاض مصنع فولاذي قديم.

والمحطة الثانية هي بلدة تشانغجياكو الصغيرة على بُعد 180 كيلومتراً شمال غرب بكين، وتستضيف مسابقات التزلج الألبي والبياتلون (تتضمن الرماية وتزلج المسافات الطويلة) وألواح التزلج والتزلج الحر، باستثناء القفز على الثلج.

وأخيراً يانكينغ الريفية والجبلية على بُعد 75 كيلومتراً شمال غرب بكين، والتي ستكون مسرحاً لمسابقات التزلج الألبي والزحافات الظهرية (لوج) والصدرية (سكيليتون ) والزلاجات (بوبسليه).

وعمد المنظمون إلى التعويض عن غياب الثلوج على قمم جبال تشانغجياكو ويانكينغ بأطنان من الثلوج الاصطناعية التي وضعت على المسارات المرسومة وسط الطبيعة، في حين ستساهم درجات الحرارة المنخفضة بأجواء باردة خلال الألعاب من المتوقع أن تصل إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر في الجبال.

ولا تثير استضافة الألعاب الأولمبية حماساً كبيراً بين الصينيين، ولم تشهر بكين أسلحتها الدعائية للترويج لحدث دولي على هذا المستوى، كما اعتادت أن تفعل من قبل.

وأعلنت دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة، ولكن أيضاً بريطانيا وكندا وأستراليا، "مقاطعة دبلوماسية" للألعاب تنديداً بانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، لا سيما في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة في شينجيانغ وقمع المعارضة في هونغ كونغ.

فيما ترفض بكين هذه الاتهامات وتتهم واشنطن بالمزج بين السياسة والرياضة.

TRT عربي - وكالات