قال سكان ومصادر عن المعارضة السورية إن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت بعد منتصف ليل الخميس، من يشتبه في أنها عناصر تابع لتنظيم القاعدة الإرهابي في بلدة أطمة في شمال سوريا، عبر عملية إنزال جوي، ما أسفر عن سقوط عدة ضحايا من المدنيين.

وقال أحد السكان إن "ما لا يقلّ عن 12 شخصاً قُتِلوا في الغارة" التي وقعت في منتصف الليل تقريباً في منطقة ذات كثافة سكانية عالية بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيمات مؤقّتة أو مساكن مكتظة.

وذكرت وسائل إعلام تابعة للمعارضة السورية أنّ قوات الإنزال الجوي انسحبت بالفعل بعد تنفيذها العملية، وأن المروحيات غادرت سماء المنطقة بعد مرور ما يزيد على ساعتين من بدء العملية الأمنية العسكرية.

وأضافت أنّ "الاشتباكات تبعد عن مخيم أطمة للنازحين مسافة تقل عن كيلومتر واحد".

ونقلت مصادر محلية عن السكان أنّ أصوات مكبّرات الصوت الصادرة عن قوات الإنزال طالبت المسلّحين بالاستسلام، وإلّا سيتم تدمير منزل الجهادي المستهدف بالكامل.

ولم ترد تقارير بعد عن مقتل أيّ من عناصر التنظيم، لكن سكاناً قالوا إنهم سمعوا دوي إطلاق كثيف للنيران خلال العملية ما يشير إلى حدوث مقاومة للغارة.

وعلق البنتاغون على العملية قائلاً: "القوات الأميركية الخاصة التابعة للقيادة الأمريكية الوسطى نفذت مساء مهمة خاصة ناجحة لمكافحة الإرهاب في الشمال السوري".

وقال تشارلز ليستر، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقراً، إنّه "تحدّث مع سكان قالوا إنّ العملية استمرّت أكثر من ساعتين".

وأضاف: "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أيّا كان، حيّاً، تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع منذ غارة البغدادي".

وذكر السكان ومصادر المعارضة أن عدة طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، آخر جيب كبير تسيطر عليه المعارضة، وسُمِع دويّ انفجارات بالقرب من منزل جهادي أجنبي.

وقال مسؤول من المعارضة، طالباً عدم نشر هويته، إنّ "العنصر الذي يُشتبه في أنّه المستهدَف كان مع أسرته وقت شنّ الغارة".

وقال المسؤول بالمعارضة إنّ "أفراداً من هيئة تحرير الشام، (جماعة المعارضة الرئيسية التي تسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا)، انتشروا بالموقع بعد الغارة".

ولسنوات أطلق الجيش الأمريكي بشكل أساسي طائرات مُسيّرة لقتل كبار عناصر تنظيم القاعدة في شمالي سوريا حيث أصبحت الجماعة نشطة خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

ويشنّ التحالف بقيادة الولايات المتحدة عمليات تستهدف فلول الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي بوتيرة أكبر في شمال شرق سوريا، الذي تسيطر عليه قوات تابعه لتنظيم YPG/PYD الإرهابي.

TRT عربي - وكالات