أعلنت إسبانيا الخميس أنّها ستساعد المغرب على "ضمان أمنه في مجال الطاقة" عبر السماح له باستيراد الغاز عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي "جي إم إي" الذي كانت الجزائر تستخدمه لتصدير الغاز إلى أوروبا قبل أن تتوقف عن استخدامه نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت وزارة التحوّل البيئي الإسبانية في بيان إنّ "المغرب طلب دعماً لضمان أمنه في مجال الطاقة على أساس علاقاتنا التجارية، وإسبانيا ردّت إيجاباً كما كانت ستفعل مع أيّ شريك أو جار".

وأضافت: "سيكون بمقدور المغرب الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وإيصاله إلى مصنع لإعادة التحويل في شبه الجزيرة الإسبانية، واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي (جي إم إي) لنقله إلى أراضيه"، من دون إعطاء أي تفاصيل بشأن الجدول الزمني لهذا الاتفاق أو كميات الغاز التي ستنقل عبر هذا الخط.

ويأتي هذا الاتفاق بين مدريد والرباط بعد أن قرّرت الجزائر عدم تجديد العقد المتعلّق بخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب، على خلفية توتّرات دبلوماسية شديدة بين الدولتين العربيتين الجارتين.

وتوجد خلافات عدّة بين البلدين، أبرزها قضية إقليم الصحراء الذي تطالب جبهة البوليساريو الانفصالية باستقلالها مدعومة من الجزائر.

ودفعت هذه التوتّرات الجزائر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب نهاية أغسطس/آب الماضي.

وأدّى قرار الجزائر إغلاق صنبور خط الأنابيب هذا إلى حرمان الرباط من الغاز الجزائري، في وقت يؤكّد فيه خبراء أنّ رسوم المرور التي كان يجبيها المغرب من الجزائر على شكل كميّات من الغاز بأسعار تفضيلية كانت تؤمّن له 97% من احتياجاته من هذه المادة الحيوية.

ويمثّل قرار مدريد مساعدة المغرب على تأمين احتياجاته من الغاز مبادرة من الدولة الأوروبية إلى جارتها العربية في وقت يسود فيه توتر العلاقات بين البلدين منذ أبريل/نيسان الماضي حين استقبلت إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو لتلقي العلاج على أراضيها.

وبلغت الأزمة الدبلوماسية بين المملكتين أوجها في منتصف مايو/أيار مع وصول نحو 10 آلاف مهاجر غير نظامي إلى جيب سبتة الإسباني بعد أن خفّفت السلطات المغربية القيود التي كانت تفرضها لمنع تسلّل المهاجرين.

كما وقّع المغرب نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، اتفاقاً مع شركة "ساوند إينرجي" البريطانية لتزويده الغاز من حقل تشغّله في تندرارا شرقي البلاد.

أما إسبانيا فتواصل من جهتها استيراد الغاز من الجزائر، مورّدها الرئيسي، عبر "ميدغاز"، خط الأنابيب البحري الذي يربط بين البلدين بشكل مباشر والذي وعدت الجزائر بزيادة طاقته الإنتاجية لتعويض الكميات التي كانت تصدّرها عبر خط الأنابيب المارّ عبر المغرب.


TRT عربي - وكالات