تتجه أنظار السعوديين نحو مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة، بعد أن حطت ركاب 152 موهوبا تمهيداً لاجتياز التصفيات النهائية لأولمبياد إبداع 2022، والذي تنظمه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي وزارة التعليم، بفريق تحكيمي مكون من 65 محكماً من علماء وخبراء ومختصين سيقومون باختيار المشاريع الفائزة للتأهل للمشاركة في معرض "ريجينيرون الدولي" للعلوم والهندسة (آيسف 2022).

وتصدى علماء السعودية الصغار لأبرز التحديات التي تشغل ذهن العالم، تتعلق بالطاقة والألواح الشمسية وما يعتريها من تقلبات جوية بالإضافة إلى صناعة مواد عضوية جديدة واكتشاف حرائق الغابات مبكرا فضلا عن اكتشاف الزئبق في مياه البحر..

152 موهوباً يستعدون لحزم حقائبهم مبكراً نحو (آيسف 2022) في الولايات المتحدة الأميركية في مايو المقبل إن استطاعوا اجتياز التصفيات المؤهلة السبت القادم في ختام معرض العلوم والهندسة الجاري، حيث من المتوقع أن تخضع مشاريع الموهوبين إلى فحص دقيق وتحكيم علمي رصين من اللجان المتخصصة تمهيداً لفلترتها وتأكيد حجوزاتها النهائية في المشاركة الدولية في أميركا.

الطلبة السعوديون الذيم لم يتخطوا السابعة عشر من العمر، تغلبوا على أعمارهم، وتدثروا بسلاح العلم والمعرفة بعد أن أمضوا آلاف الساعات التدريبية بغية نيل شرف رفع العلم السعودي في معرض "ريجينيرون الدولي" الذي يقام في الولايات المتحدة في الفترة من 8 إلى 13 مايو المقبل.

مستهدفات الرؤية السعودية 2030 لم تخطئها أعين الطلاب وظلت حجر الزاوية في جميع جنبات المعرض، الذي تحول بدوره لخلية نحل لم تهدأ وهي تسبر أغوار المعرفة في الطب والعلوم الحيوية والفيزياء والنظم المدمجة ومجالات الطاقة الفيزيائية وعلم الأحياء الخلوية الجزيئية والحسابية والمعلوماتية والهندسة الطبية والبيئية.

ثروة السعوديون الحقيقية "الموهوبون"، ومنها وجهت بوصلة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" نحو المدينة المنورة تهيّباً لاكتمال العقد المعرفي بعد أن استطاعوا كسر الجمود وإعادة صياغة الموهبة في قالبها الصحيح بتسجيل 103 ألف طالب في أولمبياد إبداع 2022 وتقديم 8300 مشروع علمي، تمت فلترتها فيما بعد لتشمل 152 مشاركاً فقط، عقدت عليهم الآمال في تشريف السعودية في المحفل الدولي الكبير.

إلى ذلك قالت رئيسة اللجنة العلمية في معرض إبداع 2022 الدكتورة فاطمة آل هملان: "إننا اليوم في أكبر تجمع لطلاب ما قبل المرحلة الجامعية في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعد أن تم تدريبهم وتهيئتهم في أوقات سابقة على مهارات البحث العلمي مشيرة إلى أننا في هذا العام تحديداً وصلنا لمرحلة التنافسية وأصبحت المشاريع المقدمة قادرة على المنافسة عالمياً".

وأوضحت آل هملان، التي تعمل كعالمة أبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي أن البحث العلمي هو أساس تطور نهضة الأوطان، مبينة أن جميع المشاريع تصب في عصب الاقتصاد ومخرجات رؤية السعودية 2030، وبات الاستثمار في العقول هو أفضل أنواع الاستثمار بإشراف أعضاء هيئة التدريس ومشرفين ومعلمين بغية إخراج كوكبة ستثمثل قطعا مستقبل المملكة.

وأفادت أن رؤية المملكة تصب نحو استثمار العقول والميز التنافسية التي نحظى بها، وتم التركيز على النسب النسبية التي تتميز بها المملكة في مجالات الطاقة والأحياء والشعب المرجانية وعلوم النباتات والطاقة والمشاريع الهندسية.

وأبانت أننا في كل عام نتفاجأ بمشاريع قوية تنعكس عالمياً وتكون المحصلة حصد جوائز لا تقل عن 7 جوائز سنوياً.

الى ذلك التقت لجنه تحكيم إبداع 2022 اثنين من الطلبة عن بعد لاحكيم مشاريعهم وذلك نتيجة اصابتهم بفايروس كورونا حيث تم استعراض مشاريعهم المقدمة، ومناقشتهم ، من قبل لجنة التحكيم التي تولت مشروع التحكيم، وسيتم اعلان نتائجهم مع بقيه الطلبة.

إلى ذلك قال رئيس لجنة التحكيم الدكتور نزيه العثماني أن مشاركة 152 طالبا من مختلف المملكة يمثل تقدماً كبيرا بالتزامن مع المرحلة السابعة للإبداع الأولمبي مفيداً أننا بدأنا بـ 103 آلاف طالب وطالبة وتمت تصفيتهم للأميز والأفضل.

وأفاد أن الموهوبين قدموا مشاريع بحثية وابتكارية مميزة في مجالات حيوية في الطب والهندسة والاتصالات والطاقة والبيئة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في كل المجالات الحيوية، وتم بذل جهود كبيرة مبيناً أن أقل موهوب عمل بما لا يقل عن ثلاثة أشهر على مشروعه في العام المنصرم قبيل تقديمه.

ووصف الدكتور نزيه الموهوبون بأنهم ثروة الوطن والمعول عليهم بشكل كبير في تحقيق رؤية الوطن 2030 مدللاً بالقول: " المشاريع المعروضة عظيمة، وستكون تحت مجهر دقيق لـ 65 محكم، معظمهم محكم دولي، ومرتبة المحكم العلمية من أستاذ مشارك لأعلى، ولديهم حصيلة علمية من البحوث المنشورة، وخبرات متراكمة في مجالاتهم، وكل طالب سيمر عليه خمسة محكمين في الجلسة الواحدة، يقدم فيها الطالب مشروعه، ويتم التحكيم وفق معايير دولية مطابقة تماماً لمعايير "آيسف"، ومن ثم يتم حصر النتائج وبدء المداولات في التحكيم التي تستغرق من 8-9 ساعات لاختيار أفضل المشاريع".

وأوضح أن كل طالب من الممكن أن تكون له فرصة للحصول على الجوائز الخاصة والكبرى مبيناً أن الجميع فائز بوصوله لهذ المراحل خاصة مع مشاركة سدايا وهيئة الفضاء ووزارة الطاقة وأكثر من 18 منشأة وجهة، يتم من خلالها تقديم ورش عمل في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبيانات ومتطلبات العصر الحديث.

وأفاد أن الهدف هو بناء جيل في البحث العلمي والابتكار في مراحل متقدمة من العمر وتهدف إلى توجيه عقولهم المبتكرة مبيناً أن السعودية أصبحت حاليا رقماً صعبا في الأولمبياد الدولي خاصة في المجالات العلمية، وسيتمكن الموهوبون السعوديون من مقارعة مع 90 دولة بواقع ألفي طالب وطالبة بمشاريعهم من جميع دول العالم.

وقال إننا ننافس بقوة في جميع المجالات على مدار الـ 13 عاما مبيناً أننا في كل عام من العشر الأوائل ما بين الدول المتقدمة علميا وتقنيا وصناعيا، معقباً بالقول: " السعوديون لايطمحون فقط بالوصول للأولمبياد الدولي، السعوديون أصلاً هناك منذ سنوات بمستوى متميز ومرتفع بعد أن منحوا الثقة والتمكين