هل تشكل واقعة الطفل "ريان" نقطة التحول في الواقع الإعلامي المغربي...؟

 

أخبارنا المغربية:ياسر اروين

أماطت واقعة سقوط الطفل "ريان" في جوف بئر جاف بأحواز مدينة شفشاون الشمالية، والتعاطف الدولي معه، اللثام عن واقع مر تعيش على وقعه الصحافة الوطنية بكل تلاوينها وارتباطاتها.

واستفزت الطريقة التي تمت بها التغطية الإعلامية لمراحل محاولات إنقاذ الطفل، ضمائر كل صحفي مهني وكل إعلامي ينتمي فعلا إلى مهنة المتاعب ويؤمن بمبادئها وأخلاقياتها، بل إن كل كائن بشري يمتلك ذرة من الإنسانية مسته بسوء طريقة معالجة الحادثة "إعلاميا".

لا نستثني هنا أحدا، ولا نتهم جهة إعلامية دون أخرى، بل نتحدث عن الجميع ونضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والمهنية والإنسانية والتاريخية، في مجتمع لطالما تغنى تاريخيا بالتزامه الأخلاقي، المبدئي، والديني...وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة نعتبرها مهمة، وهي أننا لا نتوجه هنا بالحديث إلى مالكي الصفحات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وكذا أصحاب القنوات بـ"اليوتوب"، والدخلاء على مهنة من أقدس المهن عبر التاريخ، فهؤلاء وجب على السلطات المختصة التدخل في حقهم بشكل مستعجل، وتطبيق القانون في حقهم رغم يقيننا بارتباطات أغلبهم بلوبيات قوية...

في هذا المقام، لا بد من استحضار نقطة أساسية نعتبر أنه من واجبنا تذكير جميع الصحفيين المهنيين بها، فعندما يتحول الرأي العام "السلبي" أو المهتم بالفضيحة إلى صانع لخطوط التحرير وتوجهات الجرائد والمواقع الإخبارية، فنجزم أننا نكون في هذه الحالة نمارس الدعارة الصحفية بكل ما يحمله التوصيف من معنى، ونكون أمام انحطاط إعلامي مدمر لقيم المجتمع الذي نعيش فيه، وهو الأمر الذي نرى أننا نعيشه اليوم بالمغرب.

فما نعرفه وما تعلمناه منذ سنين، هو أن الإعلام هو من يصنع الرأي العام ويؤثر فيه وليس العكس، وأن الصحفي هو من يبحث عن الخبر وعن التأثير إيجابيا في قرارات الدولة والحكومة لمصلحة الفئات والطبقات الفقيرة والمتوسطة وحتى البورجوازية إلى حد ما، وليس العكس، وتاريخيا كان المغاربة يلفظون الصحفي والمنابر التي تبحث عن الفضيحة، وكنا نسميها فيما مضى بالصحافة الصفراء...فهل تحولنا جميعا إلى صحافة صفراء فضائحية، تبحث فقط عن إثارة غرائز القارئ والمشاهد على جميع المستويات دون أن ندري؟، مع الإشارة هنا إلى أننا على علم تام بالمشاكل المالية التي تتخبط فيها معظم المقاولات الإعلامية ومستخدميها الصحفيين، الإداريين، والتقنيين...لكن كل هذه المشاكل لا تعفينا من مسؤولياتنا، ولن تكون مبررا للإنحطاط الذي وصلنا إليه كصحافيين إعلاميين.

لسنا هنا بصدد إعطاء الدروس لزملائنا، بل قد نكون نحن أيضا مساهمين في ما وصل إليه إعلامنا الرسمي و"المستقل"...ولكننا نناشد كل الجهات المختصة والمتدخلة بالبحث عن حلول عاجلة لواقعنا الإعلامي المتدهور، ودون تنظيم مناظرات...بل نحن مدعوون جميعا إلى جانبها لإبداع حلول وطرق جديدة لإنقاذ صحافتنا التي نقول دائما أن أي إقلاع اقتصادي، تنموي، اجتماعي، وسياسي، لا يمكن أن تقوم له قائمة دون صحافة مستقلة، نزيهة، وأخلاقية. 

فهل تكون واقعة الطفل "ريان" نقطة التحول في الواقع الإعلامي المغربي وإنقاذه من التردي وتطاول من هب ودب عليه...؟ وتدفع بنا جميعا نحو صحافة ملتزمة وأخلاقية، عكس صحافة "البوز" والبحث عن عدد المشاهدات مهما كلف الثمن، وبروز أسماء متطفلة على الميدان تتعامل معه بالمنطق التجاري السوقي الصرف، التي أثبتت التجارب الدولية فشله.

تاريخ الخبر: 2022-02-05 00:23:21
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 63%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية