عزيزي القارئ، إستكمالا لتأملاتنا معاً في لحن “تينن ثينو”، أود أن أخبرك بأنه قد لفت نظري جملة جميلة تكررت في هذا اللحن في الجزء الدمج وهي : “ذوكساسي فيلا نثروبى”، والتي تعني”المجد لك يامحب البشر”. هذا التعبير ” يا محب البشر” يأسرني كثيراً، فكثيرا ما نشك في أن الله هو محباً للبشر. خاصة عندما تحدث تجربة شديدة مثل إستشهاد 21 قبطي، نضعف ونشك في محبة ربنا. فمتى يمكن للفرد أن يدرك إن الله محب البشر؟

هل تعلموا ما هو أول ظهور لهذه الجملة في اللحن؟ ظهرت بعد خمسة إرباع. ظهرت في الربع السادس. بمعنى أني بدأت أشعربإن الله محب البشر ليس من البداية، بل حينما قمت من نوم الغفلة، وأنعم الله على بالخلاص، واستطعت أن أقف أمامه جسديا، ونزع من عقلي نوم الغفلة وفزت بغفران خطاياي الكثيرة. وقتها فقط بدأتأشعر بإنه فعلاً محب البشر وحده.

بدأت أشعر بجمال وروعة هذه الجملة “ذوكساسي فيلا نثروبى”. لذا ستفيض شفتاي بالسبح، وأقول له يارب: أنا لساني أصبح يجيب بأقوالك، فعلا “ذوكساسي فيلا نثروبى” فعلا المجد لك ياربي يامحب البشر. وأقول له : يارب أنا بالفعل كنت قد ضللت مثل الخروف، فاطلب عبدك لاني لوصاياك لم أنسى. صحيح خطاياي هل التي سببت لك كل آلامك المحيية، لكن بعد ما ضللت، أنت وجدتني ونجيتني.

يارب المجد لك يامحب البشر “ذوكساصي فيلا نثروبى”. أرجو كل من يقرأ هذا المقال أن يحفظ هذه الكلمات، ما أروع وما أجمل أنك تردد “المجد لك يامحب البشر”، هل تعلم عزيزي القارئ كم مرة تقال هذه الجملة الجميلة في هذا اللحن؟ تقال20مرة، فعشرون مرة أتغزل في هذه المحبة العجيبة التي لمحب البشر. “ذوكساصي فيلا نثروبى”.

لا أدري ان كنتم تتذكرون حينما جاءت جملة “فيلا نثروبي” “محب البشر” هذه في لحن القيامة الجميل “توليثو”، وعندها أخذ اللحن ينخفض بالنغمات شيئا فشيئا، حتى يعبر عن محب البشر الذيترك ملكوته ومجده وعرشه في السماء ونزل إلينا ،كي يهان ويلطم من أجلنا لمجرد انه محب البشر. كم أتمنى أيها القارئ العزيز لو أن تشاهد حلقة ما وراء الألحان الخاصة بلحن توليثو لترى كيف عبراللحن عن “فيلا نثروبى”، عن “محب البشر” بالميليسما.

فهنا في الدمج ببساطة نقول له 20 مرة “ذوكساصي فيلا نثروبى” “المجد لك يامحب البشر”.

إني أري هناك من يتساءل فيقول:

“وما النتيجة بعد هذا الصراع العنيف بين أجناد الشر الروحية مع الشياطين،

بعد هذه الحرب الضروس، فانهم يذبحون ويقتلون”.

عزيزي القارئ، ثبت نظرك دائما على النهاية، ففي نهاية اللحن يأتي التتويج الطبيعي المؤكد بالإنتصار، إذ يقول اللحن في النهاية:

“ليقم الله و ليتبدد جميع أعدائه:

و ليهرب من قدام وجهه كل مبغضي إسمه القدوس.”

ولكن ما مصير هؤلاء الذين يموتون؟ سينتهوا لن يكون هناك مسيحيين؟ !! فيقول اللحن:

“أما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف و ربوات ربوات يصنعون إرادتك.”

وانا أقول لك بل مليارات مليارات وليس ربوات فقط.

أغرب ما في هذا اللحن، أننا نرتل “تين ثينو” باللحن الطويل لمدة8 دقايق، وبعدها الارباع الدمج 25 ربع، وخلال نقول “ذوكساصي فيلا نثروبى”20 مرة ، وبعد كل هذا، تخيل معي عزيزي القارئ ما هي آخر جملة نرتلها في هذا اللحن الجميل بعد نحو 13 دقيقة تسبيح متواصل؟ نقول:

“يارب إفتح شفتاي و لينطق فمي بتسبحتك”

ماذا!! إفتح شفتاي!! هل كل هذا التسبيح ولم يفتح الرب شفتاي بعد؟ فأنا كنت أسبح قرابة الربع ساعة، كل هذا ولم يفتح الرب شفتاي ؟ فماذا إذن سوف يحدث وكم من الوقت سأظل أسبح إذا انفتحت شفتاي؟ ثم نرتل:

“ولينطق فمي بتسبيحك”

بمعني أنه كل ذلك حدث ومازال لم ينطق فمي بتسبيحك” يارب.

كما ذكرت لكم، إن لحن “تين ثينو” هذا هو الذي نقص به شريط التسبيح. فـ “تين ثينو ” بادئة معناها قوموا يابني النور لنسبح رب القوات. وبعدها نبدأ نسبح تسبحة نصف الليل بكل هوساتها وألباشها (جمع لُبش) وإبصالياتها ومجمعها وثيئوطوكياتها، التي تستغرق تقريبا 4 ساعات متواصلة من ملحمة تسبيحية فائقة الروحانية والجمال والموسيقي.

حقيقة ومن كل قلبي أريد من كل من يقرأ هذا المقال بأجزاؤه السبعة، أن يتأمل في معاني اللحن وفي كلماته وفي موسيقاه، و أن يرسل لجريدة وطني تأملاته وأفكاره وإقتراحاته، وأعد اني سأقرأها وأذكرها في مقالات قادمة.

فلكم أن تتخيلوا لو أن هناك مليون قارئ -كل على حده- كتب سطرا واحدا يتأمل في لحن تين ثينو. سيصبح لدينا مليون تأمل، يمكن أن نجمعهم ونضعهم على الموقع بإسم صاحب كل تأمل، فأنت بذلك التأمل، تشترك معنا أيها القارئ الجليل في تغيير خريطة التسبيح في العالم كله.

الرب قادر أن يبارككم جميعا