صدر حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع، النسخة العربية لكتاب "الصورة والأحداث الزائفة"، من تأليف دانيال بورستين، ومن إعداد وترجمة الكاتبة القاصة سهير صبري، والتي تشارك في فعاليات الدورة الثالثة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

والكاتبة سهير صبري، عملت مترجمة لسنوات مع منظمات حقوق الإنسان والتنمية في مصر والخارج، ثم في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة، ترجمت خلالها العديد من المطبوعات والكتب.

ترجمت سهير صبري كتاب "أزمنة منتصف العمر الرائعة"، للكاتبة الأمريكية إيدا لوشان، كما ترجمت كتاب "سجون نختار أن نحيا فيها"، للكاتبة البريطانية دوريس ليسنج.

كما صدر لها مجموعتين قصصيتين، الأولي بعنوان ".. وأرقص"، والثانية بعنوان "الأبواب المنزلقة"، عن دار العين للنشر والتوزيع أيضا.

ــ عن التوقعات المفرطة
وتشير الكاتبة سهير صبري في مقدمتها لترجمة الكتاب إلي: نشر كتاب "الصورة والأحداث الزائفة" لأول مرة في عام 1962، ثم توالي نشره في أمريكا والعالم، حيث ترجم إلي معظم اللغات الأوروبية وإلي اليابانية وغيرها. رغم أنه يتحدث عن التحول الذي حدث في أمريكا في الخمسينيات والستينيات، وكل الأسماء والأحداث التي يستحضرها تنتمي إلي الحياة الأمريكية وقتها وقبلها، لكن جوهر ما يقوله لم يختلف كثيرا سوي أنه اتسع اتساعا فائقا بعد القنوات الفضائية ثم السوشيال ميديا، وامتد ليشمل العالم كله. حتي إن الكاتب دانيال بورستين ترك الأمثلة عينها في الطبعة التي صدرت بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما علي صدور الكتاب، وترك للقارئ "متعة العثور علي أمثلة جديدة كل يوم".

وتلفت سهير صبري إلي: يتحدث دانيال بورستين في مقدمة الكتاب عن "التوقعات المفرطة" التي صار الناس عليها نتيجة التقدم التكنولوجي الكبير، وكيف أنهم أصبحوا لا يقنعون بوتيرة الأحداث الطبيعية "التي يخلقها الله"، بل يتوقعون أي شئ وكل شئ. وهي التوقعات التي امتدت إلي باقي بلدان العالم.

وتضيف "صبري": الفصل الثاني من هذا الكتاب الرائع عنوانه "من الأبطال إلى المشاهير.. الحدث الزائف البشري"، بعد تعريفه للشخصية الشهيرة بأنه "شخص مشهور بسبب شهرته" وليس بسبب إنجاز كبير ما، يحذر "بورستين" من أن الخلط بين عبادة المشاهير وعبادة الأبطال يجردنا من جميع نماذج الاقتداء الحقيقية.

يستعرض إحصائية لنسبة الأشخاص الذين كانوا موضوعا للسير في المجلات في بداية القرن العشرين، وكيف كانوا يأتون بالأساس من عالم السياسة والأعمال والمهن، ثم بحلول الأربعينيات أصبحت النسبة الطاغية من السير لشخصيات من الفنون الترفيهية والرياضة والنوادي الليلية.

يصف الكاتب في فصول الكتاب الشغف الذي أصبح لدي المواطنين بالأحداث الزائفة: الأخبار المصنوعة، الأبطال الصناعيين، التغير في مفهوم السفر وتحوله من الاكتشاف والمغامرة إلي المرور السريع علي مناطق الجذب السياحي، والتغير الذي حدث في المثل المحركة، وفي تذوق الفنون والآداب، وكلها تغيرات شملت العالم كله تدريجيا.