على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.. خبير آثار يرصد العلاقات الثقافية بين مصر واليونان


في ضوء الإعلان عن اليونان ضيف شرف
معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يتضمن عدة فعاليات تشمل التعرف على كتاب يونانيين، نشرت ترجمات لأعمالهم بالعربية في مصر مؤخرًا وهم على سبيل المثال: بيرسا كوموتسي وكتاب “أصوات سكندرية”، أماندا ميخالوبولو وكتاب “لماذا قتلت أعز صديقاتي”، وذيميتريس سوتاكيس وكتاب “قيامة مايكل جاكسون” وألكسندر كيتروف وكتاب “اليونانيون وبناء مصر الحديثة”. تقديم هذه الإصدارات يتم بالتعاون مع الناشرين والمترجمين لتلك الإصدارات.

وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار بأن ضمن فعاليات اليونان ضيف شرف المعرض سيتم تكريم الشاعر السكندري الكبير قسطنطين كفافيس، حيث سيعرض ما يزيد عن 50 كتاب عن الشاعر باليونانية والعربية ولغات أخرى كما ستقدم مؤسسة أوناسيس تقديم لأرشيف كفافيس الرقمي، ويتضمن التكريم معرض فن تشكيلي لأعمال مستوحاة من قصائد وحياة الشاعر الكبير من إعداد الفنانة لويزا كاربيذاكي.

وكذلك عرض موسيقي يحمل عنوان (نغني باليونانية) تحييه المطربة اليونانية فاسيليكي كاراكوستا التي تحيي بدورها روح اليونان الشعراء الكبار المعاصرين في أغنياتها، إضافة إلى فعالية لتكريم المفكر والأديب الكبير طه حسين مؤسس الدراسات اليونانية في مصر والعالم العربي وستتم مناقشة العلاقات الثقافية والترجمية بين اليونان ومصر منذ العصر القديم وحتى اليوم ومساهمة مترجمي اللغة اليونانية في نشر الحضارة والثقافة اليونانية في مصر بمشاركة نخبة من أهم المتخصصين والمترجمين المصريين.

وفي ضوء هذا يعود بنا خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى العلاقات المصرية اليونانية القديمة منذ أن حملت مصر شعلة الفلسفة والتشريع إلى بلاد اليونان باعترف المؤرخ الإغريقي ساورينون في كتابه ” المعرفة المقدسة” وقد اعترف كبار فلاسفة اليونان وعلمائهم ممن حملوا شعلة حضارة الإغريق وقادوا ثورتها الثقافية بأنهم عبروا البحر ليتلقوا الحكمة والمعرفة على أيدى قدماء المصريين واكتسبوا منهم أسرار العلوم وهم الذين عادوا إلى بلادهم ليطلق عليهم اسم الخالدين
ويضيف الدكتور ريحان بأن من هؤلاء العلماء أورفيوس وهو أول من زار مصر من علماء الإغريق وأشاد بغزارة علوم مصر ومعرفتهم بأسرار الوجود والشاعر الإغريقي العظيم هوميروس الذي زار مصر عام750ق.م. والحكيم والفيلسوف والسياسي سولون الذي زار مصر 640 – 558ق.م. أكبر علماء أثينا السبعة وأول من كون لها مجلسًا تشريعيًا والجد الرابع لأفلاطون وقد درس التشريع والفلسفة في مصر وقد كانت أساس إنشاء أول مجلس تشريعي باليونان وأول تشريع دستوري للحكم في أوروبا وكانت وثائق سولون ومؤلفاته الخاصة بمصر القديمة التى اهتم بجمعها سقراط وأفلاطون من أهم العوامل التي شجعت كثيرًا من الكتاب والعلماء الإغريق على زيارة مصر ومحاولة الانتساب إلى جامعاتها ومعاهدها لتلقي الثقافة والمعرفة

ويتابع الدكتور ريحان، أن المؤرخ الإغريقى هيكاته زار مصر عام 580- 915ق.م. وقضى بها ثلاث سنوات وتعلم كتابة أدب الرحلات والعلوم الجغرافية ورسم أول خريطة لمصر وموقعها بالنسبة لليونان وأوروبا وحدودها الممتدة للمحيطات وزار مصر أبو الفلاسفة تاليس عام 625- 545 ق.م. مؤسس مدرسة ميليتوس أول مدرسة للفلسفة في اليونان وقد عاش في مصر خمس سنوات وحمل إلى بلاده الفكر المصري في الرياضة والحساب والهندسة وقد توصل إلى أن كل الأشياء مصنوعة من الماء الذي يدخل في تركيب كل الكائنات وهي النظرية الذي أخذها مباشرة من جامعة أون (هليوبوليس) بمصر القديمة وزار فيثاغورث مصر عام 580- 500ق.م. وقضى بمصر 22 سنة متواصلة في الدراسة والبحث ونقل أسرار الرياضة والهندسة من مصر لبلاد الإغريق والعالم أجمع وزار مصر العالم الإغريقي إينوبيدس المعاصر لفيثاغورث وقضى بها أربع سنوات وأثبت أن دورة الشمس منحرفة وتختلف عن بقية النجوم والكواكب مما نقله عن كهنة عين شمس كما نقل عنهم أيضًا كروية الأرض وعلاقة دورتها بالكواكب السيارة.
وانتقل بنا الدكتور ريحان إلى دخول الإسكندر الأكبر مصر بعد هزيمة الفرس عام 332 ق. م. وأن الإسكندر جاء عن طريق غزة وعبر مدينة بيلوزيوم “الفرما” بشمال سيناء، ثم تقدم لتحرير مصر من الفرس ولم يقاومه المصريون ولا الفرس، حتى عبر نهر النيل، ووصل إلى العاصمة منف، واستقبله أهلها كمحرر منتصر، حيث أقاموا مهرجانًا ثقافيًا على النمط الإغريقي.”

وأشار الدكتور ريحان، إلى أن كلمة السر في العلاقات المصرية – اليونانية هي سيناء، حيث جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين للحج إلى الجبل المقدس بسيناء فى القرن الرابع الميلادى، وصعدت إلى الجبل المقدس بالوادى المقدس طوى “منطقة سانت كاترين حاليًا”، وألتقت الرهبان المقيمين بالوادي، وأنشأت لهم برجًا وكنيسة في حضن شجرة العليقة المقدسة كل من يدخلها منذ القرن الرابع الميلادي حتى الآن يخلع نعليه تبركًا بنبى الله موسى ومناجاته لربه في هذا الموقع، ثم جاء الإمبراطور جستنيان لينشئ أشهر أديرة العالم حاليًا، وهو دير طور سيناء، الذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين بأحد الجبال القريبة من الدير، والذي أطلق عليه جبل سانت كاترين ويرتفع 2642 م فوق مستوى سطح البحر.

ونوه الدكتور ريحان، إلى أنه نظرًا لأهمية الدير قامت الحكومة المصرية بتسجيله كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والذي أدى بدوره لتسجيله ضمن قائمة التراث العالمى باليونسكو عام 2002، كما قامت بتسجيل أقدم كاتدرائية مسيحية في مصر بوادى فيران خاصة بالروم الأرثوذكس قبل إنشاء دير سانت كاترين على بعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين، والتي كشفت عنها بعثة آثار ألمانية، تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية

وأضاف أن الدولة ممثلة في عدة جهات بتوجيهات من القيادة السياسية ومتابعة من رئاسة مجلس الوزراء تقوم حاليًا بأكبر مشروع تطوير في تاريخ منطقة سانت كاترين ضمن المشاريع القومية الهامة للدولة تحت مسمى “مشروع التجلى الأعظم” يضم تطوير منشئات الدير ومكتبته الهامة الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها وترميم كنيسة اسطفانوس ونظام حماية كامل ضد أخطار الحريق طبقًا لأحدث النظم العالمية وتطوير للموقع حول الدير وتأمينه وتيسير الدخول إلى الدير بكل الوسائل سيرًا على الأقدام وبواسطة الجمال أو السيارات الكهربائية وتمهيد مسار نبى الله موسى وتنظيم خط السير والحركة السياحية وتأمين الصعود إلى جبل موسى وتوفير كل الخدمات السياحية بالمنطقة ومركزًا للمعلومات على غرار المراكز الكبرى في الدول السياحية مثل فرنسا وإسبانيا وفندق بيئي باستخدام الخامات المحلية وعلى غرار نظم العمارة البيئية السائدة بالمنطقة وبازارات للمنتجات السيناوية ومساكن لأهل المنطقة لائقة بطبيعتها الروحانية والسياحية وساحة مكشوفة للاحتفالات وقاعة للمؤتمرات وتطوير مطار كاترين لاستقبال طائرات شارتر على غرار مطار شرم الشيخ وتطوير الطرق المؤدية إلى سانت كاترين والأودية الشهيرة التاريخية مثل وادى حبران مسار الحجاج المسيحيين والمسلمين من ميناء الطور إلى سانت كاترين وتأمين المنطقة ضد أخطار السيول وتنشيط وتنمية كل مقومات السياحة بسانت كاترين لتشمل السياحة الروحية والأثرية والثقافية والبيئية المعتمدة على محمية سانت كاترين والعلاجية المتمثلة في طب الأعشاب والسفارى من خلال تميز المنطقة بعدة جبال مثل جبل موسى وجبل التجلى وجبل سانت كاترين وجبل عباس وجبل الدير وعدة أودية تربطها بالمناطق حولها إلى نويبع ودهب وسرابيط الخادم والتي تتميز بسحر خاص من وجود عيون وآبار ونباتات طبية وتكوينات من أحجار بركانية شرق منطقة سرابيط الخادم وأشجار متحجرة وكانيون ملون بين جبلين وهي من مصادر الجذب لعشاق سياحة السفاري .

تاريخ الخبر: 2022-02-06 12:21:08
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية