من دوّار إغران.. نعش وقبر.. مات ريان وماتت معه فرحة الإنقاذ


هي قضية جمعت المغاربة على التضامن والتلاحم في المحن والشدائد.. إنها قضية الطفل ريان الذي حرّك قلوب الملايين بعد أن وافته المنية في الخامس من الشهر الجاري بعد أن ظل عالقا في قاع البئر لمدة خمسة أيام بدوار إغران التابع للجماعة القروية تمروت ضواحي مدينة شفشاون.

 

وقبل ساعات على تشييع جنازته بعد أن عادت والدته ووالده من المستشفى العسكري بالرباط، وهما يحملان الأسى والألم لفقدان فلذة كبدهما، لم تمح ذاكرتهما مشاهد سبقت محاولات الإنقاذ التي تواصلت لخمسة أيام بعدما زعزع ريان مشاعر المغاربة والعرب أينما كانوا لتتحول قضيته إلى قضية رأي عام، خاصة وأنها لاقت تفاعلا محليا وعربيا.

 

الكل ممن حجّوا إلى الدوار المتّسم ببساطة أناسه وبصعوبة تضاريسه ومسالكه، حسب ما عاينته “الأيام 24″، كانوا يمنّون النفس بأن تُزفّ إليهم البشرى وبأن لا يريهم الله مكروها في الطفل ريان، غير أنّ القدر قال كلمته بعد أن أعلن خبر وفاته ليتوشح الدوار بالسواد وتتعالى أصوات النحيب والبكاء.

 

ليلة ظلماء حالكة بل ليالي سوداء، عاشها من كانوا يترقبون إنقاذه حيا لا ميتا سيُحمل في نعش فوق الأكتاف، في مقدمتهم والده ووالدته بعد أن هزّت قصته العالم أجمع في مشاهد اقشعرت لها الأبدان، خاصة وأنّ الدموع انهمرت والتكبيرات ملأت المكان في رقعة جغرافية وحّدت الجميع على حب ريان.

 

والدة ريان لا زالت لم تستوعب ما وقع، وهي تتلقى التعازي بعدما كانت تنتظر بأن يعود ابنها إلى حضنها، لكنه لم يعد ورحل دون عودة، أمّا والده فقد تسلح بالإيمان بمجرد أن علم أنّ روح ابنه خمدت إلى الأبد، في حين ظلت جدته تقرّ بالقول إنّ نارا متّقدة تحرق دواخلها بعدما كانت تنتظر أن يأتيها فرج إنقاذه حيا إلى أن أتاها الخبر المفجع لتقطع الشك باليقين.

 

قصة الطفل ريان وإن زعزعت المشاعر وجعلت المغاربة من مختلف أنحاء المغرب، من بوجدور ووزان وسوق الأربعاء الغرب وغيرها من المدن، يقصدون دوار إغران لمتابعة ما يجري عن قرب، فإنها بالمقابل أبانت عن روح التضامن في هذا المصاب الجلل.

 

تضامن تمثّل بالأساس في مؤازرة عائلة الطفل ريان وفي تشمير نساء القرية عن سواعدهن طيلة خمسة أيام وتقديمهن الطعام والشراب لمن آزرهن في محنتهن، كما برز التضامن في حرقة من أشرفوا على عملية الحفر اليدوي بعد أن كانوا يسارعون الزمن طمعا في إنقاذ الطفل ريان، وعلى رأسهم الملقب بـ “عمي الصحراوي”.

 

مشاهد أخرى، باتت لصيقة بالذاكرة، وهي التي ظهر فيها رجال الوقاية المدينة وهم يتعانقون بعد إنهاء مهمتهم، غير أنّ أكثر مشهد جيّش المشاعر، هو لحظة إخراج الطفل ريان من بئر على عمق 32 مترا وإدخاله إلى سيارة الإسعاف لتطفو بعدها تساؤلات حارقة عن حالته ووضعيته الصحية وإن كان حيّا أو ميتا.

 

مات ريان وماتت معه فرحة إنقاذه سالما معافا، سيما وأنّ صخرة أبطأت عملية الحفر الأفقي، الشيء الذي دفع لجنة تتبع عملية الإنقاذ منذ يوم الجمعة الأخير إلى الاستعانة بالنقش بمعدات بسيطة خوفا من انجراف التربة قبل النفاذ عبر نفق أفقي لسحب الطفل إلى الخارج.

 

بعد سحبه ونقله على متن سيارة إسعاف، كانت مروحية تابعة للدرك الملكي مجهزة بآخر المعدات تنتظره بساحة عريضة بمنطقة تسمى بـ “سبت تمروت”، ليجري بعدها نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط قبل أن يعاد جثمانه إلى مسقط رأسه وإقامة مراسيم الدفن، فلترقد روحه بسلام بعد أن لبّى نداء ربه في الخامسة من العمر وفي الخامس من الشهر الجاري بعدما ظل عالقا لخمسة أيام في قعر البئر.

تاريخ الخبر: 2022-02-07 18:17:16
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 62%
الأهمية: 78%

آخر الأخبار حول العالم

أفضل 3 حسابات توفير بعائد نصف سنوي في البنوك - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:21:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

بايدن-خلافات-نتنياهو-غزة-رفح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:22:02
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

هيئة المعابر بغزة تنفي ما ذكرته الولايات المتحدة حول فتح الم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:22:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية