خيرون وثوار يواسون أسرة الشهيد «أبو القاسم محمد» بمنزل في مدني


لم تجف أدمع والدة الشهيد محمد فيصل (شعيرية)، ولا أرصفة مدينة مدني وسط السودان من الدماء، حتى فجعت حاضرة الجزيرة برحيل الشاب أبو القاسم محمد، برصاص الانقلابيين.

وتحت عنوان رد الجميل لروح الشهيد، تبرع خيرون بشراء منزل لأسرة الراحل أبو القاسم الذي ارتقت روحه في مواكب المدينة المناهضة كغيرها من مدن البلاد للانقلاب العسكري.

التغيير: عبد الله برير

وفاضت روح قاسم في الرابع والعشرين من يناير الماضي، بعد تعرضه لإطلاق الرصاص الحي في الرأس والأضلع ليفارق الحياة بعد ساعة من الإصابة.

وفور استشهاد أبي القاسم، توافد المعزون على منزل الراحل، بحي المدنيين غربي المدينة.

ونما إلى علم الثوار والمعزين نبأ ارتقاء الشهيد، وفقدان أسرته لأحد معيليها الذي كان يساهم في دفع أجرة المنزل ومستلزمات البيت، رفقة والده وشقيقه.

وتدافع رجال البر والإحسان والثوار، ليجمعوا مبلغاً من المال لشراء منزل الأسرة، كلف خمسة مليارات من الجنيهات السودانية بالعملة القديمة.

وقطعت المبادرة شوطاً كبيراً، وجمعت أغلبية الميزانية المطلوبة لشراء المنزل، وهو الحدث الذي قابلته أسرة الشهيد بارتياحٍ وإمتنانٍ كبيرين.

وفي منزل الشهيد القاسم، ألتقت التغيير أسرته في بيتهم الصغير المستأجر، الذي لا يكاد يتسع لوالد قاسم وزوجته، وشقيق الراحل الوحيد وشقيقاته الأربع.

أبو للقاسم محمد المولود في العام 1994 ترك الدراسة ولم يكمل تعليمه بسبب وضع أسرته الاقتصادي.

التحق الشهيد بالأعمال الحرة ليساعد أباه وشقيقه في مصاريف المنزل، مضحياً بحلم حياته في أن يتخرج من جامعة مرموقة.

قلب الوالدة

“قلبي حدثني في ذلك اليوم أن قاسم سيموت، ولم يخب أحساسي للأسف”.

المحرر مع والدة الشهيد

هكذا ابتدرت الحاجة مريم، والدة الشهيد حديثها لـ(التغيير)، مضيفةً بأن: قاسم -رحمه الله- كان كثير المشاركة في المواكب.

وتابعت: لم يكن يخبرني بذلك، ولكنني كنت أعلم وجهته بقلبي.

أما شقيقته حليمة فقالت: كان تعامله معنا خاصاً، يحيطنا بالود والمحبة، ويصرف على البيت، افتقده جداً، كل أهل الحي يشهدون له بالاحترام ومساعدة الجميع.

خالة الشهيد كشفت عن أنها حضرت لمنزل الراحل يوم وفاته، وقابلها بتحية خاصة، وقبل أرجلها وطلب منها أن تسامحه على عدم زيارته لهم.

وزادت: “قال لي يا خالتي أنا مشغول مع حال البلد والمواكب، بلغي سلامي لكل أهل البيت”.

وكان تشييع الشهيد أبو القاسم في الخامس والعشرين من يناير، مهيباً، وتحركت جموع غفيرة للمعزين، من منزل الراحل حتى مقابر المدينة الرئيسية، في أيام تفجرت فيها الثورة المنددة بالانقلاب في مدني.

 

تاريخ الخبر: 2022-02-08 00:21:58
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

جهاز التطوير والتجميل يواصل صيانة ورفع كفاءة المسطحات الخضراء

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:21:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية