عبقري الغناء السوداني الحاج محمد أحمد سرور


عبقري الغناء السوداني الحاج محمد أحمد سرور

البخاري حبيب الله عباس

يعتبر الحاج محمد أحمد سرور رائد الأغنية السودانية الحديثة ولتعرف عظمة هذا الرجل تخيل أنك الآن مطالب بتغيير نمط الأغنية السودانية الحالية لشكل غنائي جديد، تخيل أن سرور المولود في الجزيرة بقرية ود المجذوب نقل الأغنية السودانية من نمط الطنبور إلى شكل الأغنية الحديثة بكل تفاصيلها وهو لم يدرس موسيقى أو علم أصوات ولكن بموهبته الفطرية يعتبر سرور أجمل صوت سوداني حتى الآن وأفضل من وضع ألحاناً لأغاني الحقيبة التي أصبحت مدرسة متفردة حتى الآن.

كانت بداية سرور مقلِّداً للطنباري محمد ود الفكي وكان يرعى الأغنام وفي مرة من المرات سمعه الشاعر الكبير إبراهيم العبادي وأعجب بصوته ومنذ ذلك الوقت أصبح صديقه رغم أن سرور كان لا يتجاوز 14 سنةً من عمره فأرشده العبادي إلى طريقة الغناء ووجد فيه عبقرية.

وتفرّد وكانت أول أغنية بدأ بها سرور مشواره الغنائي والتلحيني هي أغنية ببكي وبنوح وبصيح وهي كانت أول أغنية سودانية حديثة وشكّلت الحد الفاصل بين أغاني الطنبارة والأغنية الحديثة.

أصبح محمد أحمد سرور أول فنان سوداني يحترف الغِناء كمهنة وسرعان ما ذاع صيته وحينها كان الفنانون لا يتمتّعون بسمعةٍ طيبة آنذاك اضطر والد سرور إعادته لود مدني حتى يبتعد عن الغناء ولكنه عاد بعد سنوات واشتغل في مجال رصف الطرق وتوطّدت علاقته بإبراهيم العبادي وأبو صلاح وسيد عبد العزيز وعتيق وغيرهم وكان مشهوراً بالهندام والأناقة وأصبح يلّقب بعميد الفن السوداني وكان له مدير أعمال وكان يحمل معه عكازاً في حفلاته حتى اشتهر بأنه فتوة وذلك حمايةً لنفسه من الاعتداءات بحسب أن الفنانين في ذلك الوقت كانوا محل تهجّم وتحرّش فاستطاع سرور إرساء أدب واحترام للفنانين ويحسب له الفضل في صناعة مرحلة وثقافة غنائية جديدة.

أصبح سَرور فنان الطبقة السياسية والمثقفين وأعجب به عبد الرحمن المهدي والملك عبد العزيز والإمبراطور هيلاسي لاسي والملك فؤاد وتنقّل بين مصر وإريتريا والسعودية وعمل سائقاً للملك فيصل لمدة 3 سنوات اكتسب خلاله لقب الحاج محمد أحمد سرور بعد أن أدى فريضة الحج.

عاد سرور وقدّم عُصارة تجربته الغنائية وأبرز أعماله أنة المجروح لسيد عبد العزيز وقائد الأسطول لسيد عبد العزيز وهي في ظني أعظم أغنية سودانية من حيث النظم والألحان حتى الآن والأغنية المختارة لكم برضى ليك المولى الموالي للشاعر إبراهيم العبادي.

سافر سرور إلى القاهرة التقى بها الملك فؤاد ومكث بها سنوات وسجل أعماله في اسطوانات على نفقته الخاصة وأصبحت إرشيفاً وإرثاً غنائياً أسهم في نقل الأغنية السودانية إلى مرحلة الحداثة وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل لم يستطع أحد حتى الآن أن يصل عبقرية سرور الغنائية واللحنية بالذات.

استقر سرور في كسلا وتزوّج بها وأصبح يعمل في التجارة بين كسلا وإريتريا وكانت له علاقة بأحد زعماء إريتريا صالح كيكيا باشا وأصبح من ندماء الامبرطور هيلاسي لاسي، أسهم في افتتاح أول مدرسة في إريتريا، توفى في أسمرا ودفن بها سنة 1947م وعمره لا يتجاوز 45 سنة أنجز فيها كل هذا الإرث الغنائي الضخم.

تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:23:49
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

محافظ السويس يستقبل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:22:06
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

محافظ السويس: غدا بدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

إصابة 14 شخص فى تصادم سيارة أجرة مع ربع نقل بقنا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:22:05
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

المصري يهزم طلائع الجيش بثنائية نظيفة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:22:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

بيراميدز يحقق فوزا قاتلا على فيوتشر في دربي “الغلابة”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:22:07
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية