قالت مجلة «بوليتيكو»: إن الزيارة التي قام بها المستشار الألماني أولاف شولتز هذا الأسبوع إلى واشنطن والزيارات المرتقبة إلى موسكو وكييف خلال الأسبوع المقبل، تأتي ضمن محاولة منه لإصلاح الضرر الذي لحق بسمعة برلين على خلفية تعاملها مع الأزمة الأوكرانية.
وبحسب تقرير للمجلة، يكتشف المستشار الجديد بصعوبة أن هناك الكثير اللازم لقيادة ألمانيا أكثر من مجرد التأكيد على استمرارية النهج الثابت لأنجيلا ميركل.
وتابع التقرير: فاز وزير المالية السابق البالغ من العمر 63 عامًا بالانتخابات العامة في ألمانيا في الخريف الماضي من خلال تصوير نفسه على أنها الخليفة الطبيعي لميركل، مؤكدة على استمرارية نهجها الثابت في السياسة في الداخل والخارج.
وأضاف: مع ذلك، بعد شهرين من قيادة ائتلاف من 3 أحزاب، يتعرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي لانتقادات على جبهات متعددة، متهمًا بالفشل في إظهار القيادة، وإرسال رسائل مشوشة واتخاذ موقف ناعم للغاية مع موسكو في مواجهتها مع أوكرانيا والغرب.
وأردف: أثار قرار برلين عدم تسليم أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، وتحركاتها لمنع الحلفاء من إرسال الأسلحة أيضًا، غضب بعض الحلفاء، لا سيما في أوروبا الشرقية.
وتابع: كما أن الإحجام عن التصريح بوضوح بأن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» الذي يربط بين روسيا وألمانيا سيتعرض للعقوبات إذا هاجمت موسكو أوكرانيا، أثار غضب الكثيرين، لا سيما في واشنطن.
ومضى يقول: كتبت سفيرة ألمانيا لدى الولايات المتحدة، إميلي هابر، في برقية دبلوماسية مسرَّبة نهاية الشهر الماضي، محذرة من أن عددًا متزايدًا من السياسيين في واشنطن يصفون ألمانيا بأنها شريك غير موثوق به.
وتابع: في الداخل، تعرض المستشار لانتقادات شديدة؛ لكونه غائبًا إلى حد كبير، بينما تعرضت حكومته لانتقادات شديدة من قبل الحلفاء ووسائل الإعلام الدولية لإخفاقها على ما يبدو في أول اختبار كبير للسياسة الخارجية.
واستطرد: إدراكًا منه تمامًا أن ألمانيا تعتمد بشدة على الولايات المتحدة من أجل أمنها، كانت الزيارة إلى واشنطن لإظهار أن القوة الاقتصادية لأوروبا لا تزال ملتزمة بالتحالف عبر الأطلسي والمكانة الرائدة في الشؤون الدولية التي تحتلها في عهد ميركل.
وأردف: لقد لعبت أنجيلا ميركل لفترة طويلة دورًا مهمًا للغاية في العلاقات مع روسيا ودول أوروبا الشرقية الأخرى، ولكن أيضًا مع الشركاء الغربيين.
وأردف التقرير: مع تزايد الاتهامات بأنه غاب عن العمل في خضم أزمة، ظهر شولتز على التليفزيون الألماني الأسبوع الماضي؛ ليصر على أن برلين لا تزال شريكًا دوليًا موثوقًا به.
وتابع: يهدف شولتز أيضًا إلى إظهار أن برلين يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الأزمة الأوكرانية من خلال السفر إلى كييف وموسكو في 14 و15 فبراير.
وبحسب التقرير، يشير المسؤولون الألمان إلى أن برلين تربطها تقليديًا علاقات أوثق مع موسكو من بعض الحلفاء الغربيين الآخرين، ويجادلون بأن هذه الروابط قد تكون مفيدة في نزع فتيل التوترات بشأن أوكرانيا.
وأردف التقرير: مع ذلك، هناك اعتراف واسع النطاق في برلين بأن تعامل الحكومة مع الأزمة الأوكرانية حتى الآن كان أكثر من مؤسف إلى حد ما.
وأضاف: على الرغم من أن ميركل رفضت في السابق أيضًا تسليم شحنات الأسلحة إلى كييف، إلا أن ذلك كان وسط نزاع مسلح مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، وليس في مواجهة تهديد فوري بغزو شامل من قبل حوالي 130 ألف جندي روسي.
