مشواره الفنى لم يتعد العشر سنوات لكنه تميز بصوت مختلف وقوى يصلح لتأدية كافة الألوان الغنائية، هذا فضلا عن إبتسامته الصافية وطلته السمحة التى لا تملك معها إلا أن تحبه ويسكن قلبك وأذنك بأغنياته البسيطة فى غير إبتذال ..كان “ألفة الجيل “كما لقبه الفنان والشاعر الكبير”صلاح جاهين”..ورحل فى عمر الزهور ليكتب رحيله شهادة خلود جديدة تتجاوز فترة أواخر السبعينات والثمانينات التى شهدت تألق نجمه لتصل للأجيال الحالية التى تعرفت عليه من أعماله كمطرب وممثل فدشنوا عشرات الصفحات بإسمه وتداولوا أغنياته وأعماله الدرامية على مواقع التواصل الإجتماعى ..إنه “صوت المرح” عمر فتحى الذى نستعرض مشواره الفنى فى ذكرى ميلاده ال”59″.

حياته:

ولد عمر فتحي في11 فبراير 1952 واسمه الحقيقي محمد عبد المنعم عبد الله جوهر الحجاجى،وهو الابن الثاني بين خمسة أشقاء، كانت أسرته تقيم في القاهرة، لكنها تنتمي لمحافظة “الأقصر”، كان والده مهندسًا في السكك الحديدية لكنه توفى وعمر فتحي في سن الحادية عشر، وحصل عمر فتحي على بكالوريوس زراعة، ثم شق طريقه الاحترافي بالغناء، ودرس الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى العربية ولم يتزوج حتى توفى.

بداية المشوار:

اكتشف عمر فتحي موهبته الفنية منذ وقت الدراسة وكان يغني في حفلات الجامعة،كذلك بحفلات الجيش وقت إلتحاقة بالخدمة العسكرية، وشاهده المخرج فتحي عبدالستار بإحدى الحفلات واسند له دور في مسلسل “سفينة العجائب”مع الفنانة شريهان.

عمر فتحى الممثل:

بعد مشاركته في مسلسل “سفينة العجايب” قدم مسلسل “سيدة الفندق” مع الفنانة يسرا، وفوازير مع شريهان، وكان بطل مسلسل” الليل والقمر” عن قصة “حسن ونعيمة”، وشارك في فيلم”رحلة الشقاء والحب” مع الفنانة شهيرة والفنان محمود ياسين.

أشهر الأغنيات:

وكانت أول أغنياته “8 ديسمبر” عام 1977 مع فرقة المصريين ضمن ألبومهم الأول “بحبك لا” ألحان مؤسس الفرقة الموسيقار الكبير “هانى شنودة” وبعدها بثلاث سنوات فقط اكتشف إصابته بمرض في القلب لكنه استمر في الغناء
ومن أهم وأشهر أغنياته “على ايدك”، “على سهوة”،”حضرة قاضي الغرام”، “علي قلبي”، “على فكرة”وأغاني مسلسل سيدة الفندق وأغانى مسلسل “سفينة العجايب” وقيل عنه أنه مطرب “على” لكثرة أغانيه التي تبدأ بكلمة”على”.
ألبوماته:

قدم خلال مشواره الغنائى القصير “11” ألبوم(على شرط –على إيدك – على إيه – على قلبى – على سهوا – على فكرة – على مهلك –أيام –أغانى مسلسل سفينة العجايب –والله وغالى عليا – أغانى مسلسل سيدة الفندق ) فضلا عن مشاركته فى ألبوم “بحبك لا” لفرقة المصريين و مشاركته فى ألبوم “موشحات فرقة رضا”.

سبب تسميته ب”عمر فتحى”:

جاء اسمه الفني بدلا من اسمه الحقيقي مستمد من إسمي الإذاعي والشاعر عمر بطيشة و المخرج فتحى عبدالستار فأخذ اسم عمر و اسم فتحى ليصبح اسمه عمر فتحي.

ذكائه الفنى:

كان “عمر فتحى” أول من غنى بالقميص والبنطلون متمردا على شكل “البدلة” التقليدى مثل المطربين وقت ظهوره وأولهم فى أداء الأغنية الإستعراضية لذا لم يكن غريبا أن يشارك فى فوازير “شريهان” عام “1985” كما تجلى ذكائه الفنى فى مشاركته لفرقة “رضا” عروضهم مطربا وراقصا أيضا على المسرح وأيضا غنائه للموشحات مع ذات الفرقة عندما أرادت تغيير جلدها بتقديم لون جديد من الرقص لجمهورها العريض فغنى عدة موشحات من ألحان المطرب والملحن الكبير الراحل “فؤاد عبد المجيد” منها “عجبا لغزال” و”يا من نشا” وغيرها مما شكل إضافة هامة لمشواره الغنائى.

مواقف إنسانية فى حياته:

كان عمر فتحي من أكثر المطربين حضوراً في الحفلات والأفراح، وكان على ذلك هو أقل النجوم أجراً، ورفض أكثر من مرة أن يرفع أجره، مما دفع النجوم لعدم رفع أجرهم، ولكن عندما أراد الفنان أن يتزوج، ذهب إلى الفنان عمر فتحي وطلب منه أن يرفع مدحت صالح أجره حتى يستطيع مدحت صالح هو الآخر أن يرفع أجره حتى يستطيع توفير النفقات اللازمة لزفافه، فوافق عمر فتحي على زيادة أجره للمرة الأولى، وقد قام عمر فتحي بالغناء بالمجان في فرح مدحت صالح وأعطاه مبلغ ٥٠٠٠ جنيها مجاملة له وكان هذا المبلغ كبيراً جداً في ذلك الوقت، وكذلك أشرف عمر فتحي على تجهيز وتزويج اثنين من أشقائه قبل وفاته.

خادمته ومحطة الرحيل المأساوى:

غادر عالمنا شابًا قبل أن يكمل عامه الـ35، ترك رصيد قليل من الأعمال لكنها ذات قيمة كبيرة وكان وفاته بسبب مرضه، حيث اكتشف الأطباء اصابته بضيق في الشريان التاجي وان قلبه في خطر وذلك بعد ٣ سنوات فقط من بدء احترافه الغناء وبعد أن ذاع صيته وأصبح من أحب الفنانين ومطلوب بشده في الحفلات مما سبب إرهاق للقلب اكثر وسافر إلى رحلة علاجية لأمريكا.

وحذره الأطباء أنه ربما يموت فجأة مع أي انفعال وهذا ما حدث له بالفعل حيث انه قبل رحيله بدقائق تعرض لإنفعال شديد بسبب اكتشافه أن السيدة التي كانت تعمل لديه سرقت بعض مقتنيات منزله،رغم ثقته فيها فثار بشده وعاودته الأزمة وتوفى قبل وصول الطبيب