في مراكش، لا يكاد يمر يوم دون اشتداد وطأة الأزمة على المدينة التي كانت تستقطب 3 ملايين سائح سنويا، حيث تعيش “المدينة الحمراء” على إيقاع ركود اقتصادي كبير بسبب تأثير الإجراءات الاحترازية المتخذة ضد الوباء، على شريان حياتها الاقتصادية.

كان للإغلاق الشامل والحجر الصحي الذي فرضته الحكومة خلال ظهور وانتشار الفيروس الغامض، أثر سلبي على المشهد السياحي بالمدينة، التي أضحت تعيش يوميات صراع الصمود أمام الجائحة وخطر السكتة القلبية، التي تتهدد بهجة المدينة ومعها ساكنوها الذين غابت عنهم الابتسامة وخفة الدم والفكاهة بعد أن أثقلتهم الديون وقلة الحيلة ومشاعر القلق والترقب.

تحولت الوجهة السياحية العاشرة عالميا إلى بؤرة للأزمة السياحية محليا، ووجهت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ المدينة وتخفيف القيود من أجل امتصاص تداعيات الأزمة جزئيا، وهو ما استجابت له السلطات الوصية، خاصة مع التحكم الجيد في مسارات الجائحة بسبب نجاعة حملة التلقيح، لكن تنزيل قرارات التخفيف بطريقة ارتجالية، ساهم في تعميق الأزمة والمخاوف وخنق السياحة التي تمثل المورد الأساسي للدورة الاقتصادية للمدينة، على عكس باقي الجهات الأخرى، التي تتميز بأنشطة اقتصادية متنوعة.

ولعل أبرز تلخيص لهذا الوضع الارتجالي، هو حرمان المطاعم السياحية بالمدينة الحمراء من تنظيم أنشطة الترفيه والتنشيط والفقرات الموسيقية، عكس باقي المدن السياحية، مثل أكادير والرباط وطنجة، وهو ما يضرب الانتعاشة المتدرجة التي يعرفها القطاع السياحي المراكشي بعد إستئناف حركة النقل الجوي في مقتل.

وفي الوقت، الذي ينتظر المهنيون بداية تحسن الحركة السياحية وكذلك البرامج المرتقبة لإنعاش القطاع بالمدينة، برزت إلى السطح، وقائع غريبة باتت حديث الشارع المراكشي، تتجلى في تهريب الأفواج السياحية من مراكش إلى مدن شمال المملكة، وهو ما دفع بالمستثمرين والفاعلين السياحيين إلى مطالبة والي الجهة ومعه الجهات الوصية بسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

لا يخفي المتدخلون إعجابهم وتقديرهم للمجهودات التي تقوم بها عمدة مراكش بالتنسيق مع مسؤولي ومهنيي القطاع لتعزيز الدينامية التي تعرفها عدد من المؤسسات الفندقية بعد الركود، لكنهم في نفس الوقت، ينتظرون خارطة طريق “رسمية” لإنقاذ قاطرة الصناعة السياحية بالمغرب ومعها أقوات مواطنين أغرقتهم الجائحة فقراً وحاجة، خاصة وأن شهر رمضان الكريم على الأبواب.