تمكنت عناصر فوج إطفاء مدينة حلب السورية، اليوم، من انتشال جثة شاب بعمر 16 عاما من بئر عمقها 63 مترا بريف المحافظة الشرقي، وسط حالة من الحزن بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا على الفتى اسم «ريان سوريا»، في إشارة إلى واقعة الطفل المغربي ريان الذي سقط في البئر والمفارقة أن عمقها الكامل كان 62 مترا أيضا.

وأثارت مأساة الطفل المغربي ريان حالة من الحزن الشديد في المغرب والعالم العربي وربما لدى كل من تابعوا سقوطه في البئر، إلى أن خرج متوفيا بعد 5 أيام.

«ريان سوريا» سقط في بئر عمقها 63 مترا به مياه تصل إلى 20 مترا

وقال قائد فوج إطفاء حلب، العقيد محسن كناني إنه جرى إبلاغهم قبل يومين عن وجود فتى عمره 16 عاما في بئر عربي بقرية لوريدا بمنطقة الباب على بعد 40 كيلو متر من مدينة حلب لجهة الشرق.

وأوضح أنه على الفور توجهت سيارة الإنقاذ إلى الموقع وتم انتشال الفتى من قبل أحد غطاسي الفوج من البئر الذي يبلغ ارتفاع الماء فيه بين 14 إلى 20 مترا وتبين أن الفتى متوفي.

التشابه بين طريقة إنقاذ الفتى السوري والطفل ريان المغربي

وتحدث «الكناني»، عن أوجه الشبه بين عملية إنقاذ الفتى السوري وعملية إنقاذ الطفل المغربي ريان، وقال إن الفوج سبق ونفذ عمليات مشابه كثيرة، حيث يعمد الغطاسون إلى النزول إلى الآبار إذا كان قطرها يتراوح بين 60 و70 سم متحدين المخاطر، مضيفا أنه يتم اللجوء إلى «إجراء خلخلة للهواء وتزويد الغطاسين بالأكسجين».

وأوضح المسؤول السوري بالإطفاء أن «الفرق مع حادث إنقاذ الطفل المغربي أن أي منهم لم ينزل لأسفل البئر لانتشال الطفل، حيث كان بإمكانهم فعل ذلك لإنقاذه بعد مضي 48 ساعة على بقائه قيد الحياة»، وقال «الكناني» إن فوج إطفاء حلب أنجز المهمة في 15 دقيقة، على حد قوله.

مفارقة.. الغطاس المنقذ لريان سوريا عمره 52 عاما

والمفارقة في واقعة الفتى السوري، أنه تمت الاستعانة بغطاس كبير في السن يبلغ 52 عاما ويعاني أيضا من أمراض، وفي هذا السياق قال قائد فوج إطفاء حلب إن الفوج يعاني من قلة عدد عناصره، حيث انخفض العدد من 400 عنصر إلى 112  حاليا.

 والغطاس عبد السلام دباغ الذي انتشل جثة الفتى مصاب بعدة إصابات وممنوع من الغطس أو أي عمل مجهد و بتقارير طبية منذ 8 سنوات لارتفاع ضغط عينيه جراء تكرار الغطس في هذه الأعماق، وفق الصحيفة السورية.

فوج إطفاء حلب ينتقد تجاهل الإعلام السوري للعملية

وانتقد فوج إطفاء حلب في منشور عبر الفيسبوك تجاهل الإعلام السوري تلك العملية، على الرغم من العمل البطولي والإنجاز العظيم الذي حققه رجال الفوج في زمن قياسي مقداره 55 دقيقة، وفق منشوره.

وأكد الفوج أن إخراج جثمان الفتى تم في زمن قياسي مقارنة بحادثة الطفل المغربي ريان، مع كل الدعم اللوجستي الذي كان مقدما في عملية إنقاذ الطفل ريان.