«إحنا قد التحدى».. رسالة قدمتها المواهب الشابة من ذوى الهمم، أمس الأول، خلال العرض المبهر لمسرحية «كنز الدنيا»، تحت رعاية شركة «المتحدة للخدمات الإعلامية».

العرض الممتع والمثير والمدهش عَكس قدرة مصر بأبنائها، وبشكل دائم، على خلق الإبداع والدهشة من رحم المعاناة والتحدى، بعدما فاجأت المواهب الشابة من ذوى الهمم الجميع بإبداع فريد.

حضر العرض عدد من كبار المسئولين، على رأسهم الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، وكرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعدد كبير من الإعلاميين ورؤساء التحرير والنواب، فضلًا عن أسر المواهب المشتركة. 

بدأت بعزف لفرقة «النور والأمل».. وحضرها 3 وزراء

قبل أن يبدأ العرض المسرحى «كنز الدنيا»، أبدع أعضاء فرقة «النور والأمل» فى عزف عدد من المقطوعات الموسيقية التى نالت إعجاب وتقدير الجميع، ما دفع الحضور للوقوف من أجل تقديم التحية للفرقة، خاصة أن العرض الموسيقى كان مبهرًا، ويعكس حجم الإرادة والتحدى وعبقرية الأداء لدى هذه المواهب. 

واكتمل الإبداع فى هذه الليلة الفنية بعرض مسرحية «كنز الدنيا»، التى أخرجها الفنان الكبير أشرف عبدالباقى بدرجة عالية من الإتقان، وحملت رسالة جادة ومهمة ومؤثرة عن نظرة المجتمع لذوى الهمم.

ودارت قصة المسرحية حول أسرة من الطبقة المتوسطة تكتشف أن مولودها من أصحاب متلازمة «داون»، ثم تستعرض الأحداث ما يواجهونه فى المجتمع من مواقف مختلفة، لتعطى المسرحية فى النهاية الرسالة الأصيلة والنبيلة، وهى أن هؤلاء مثلنا، لا أحد يختلف عن الآخر، وأن من حقهم أن يكونوا بيننا يتمتعون بجميع الحقوق الإنسانية والوطنية. 

شارك فى العرض مختلف المواهب من ذوى الهمم فى جميع المجالات: الغناء والرسم والتمثيل، إضافة إلى أبطالنا فى مختلف الألعاب الرياضية الذين رفعوا اسم مصر عاليًا بإصرارهم وتحديهم، كما حضره وزراء التضامن والاتصالات والهجرة.

ومن المقرر أن تُعرض مسرحية «كنز الدنيا»، قريبًا، على قناة «DMC»، ومنصة «watch it»، وهى من تأليف عيسى جمال ووليد هندى، وكتب كلمات أغانيها الشاعر أيمن بهجت قمر، ولحنها شادى عويضة، وصمم الديكورات محمود سامى، وتتضمن استعراضات ومشاهد «أكشن» كوميدية.

وأسهمت وزارة التضامن الاجتماعى فى ترشيح ورعاية مجموعة كبيرة من ذوى الهمم أصحاب المواهب الخاصة فى أثناء تحضيرات المسرحية، ودعمت المشروع بكل إمكاناتها، بالتعاون مع شركة «المتحدة للخدمات الإعلامية».

أشرف عبدالباقى: اكتشافهم «واجب علينا» وفنانون يؤكدون: «شاركنا دون تردد»

قال الفنان أشرف عبدالباقى إن مشاركته فى حفل «قادرون باختلاف» الأخير، برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، هى ما ألهمته لتقديم مسرحية تضم كل الأبطال والمواهب من ذوى الهمم.

وأضاف: «كان من حسن حظى أن أشارك فى حفل (قادرون باختلاف)، وأن أسأل سيادة الرئيس، وفيه تعرفت على هذه المواهب، لأن هذا هو دورنا، فلا بد من أن نقدم لهم كل (حاجة حلوة ممكن تسعدهم)، وتكتشف الطاقة الجبارة والعظيمة بداخلهم». 

وبيّن «عبدالباقى» أن فكرة المسرحية كان أساسها سؤالًا واحدًا سألناه لأنفسنا، هو: «لو خلفت وابنك عنده متلازمة داون هتعمل إيه؟»، متابعًا: «من هنا انطلقنا، لأن كل بيت ممكن يبقى فيه حد من ذوى الهمم، فلازم نتقبل وجوده ونصحح المفاهيم، ونتعامل معاه بشكل طبيعى، ومنحسسهوش بحاجة غريبة، والحمد لله نتمنى إننا نكون نجحنا فى هذه الرسالة وتكون وصلت صح».

وعبّرت الفنانة ياسمين سمير عن سعادتها بتجربة «كنز الدنيا»، معتبرة أن وجودها فى فريق الفنان أشرف عبدالباقى «شرف كبير»، خاصة أنه هو من اكتشفها ووقف إلى جانبها منذ بداية مشوارها الفنى.

وقالت «ياسمين»: «تواصل الفنان أشرف عبدالباقى معى وعرض علىّ المشاركة فى العمل، فوافقت فورًا دون أى تردد، أو حتى معرفة أى تفاصيل عن الدور».

وأضافت أن فكرة العمل فريدة ولم تُقدم على المستوى الفنى من قبل، لافتة إلى أنها تُجسد خلال الأحداث شخصية محورية تدعى «سعاد»، وهى سيدة مُسنة، جدة أحد الأطفال من أصحاب متلازمة «داون»، يؤدى دوره الطفل عمرو هشام، وهو مصاب بالمتلازمة بالفعل، وذلك فى إطار يناقش قضايا عديدة مهمة تخص ذوى الهمم، خاصة نظرة المجتمع إليهم.

وعن كيفية التعامل مع ممثلين من ذوى الهمم فى العرض، قالت ياسمين سمير: «هم من أرقى وأذكى وأنبل الأشخاص الذى يمكن التعامل معهم على وجه الأرض، وعندما علمت بأننى سأشارك فى عمل من بطولتهم زادت مسئوليتى، وأدركت أن دورى سيكون نقطة فارقة فى مشوارى الفنى، رغم أن مساحته ليست كبيرة خلال الأحداث».

وأضافت: «حرصت على أن أقدم أفضل ما عندى، خاصة بعد نجاحى مع الفنان أشرف عبدالباقى فى مسرحيتى (اللوكاندة) و(جريما فى المعادى)، وثقته وإيمانه بموهبتى زاد حماسى لتقديم الشخصية بشكل أكبر، كما أننى استفدت جدًا من خبرته الفنية الكبيرة. وتحدث الفنان إبرام سمير عن البروفات والتحضيرات وسط جائحة فيروس «كورونا»، قائلًا إن جميع طاقم العمل التزم بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، وسط توفير شركة المتحدة للخدمات الإعلامية جميع مستلزمات الوقاية.

ممثلون من «فرسان الإرادة»: حققنا حلمنا.. وشكرًا للرئيس السيسى على دعمه لنا

رحمة البدراوى، واحدة من بطلات مصر فى السباحة، وهى فنانة شاملة، تغنى وتمثل وترسم بقدميها، شاركت فى العرض المسرحى «كنز الدنيا»، وعكست بإطلالتها نموذجًا للإصرار والتحدى الذى لا تملك أمامه سوى الإشادة به.

قالت «رحمة»: «أنا أسعد واحدة لأنى شاركت فى مسرحية (كنز الدنيا).. أنا مبسوطة أوى.. كنا نتدرب بشكل مكثف، ونتبادل المساعدة، كى يخرج العرض بأفضل شكل، وأتمنى أن أستمر فى التمثيل، وأن أقدم أعمالًا تجعل مصر تفتخر بأولادها من ذوى الهمم».

واستطاعت أميرة حربى، وهى موهبة كبيرة من ذوى الهمم، بروحها القوية، منح طاقة الإلهام لكل من حولها، وتغلبت على تحدى الحركة، ورسمت البهجة على وجوه الجميع خلال العرض المسرحى.

وقالت «أميرة» إنها الآن حققت حلمها بالتمثيل على نفس المسرح الذى يحتضن «مسرح مصر»، مضيفة: «حينما كنت طفلة حلمت بأن أخوض تجربة التمثيل مع فريق (مسرح مصر)، وأنا سعيدة جدًا لأن هذا الحلم تحقق، بالتعاون مع الفنان أشرف عبدالباقى، وأتمنى أن أقدم أعمالًا أخرى، خلال الفترة المقبلة».

وقال الطفل محمد الحسينى، من أبطال مسرحية «كنز الدنيا»، وهو بطل مصر فى السباحة، إن المسرحية كانت فرصة له ولكل زملائه أن يقدموا أنفسهم للمجتمع بصورة مختلفة. وأضاف «محمد»: «إحنا قد التحدى وأقوياء ومبسوطين إننا أسعدنا الناس والحضور، ونفسنا نكمل المشوار، عشان إحنا بنحب بلدنا، ونفسنا إنها تكون ناجحة وكبيرة مع سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، اللى واقف جنبنا». 

وقال أحمد طارق، بطل السباحة، أحد أعضاء «قادرون باختلاف»: «فخور جدًا بالمشاركة فى مسرحية (كنز الدنيا)، وفخور بأننى أعيش فى مصر تحت قيادة الرئيس السيسى، الذى يستجيب لمطالبى أنا وكل زملائى، كما أننى سعيد جدًا بالعمل مع الأستاذ الكبير أشرف عبدالباقى، الذى حمل على عاتقه مسئولية عمل ضخم بهذا الحجم».

وكشف عن أنه يجسد دور طالب مجتهد موهوب فى إلقاء الشعر، وتدرب على الدور لمدة شهرين، تحت قيادة فريق مهم يحمل اسم الفنان الكبير أشرف عبدالباقى، صاحب التاريخ المميز فى المسرح.

وأوضح أن «عبدالباقى» يهتم بكل تفاصيل المشروع، ودائمًا ما يضع خطة محكمة لأى عرض يُقدمه، ويعمل على تجديد الإطار الفنى الاجتماعى والكوميدى فى كل أعماله، كما أنه يخلق «روح العائلة الواحدة» فى كواليس التصوير.