تجنب «رفقاء السوء» يقي أبناءك مخاطر إدمان المخدرات


أكد أستاذ مقررات المخدرات وطرق مكافحتها في كلية الملك فهد الأمنية، د. محمد الشمري، ضرورة صداقة الأهالي للأبناء، قائلا: من الضروري أن يبدأ الأب والأم بمصادقة الأبناء منذ الصغر، لا سيما أن معظم الانحرافات تبدأ في مرحلة الطفولة، وهي الفترة التي يفتقد الأطفال فيها الإدراك الكامل في كافة الأمور، ما لم يتم توعيتهم وتثقيفهم، ويكون في الغالب خلف مثل هذه الانحرافات رفقاء السوء، والانجراف وراءهم ووراء أفكارهم، وهناك دراسة في جامعة بنسلفانيا نشرتها مجلة معنية بأبحاث تطور الطفولة، أثبتت أهمية هذا السلوك على مستقبل الطفل، وأنه يجعل الطفل اجتماعيا أكثر، إضافة إلى تعزيز ارتباطه بوالديه، فتكون رابطته بوالديه وثيقة أكثر عندما يتقدم في العمر ويتقدمون هم كذلك في العمر.

أرقى علاقة


وأوضح أن علاقة الصداقة هي أجمل وأرقى وأنبل العلاقات الإنسانية، فالصديق هو الشخص القريب من الإنسان ومن همه ومشاعره، وهو الذي يشعر بالإنسان في حال حزنه وفرحه، بل ويشاركه هذه المشاعر بكل حب وصدق وإخلاص، والصداقة من أكثر العلاقات التي تدوم وتستمر، لأنها لا تكون مبنية في العادة على أي نوع من المصلحة، والرابط المشترك بين الأصدقاء هو المحبة الخالصة دون كذب ولا خداع، قائلا: كل إنسان يحتاج إلى وقفة صديق مخلص معه لا سيما في النائبات والشدائد، فالصديق يظهر وقت الضيق، وللصديق على صديقه عدد من الحقوق والواجبات، منها الإخلاص والأمانة وتقديم النصح وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.

انعكاسات الصداقة

وأضاف إن الاهتمام بنوعية الأصدقاء في حياتنا له أثر كبير على سلوك وشخصية وجودة حياة الصديق، فالصداقات الجيدة تنعكس بشكل مباشر على الاستقرار النفسي والاجتماعي. كذلك تقود الصداقة السيئة إلى حياة سيئة، وفي بعض الحالات قد يكون صديق السوء سببا في تشويه السمعة، وربما كان سببا في تورط أصدقائه في أمور تصل إلى حد الانحراف السلوكي، ومنها تعاطي المخدرات.

خطورة المخدرات

وأوضح أن ظاهرة تعاطي المخدرات تعد من الظواهر الأكثر تعقيدا وخطورة على الإنسان والمجتمع، وتعد إحدى مشكلات العصر، وتكمن خطورتها في كونها تعطل الطاقة البشرية الموجودة في أي مجتمع بصورة مباشرة، وبصفة خاصة الشباب من الجنسين، إذ تستنزف الاقتصاد الوطني وتدمر صحة المجتمع، وتسبب الكثير من المشكلات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية.

أسباب التعاطي

وتعود أسباب تعاطي المخدرات إلى ضعف الوازع الديني لدى الفرد المتعاطي، ومجالسة ومصاحبة رفقاء السوء، والاعتقاد في زيادة القدرة الجنسية، والسفر إلى الخارج، والشعور بالفراغ، والسهر خارج المنزل، وتوافر المال بكثرة، والهموم والمشكلات الاجتماعية، والرغبة في السهر للاستذكار، إضافة إلى حب التقليد.

وأشار إلى أن هناك أسبابا تعود إلى الأسرة وهي: القدوة السيئة من قبل الوالدين، وإدمان أحد الوالدين، وانشغال الوالدين عن الأبناء، وعدم التكافؤ بين الزوجين، والقسوة الزائدة على الأبناء، وكثرة تناول الوالدين للأدوية والعقاقير، وضغط الأسرة على الابن.

أما الأسباب التي تعود إلى المجتمع، فتتمثل في توافر المواد المخدرة عن طريق المروجين، ووجود بعض أماكن اللهو في بعض المجتمعات دون مراقبة، وكثرة العمالة الأجنبية، والانفتاح الاقتصادي، وقلة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة، والتساهل في استخدام العقاقير المخدرة الخاضعة إلى الرقابة الطبية، وغياب رسالة المدرسة. وأكد أن من أهم أسباب تعاطي المواد المخدرة تعود إلى رفقاء السوء، إذ يتأثر الفرد بتوجيهات ومعتقدات زملائه وأصدقائه، خاصة في مرحلة المراهقة، ويكون ضغط الأقران كبيرا جدا عليه، ما لا يترك له الخيار في اتخاذ أي قرار.

عوامل الإدمان

وتابع: دلت دراسة الزغبي «2008» التي أجراها على سجون مدينة الرياض، أن رفقة السوء كانت العامل الأول في ترتيب العوامل التي دفعت إلى الوقوع في تعاطي المخدرات في مرحلة المراهقة والشباب، كما أكدت دراسة الرويلي «2011» التي جاءت بعنوان «إدمان المخدرات وتعاطيها في المجتمع السعودي، عواملها وآثارها وأساليب مواجهتها»، أن مشكلة إدمان المواد المخدرة تعود إلى العديد من العوامل التي من أهمها رفقاء السوء.

وقاية الأبناء

وعن طرق الوقاية من أخطار رفقاء السوء، أوضح أنها تكون من خلال التربية الدينية على الأخلاق الحسنة والفضائل والقيم، والمراقبة المستمرة للأبناء من قبل الوالدين، مضيفا: كما أن هناك دورا للمجتمع في القضاء على ظاهرة رفقاء السوء، فهم من مخرجات المجتمع، وكلما كان المجتمع صالحا يؤدي كل فرد فيه دوره، ويؤدي فيه المعلمون والمربون أدوارهم في تربية الأجيال على القيم النبيلة والأخلاق الحسنة، يمكن القضاء على هذه الظاهرة ومنع انتشارها.

خطوات مفيدة

وقدم عدة نصائح تفيد الأسرة عند اكتشاف وقوع أحد أبنائها في دائرة الإدمان، قائلا: مناقشة الأمر بهدوء بعيدا عن النصح المباشر، ومحاولة معرفة الأسباب التي أدت به إلى تعاطي المخدرات، وجمع المعلومات الكافية حول المادة التي يتعاطاها المدمن من أجل تحديد مستوى الإدمان واستخدام الأسلوب الأمثل للعلاج، وإبعاد المدمن عن أصدقاء السوء، وشغل أوقات الفراغ بالأنشطة والزيارات والاجتماعية والتردد على الأماكن الترفيهية، وعدم اللجوء إلى العقاب البدني بالضرب والاحتجاز واللجوء إلى مركز علاج الإدمان للمساعدة في حل المشكلة ومعرفة الأسباب النفسية للتعاطي.

معظم الانحرافات تبدأ في مرحلة الطفولة وتزيد مع التقدم في العمر

صداقة الوالدين تجعل الأبناء أكثر اجتماعية وتعزز ترابطهم بالأسرة

الصداقات الجيدة تنعكس على الاستقرار النفسي والاجتماعي للشباب

التربية الدينية على الأخلاق الحسنة والفضائل والقيم أهم طرق الوقاية
تاريخ الخبر: 2022-02-12 00:23:16
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٧)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:21:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

«ستاندرد آند بورز»: الاقتصاد السعودي سينمو 5 % في 2025 - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:23:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

الأرصاد: لاتزال الفرصة مهيأة لهطول الأمطار بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:23:53
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

القيامة‏…‏والمجد

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:21:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية