«ما يشبه السيرة».. لوتس عبد الكريم تروي تفاصيل لقاءاتها بأعلام الفن والصحافة

تناولت الكاتبة لوتس عبد الكريم، في كتابها الصادر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان "ما يشبه السيرة" الكثير من المواقف في حياتها ومع الأدباء والفنانين وأيضًا قصتها مع الصحافة.

وتقول لوتس عبد الكريم:" كنت في السابعة عشر من عمري ، حين التقيت عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين ، ومنذ ذلك التاريخ البعيد ، ما زلت أذكر أن مستقبلي تحدَّد في ذلك اليوم ، كنت على وشك البدء في دراستي الجامعية ، صغيرة ، حالمة ، غضة ، خالية تماما من الخبرات في كل مجالات الحياة ، ما عدا القراءة والكتابة .

وتضيف:" منذ العاشرة من عمري، وأنا أقرأ كل ما تصل إليه يدي، وما يوجهني إليه أبي - الذي كان متخصصا في اللغة الإنجليزية وآدابها - من الكتب والترجمات الكثيرة في الأدب العالمي؛ لوجود مكتبة بالمنزل، بها كل ما تشتهي الروح من أدب وفن وشعر عربي وعالمي .

وتواصل:" كانت هذه هوايتي الوحيدة ، التي أزاولها في إجازات الصيف الطويلة ، وازداد اهتمامي بالصحف والمجلات التي كانت تهتم بإحضارها الأسرة يوميا؛ فعرفت أسماء كبار الكتاب والأدباء ونجوم الصحافة مثل مصطفى أمين ومحمد التابعي وإحسان عبد القدوس، وكان يحضر إلى الإسكندرية نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ويجلسان في مقهى على البحر، وأنظر إليهما كأنني أشاهد كلارك جيبل وفرانك سيناترا ، كذلك حين أسمع عن زيارة أحد نجوم الصحافة أو الفن إلى الإسكندرية أحاول معرفة مكانه ، وأسارع لأتطلع إليه حين دخوله وخروجه على البعد ، كأنني أرى ساحرا أو أعجوبة .

وتؤكد:" رأيت مصطفى أمين خارجا من إحدى العمارات على الكورنيش عملاقا ضخما مهيبا، حتى أنني خفت الاقتراب منه".

وتابعت:" هكذا كانت محبتي للكتاب والأدباء والشعراء منذ الصغر، هذا الحب الذي استمر في كل مراحل حياتي، فكان لي منهم أصدقاء أثَّروا في حياتي والتزمت بتوجيهاتهم حتى اليوم .

وتواصل:" وحين تردد كثيرا حيال بصري وسمعي اسم مصطفى أمين قلت في نفسي: هل يتيسر لي دراسة الصحافة؟ وهل أكتب يوما في الصحف؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟ ولماذا لا أبدأ الآن؟".

ولم تكن هناك كلية للإعلام أو قسم للصحافة وقتذاك في الإسكندرية، وهكذا التحقت بكلية الآداب ، قسم الفلسفة جامعة الإسكندرية ، وقررت ذات يوم الذهاب إلى لقاء مصطفى أمين ، ماذا يخيفني أو يوقفني؟ إن لديَّ من الجرأة والشجاعة والطموح ، ما يدفعني إلى تلك المغامرة ، وأنا في تلك السن المبكرة ، ومن يدري كيف يكون تشجيعه لي ؟، ولم أكن قد خرجت من مدينة الإسكندرية منذ ولدت بها أبدا .

وتكمل:" القاهرة كانت حلمي البعيد ، و استعملت كل وسائل الإقناع للأسرة لمصاحبة خالٍ لي في القاهرة، وتوجهت إلى دار أخبار اليوم، ووجدت اعتراضا في طريقي، إذ من المستحيل لقاء "صاحب الجلالة" ، ولكنني استمتُ في الإصرار، حتى وجدته أمامي وجها لوجه ينظر إليَّ من أعلى، فهو طويل وضخم، وخفت لكنه بادرني بابتسامة مستفسرا عما أريد، وصارحته وأنا أرتجف بحبي للصحافة، ورغبتي في التمرين بها من الآن، وسألني إن كنت أعرف لغة أجنبية ، فأجبته: أعرف الفرنسية ، فإذا به يسحب من رف بجانبه بعض المجلات الفرنسية ، ويعطيها لي قائلا: إن اللغة الأجنبية مفتاح الصحافة، إنك ستعرفين كل ما يدور في العالم الخارجي، ترجمي هذه، واجمعي المعلومات، وأرسليها لي، و سأكافئك، وهكذا تلقيت الدرس الأول في الصحافة من عملاقها.

وتتابع:" ثم التقيت بالكاتب الروائي يوسف السباعي أثناء دراستي الجامعية وهو من " كسر مجاديفي ، وأحبطني " قائلا : " الصحافة طريق شاق وصعب ، التفتي إلى مستقبلك أولا " ، وكان من رأيه أن أبدأ بالزواج المناسب ، وأؤجل العمل بالصحافة .

وتضيف:" وقد كان ، وسرت في الحياة الدبلوماسية ، متنقلة بين مدن أوروبا والشرق الأقصى ، وكانت فرصتي للدراسة ، والتأمل ، والتعلم ، والتعرف أيضا إلى رموز الأدب والفن والمجتمع العالمي والمصري بالخارج ، الذين أيضا أسهموا بنصيب وافر في رسم طريقي فيما بعد .

وعلمت وأنا في لندن باعتقال مصطفى أمين ، ومرت الأعوام ، وأثناء زيارتي إلى القاهرة ، لمحته يجلس في فندق المريديان ؛ فسارعت إليه مصافحة ، قائلة له : حمدا الله على السلامة ، ففوجئت به يرد : أنا علي أمين ولست مصطفى ، لشدة الشبه بينهما وهما التوأم .

وتكمل:" ودعاني إلى مكتبه في اليوم التالي ، وهناك التقيت مصطفى أمين ثانيةً وقت أن أفرج عنه ، كان يتكلم ، ويسير كأنه لا يرى الناس ، ولكن بقي بريق عينيه ، وحادثته ، وأخبرته بتعطيل نصائحه في مسيرتي الصحفية ، وأن الرغبة في ممارسة مهنة الصحافة ما تزال تراودني ؛ فقال لي : ما زلت شابة وقادرة على العطاء ، وأمامك الكثير لتحقيق ما تريدين .

وتختتم:" ومرت السنون، وكانت فكرة الكاتب الروائي إحسان عبد القدوس التي تسلطت عليَّ بتأسيس مجلة ، فكان أول من ذهبت إليه هو مصطفى أمين، وكانت معي رتيبة الحفني، وسألناه نصائحه، فلم يضن علينا برأي واحد، وقدم لنا الفنان التشكيلي حسين بيكار الذي أعطى لنا نصائحه بلا مقابل، ولكننا واصلنا طريقنا بعد ذلك من خلال صالون الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي بدأنا فيه مع إحسان عبد القدوس، والكاتب أحمد بهاء الدين الذي رأس تحرير مجلة الشموع التي أسستها.

تاريخ الخبر: 2022-02-13 00:21:09
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية