ناراسيمهان .. الأمريكي الذي يحاول إعادة تشكيل شركة نوفارتيس | صحيفة الاقتصادية


قبل توليه المنصب الأعلى في شركة نوفارتيس 2018، كان فاس ناراسيمهان قد ترك بصمته في المقر الرئيس لشركة الأدوية السويسرية.
في الطابق الأرضي من مبنى في حرم الشركة في مدينة بازل توجد غرفة بجدران زجاجية مليئة بألواح العدادات، التي تتتبع تقدم المجموعة في التجارب السريرية وتعرف باسم "غرفة التحكم".
كانت هذه الغرفة حلم ناراسيمهان عندما كان رئيسا للتطوير في مجموعة الأدوية، لذلك يعكس تصميمها حبه للرمزية، كما قال أحد زملائه السابقين. وأضاف: "فاس من أشد المؤمنين في الرموز كوسيلة لفرض الثقافة".
إذا كان التصميم يهدف إلى تعزيز ثقافة الشفافية– وتسخير قوة البيانات– يواجه ناراسيمهان الآن قرارا يتسم بأهميته العلنية البالغة من شأنه أن يؤثر في تشكيل مستقبل شركة الأدوية، التي لديها موظفون في 155 بلدا، وتعد إحدى أشهر الشركات السويسرية.
على الأمريكي، والذي تدرب كطبيب في جامعة هارفارد وانضم لشركة نوفارتيس في 2005، أن يقرر مصير شركة ساندوز لصناعة الأدوية، التي انقضت فترة امتيازها والتابعة للمجموعة، التي توظف نحو 20 ألف شخص وتدر نحو عشرة مليارات دولار من المبيعات السنوية.
أسست الشركة من قبل عائلة ساندوز، وكانت واحدة من شركتين تم دمجهما لإنشاء شركة نوفارتيس في 1996، وتعد أدويتها، التي يتم تسويقها تحت علامة ساندوز التجارية، عنصرا أساسيا في خزائن الأدوية في ألمانيا، والنمسا وأجزاء من سويسرا.
وعلى الرغم من ذلك، فلا تتناسب مبيعاتها الراكدة وأرباحها ذات الأداء الضعيف بسهولة مع وعد ناراسيمهان بتحويل الشركة نحو الأدوية منخفضة الكمية وذات الأسعار المرتفعة، حيث سعت شركة نوفارتيس لبيع أجزاء من وحدة شركة ساندوز الأمريكية في 2018 لكن الجهات التنظيمية قامت بإلغاء الصفقة.
وأصر ناراسيمهان هذا الأسبوع على أنه "ليس منحازا" تجاه أي من خيارات شركة ساندوز، التي تفكر عدة من أكبر شركات الأسهم الخاصة في العالم بتقديم العطاءات لها. كما أعربت شركات الأدوية الأخرى مبكرا عن اهتمامها بها.
"إنها اسم معروف"، كما قال مسؤول كبير في شركة نوفارتيس عن شركة تصنيع الأدوية المنتهي امتيازها، مضيفا أن عائلة ساندوز تحتفظ بحصتها في شركة نوفارتيس، وفي العام الماضي، ذهب الاشتراكيون الديمقراطيون السويسريون بعيدا إلى حد القول إنه ينبغي تأميم الشركة.
في مجالسهم الخاصة، يعتقد بعض المسؤولين التنفيذيين في المجموعة أن انفصال الشركة هو النتيجة، التي يرجح حدوثها. ففي 2019، فصل ناراسيمهان وحدة ألكون للعناية بالعيون التابعة للمجموعة، التي جذبت أيضا اهتمام عدد من شركات الاستحواذ.
لكن ناراسيمهان أظهر استعداده للقيام بالمفاجآت. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أعلنت شركة نوفارتيس أنها ستبيع حصتها بقيمة 21 مليار دولار في منافستها المحلية شركة روش، لتنهي بذلك استثمارا دام لعقدين من الزمن.
وأعلنت شركة نوفارتيس منذ ذلك الحين خطة لإعادة شراء الأسهم بقيمة 15 مليار دولار، ما ساعد على رفع الأسهم، التي كسبت 10 في المائة فقط منذ أن تولى ناراسيمهان منصب الرئاسة وأخر تقدمها في مؤشر ستوكس يوروب 600 للرعاية الصحية.
منذ 2018، أنفقت الشركة نحو 30 مليار دولار على عمليات الاستحواذ على شركات صغيرة من أجل دعمها، حيث فضلت ذلك على صفقات كان من الممكن أن تكون تحولية، لكنها أكثر خطورة، في محاولة لمواجهة الخسارة المرتقبة لحصرية تصنيعها لبعض الأدوية. وفي العام الماضي، دفعت 1.5 مليار دولار للاستحواذ على شركة جيروسكوب ثيرابيوتكس، وهي شركة تقوم بتطوير علاج محتمل للعمى.
وقال واحد من كبار المساهمين الـ 20 لصحيفة "فاينانشال تايمز": "الناس يضغطون عليه، لكنه ذكي للغاية"، وأضاف: "إنه يستمع للمستثمرين".
قضى الرجل البالغ من العمر 46 عاما جزءا من عامه الأول في معالجة تداعيات قرار الشركة في 2017 بدفع 1.2 مليون دولار لمايكل كوهين الذي كان آنذاك محامي دونالد ترمب، وهي خطوة قال تقرير صادر عن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إنها تهدف لشراء الوصول إلى الدائرة الداخلية للرئيس.
بعد عام من ذلك، واجهت شركة نوفارتيس فضيحة تتعلق بسلامة البيانات في فرعها للعلاج الجيني أفيكسيس، والتي دفعت تسعة مليارات دولار تقريبا بسببها في 2018.
وبينما لا يزال الضغط قائما لتجديد خط الشركة للأدوية، إلا أن الموظفين السابقين والحاليين يقولون إن ناراسيمهان قد بذل جهودا كبيرة لإصلاح ثقافة الشركة التي يقول المنتقدون لها إنها يمكن أن تكون صارمة، وهرمية للغاية.
ويقول أحد المسؤولين السابقين: "التراخي في القيود على المستويات الأدنى ليس بشيء يسهل القيام به في شركة نوفارتيس. فكل شيء خاضع للفحص، ليس بالضرورة التدقيق في طلبية نوع الورق المستخدم في طابعة الليزر، لكن تقريبا بهذا المستوى من التفاصيل".
وسعى ناراسيمهان لتقديم "ثقافة العمل دون رقيب"، أو ما وصفته الشركة بأنه بناء قادة يضعون نجاح فرقهم قبل نجاحهم. لكن الموظفين الحاليين والسابقين يقولون إن محاولة التغيير هذه قوبلت بالمقاومة في شركة أسست منذ زمن بعيد على أساس يدعم تسلسلا هرميا صارما.
"لقد كنت دائما شديد الإعجاب بقيمه"، هذا ما قاله ريتشارد كاش، أحد أساتذة ناراسيمهان في جامعة هارفارد ومؤلف مشارك لورقة بحث حول كيف أن البلدان الفقيرة تعاقب بسبب تبليغها عن حالات تفشي الأوبئة.
عندما سئل ناراسيمهان في أواخر العام الماضي عما يبقيه مستيقظا في الليل، تجنب السؤال قائلا: "النوم هو أهم دواء".
وكما هو معروف في شركة نوفارتيس بمزاجه المعتدل، سيحتاج ناراسيمهان إلى النوم، حيث يزداد الضغط عليه من أجل إعادة تشكيل شركة الأدوية.

تاريخ الخبر: 2022-02-13 00:23:06
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 42%
الأهمية: 49%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:50
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية