باتت ليبيا على صفيح ساخن، ومصير غامض ينتظر ليبيا ومخاوف من عودة الاقتتال والصراع المسلح بعد تكليف البرلمان وزير الداخلية السابق فتحى باشاغا برئاسة الحكومة الجديدة بعد انتهاء مدة نظيرتها السابقة التي كان يرأسها عبدالحميد الدبيبة الذي رفض قرار البرلمان وأعلن استمراره في منصبه وتحرك من العاصمة طرابلس صوب مسقط رأسه بمدينة مصراتة «معقل تنظيم الإخوان» في الغرب لحشد الدعم لحكومته.
وزعم عضو الفريق الاستشاري للدبيبة، فيصل الشريف بأن أهالي مدينة مصراتة يرفضون الحكومة الجديدة، وهدد باستخدام القوة العسكرية للدفاع عما سماها «الشرعية».
من جهته، أكد الناطق باسم الحكومة السابقة محمد حمودة أن الحكومة بكافة وزرائها مستمرة في أداء عملها بشكل اعتيادي، وزعم بأن الحكومة تواجه حملة واسعة من الأخبار المزيفة والمضللة ومنها انتشار بعض المستندات المزورة على مواقع التواصل بشأن استقالة بعض الوزراء.
حكومة جديدة
بدوره، قال عضو البرلمان الليبي خير الله التركاوي إن رئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا يستطيع تسلم السلطة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بعدما فقد الدبيبة الدعم المحلي والدولي، معربا عن أمله في إتمام عملية تسليم السلطة بشكل سلمي بعيدا عن أي تصعيد عسكري.
وأضاف التركاوي أنه إذا استطاع باشاغا جعل ليبيا بالكامل تحت سلطة واحدة وتمكن من لملمة شتاتها فسينجح في أن يعيد البلاد لحالة الاستقرار.
وكان مجلس النواب سلم باشاغا الخميس تكليفا بتشكيل حكومته في غضون 15 يوما بعدما صوت المجلس بالإجماع على اختياره رئيسا للحكومة.
على الصعيد الدولي، أعلنت السفارة الأمريكية في ليبيا تأييدها لرسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن التوافق والاستقرار والانتخابات في ليبيا، وأعادت السفارة عبر صفحتها بموقع «تويتر» نشر بيان دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف والمؤسسات في ليبيا، إلى مواصلة اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة بطريقة شفافة وتوافقية. كما دعا جميع الأطراف إلى الاستمرار في المحافظة على الاستقرار في ليبيا كأولوية أولى.
إجراء الانتخابات
مذكرا جميع المؤسسات بالهدف الأساسي المتمثل في إجراء الانتخابات الوطنية في أسرع وقت ممكن من أجل ضمان احترام الإرادة السياسية لـ 2.8 مليون مواطن ليبي سجلوا للتصويت.
وقال بيان منسوب للأمين العام إنه يتابع عن كثب الوضع في ليبيا، وقد أحيط علما بالتصويت الذي جرى الخميس الماضي في مجلس النواب بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة لاعتماد التعديل الدستوري الذي يرسم مسارا لعملية مراجعة مشروع الدستور لعام 2017 وللعملية الانتخابية، كما أحيط علما بتصويت مجلس النواب لتعيين رئيس وزراء جديد.
وأعلنت بلدية بنغازي دعمها للحكومة الجديدة المعتمدة من قبل مجلس النواب، داعية المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى احترام تعهدهما بعدم التدخل في الشأن الليبي الداخلي.
ورحبت البلدية في بيان أمس بمصادقة مجلس النواب على خارطة طريق جديدة تفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد 14 شهرا. وصادق مجلس النواب على مواد مشروع خارطة الطريق خلال جلسة الإثنين الماضي.
وحذر البيان من وصفهم بالمتآمرين من أن الشعب الليبي لن يقف مكتوف الأيدي أمام مؤامراتهم، وأكد البيان أن وحدة ليبيا وشعبها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
