تتكون تنزانيا من منطقتين، منطقة البر الرئيسي في القارة الإفريقية وأرخبيل زنجبار، ووُحّدت في الستينيات من القرن العشرين.

وتُشكّل المسيحية في تنزانيا إحدى الديانات الأكثر انتشاراً بين السكان. الإحصائيات الرسمية عن الدين في تنزانيا غير متوافرة لأن الحكومة لا تجمع إحصائيات حول الدين في تقارير التعداد السكاني بعد عام 1967.

وقد قدّر القادة الدينيون وعلماء الاجتماع عام 2007 أن المجتمعات الإسلامية والمسيحية متساوية تقريباً في الحجم، فتُشكّل نسبة كل واحدة منهما بين 30% و40% من السكان. وتتألف النسبة المتبقية من الأديان الأخرى.

وللتعليق على الفترة التي شهدت انتشاراً لتجارة الرقيق هناك ودور الكنيسة في إلغاء تلك التجارة اعتبر القس تشارلز ماجاليوا، زعيم الكنيسة الأنجليكانية، هذه التجارة "أسوأ جريمة ارتكبها البشر ضد إخوانهم من البشر"، وحثّ العالم على رفض جميع أشكال العبودية الحديثة.

وقال ماجاليوا من "أبرشية (وحدة في النظام الكنسي)" زنجبار في حديث للأناضول إنه "رغم أن تجارة الرقيق تركت وصمة عار لا تُمحى في تاريخ زنجبار فإنها تذكير صارخ للجميع برفض العبودية في العصر الحديث".

وأضاف: "الانطباعات التي أذهلتني بشدة عندما زرت الحُفَر التي كان يحتفظ فيها بالعبيد قبل البيع، هي الظروف الجسدية المؤسفة، إذ كان يوضع هناك 75 رجلاً وامرأة وطفلاً محشورين معاً".

وشُيدت الكاتدرائية الضخمة في سوق العبيد السابق للتذكير بدور الكنيسة "الأنجليكانية" في إلغاء تجارة الرقيق في شرق إفريقيا ومساهمتها في انتشار المسيحية.

وتابع مجاليوا حديثه مؤكداً: "مسألة بناء الكنيسة الأنجليكانية في موقع سوق العبيد، حيث كان العبيد يُقيّدون بالسلاسل في غرف صغيرة من دون طعام أثناء انتظار نقلهم"، مضيفاً: "وجاء تشييد البناء في ذلك المكان رمزاً لانتصار الإيمان على المعاناة الإنسانية".

وأشار مجاليوا إلى أن "النظر إلى الأغلال الحقيقية في متحف زنجبار التي كانت تستخدم لتقييد العبيد هو تذكير قوي بالمعاناة التي مر بها الناس في تلك الحقبة".

العبودية الحديثة

في سياق متصل شدد مجاليوا على "ضرورة التصدي بقوة للعبودية الحديثة، إذ يتعرض الناس الفارين من الفقر في جميع أنحاء إفريقيا لانتهاكات شنيعة على أيدي المهربين".

وزاد متسائلاً: "كيف تُمكن معاملة الناس بمثل هذه الأوضاع المروعة كأنهم ليسوا بشراً؟. هذه التجربة برمتها مخيفة".

جدير بالذكر أن تجارة الرقيق باتت الدعامة الأساسية لاقتصاد زنجبار، إذ يعتمد أصحاب المزارع الذين يزرعون القرنفل وجوز الهند على عمالة العبيد، لاستخدامهم خدماً في المنازل أو جنوداً أو حمالين أو استخدام النساء للممارسات الجنسية.

ويرى مراقبون أن قصة الرق وتجارة الرقيق تركت إرثاً قاتماً بتاريخ جزيرة زنجبار التي تقع قبالة ساحل تنزانيا في المحيط الهندي ويقطنها 1.7 مليون نسمة غالبيتهم مسلمون.

بُنيت الكاتدرائية المعروفة باسم "كنيسة سوق العبيد" من قبل جمعية تبشيرية أسسها أعضاء من الكنيسة الأنجليكانية البريطانية.

تاريخ قاتم

تعد مدينة "ستون تاون" ذات الشوارع الحجرية الضيقة المتشابكة مكاناً لأحد آخر أسواق الرقيق المفتوحة بالعالم، إذ قطنها التجار العرب حتى أغلقها البريطانيون عام 1873.

كان العبيد يُشحنون إلى زنجبار في قوارب شراعية مكتظة جداً، لدرجة أن العديد منهم أصيبوا بالأمراض وتوفوا خلال إبحارهم.

تحمل زنجبار تاريخاً قاتماً بصفتها مركزاً للعبيد الأفارقة الذين جُلبوا من داخل إفريقيا من قبل التجار العرب الذين غالباً ما يشترون الأسرى من القبائل الإفريقية المتحاربة.

يوجد خارج الكنيسة متحف مخصص لتجارة الرقيق جنباً إلى جنب مع نصب تذكاري حجري للعبيد عبارة عن أربعة تماثيل بشرية مدمجة في الأرض.

TRT عربي - وكالات