مقاطعة اسرائيل .. الرفض افريقى و التهافت العربى
محمد وداعة
رحّبت الجامعة العربيّة وعلى لسان أمينها العام السيّد أحمد أبو الغيط بقرارٍ صدر عن قمّة الاتّحاد الإفريقي في أديس أبابا بتجميد عضويّة (إسرائيل) لدى الاتّحاد انسجامًا مع المواقف التاريخيّة للاتحاد الإفريقي الدّاعمة للقضيّة الفِلسطينيّة والمُناهضة للاستِعمار والفصل العُنصري، و لعل السيد احمد ابو الغيط رحب بتفويض من دول عربية قليلة فى ضوء تصويت المغرب ضد القرار و صمت السودان ، هذا الترحيب ربما لا معنى له فى وجود دول عربية عديدة طبعت علاقاتها مع اسرائيل ، و بعضآ منها يروج و يسوق للتطبيع ، و هؤلاء المطبعون اعضاء فى جامعة ابو الغيط ، و البديهى ان يعمل ابو الغيط على كبح جماح المهرولين ، كما رحب برفض الاتحاد الافريقى ،
هذا القرار جاء ثمرةً للجُهود الدبلوماسيّة التي بذلها الثنائي الجزائري والجنوب إفريقي لإغلاق الأبواب في وجه التسلّل الإسرائيلي إلى القارّة الإفريقيّة، عبر البوّابة الإثيوبيّة، ورُضوخًا لضُغوطٍ أمريكيّة، وبمُساعدة بعض الحُكومات العربيّة للأسف الشّديد،
لا نفهم هذا التّهافت المُخجل من قبل حُكومات عربيّة مُطبّعة، في المشرق والمغرب على حدٍّ سواء، لتَسويق كيان عُنصري مُدانٌ دوليًّا بارتكاب جرائم حرب، ليس إلى شُعوبها الرافضة، وإنّما أيضًا إلى دول وحُكومات في القارّة الإفريقيّة التي كانت دائمًا الدّاعم الأكبر والأشرس للقضايا العربيّة.
و جاءت كلمة السيد محمد إشتية رئيس الوزراء الفِلسطيني الذي مثّل فِلسطين في هذه القمّة (إن منح إسرائيل صفة المُراقب، مُكافأةٌ غير مُستَحقّة على الانتِهاكات التي ترتكبها في حقّ الشعب الفِلسطيني)،
هذا القرار جاء بعد ايام قليلة على صُدور قرار منظمة العفو الدوليّة الذي يُصنّف دولة الاحتِلال بأنها دولة تُمارس سياسات التمييز العُنصري ضدّ الشعب الفِلسطيني في جميع الأراضي العربيّة المُحتلّة، بما في ذلك التطهير العِرقي، ومُصادرة الأراضي، وهدم البيوت، و الاغتيالات و التصفيات للنشطاء من ابناء الشعب الفلسطينى.
الجمهورية الجزائرية جنوب إفريقيا.. و نيجيريا كانت من كبريات الدول الافريقية التى عملت على صدور قرار طرد اسرائيل من صفة العضو المراقب فى الاتحاد الافريقيى ، بينما صمتت دول اخرى ، مع الاسف من بينها دول عربية ، و مع الاسف الشديد كان السودان من بين الصامتين ،
جاء موقف السودان مخجلآ ، وسط المواقف الافريقية القوية، وبين مصدق و مكذب و مستنكر للطريقة التى تواصلت بها العلاقات السودانية – الاسرائيلية ، جاء حديث الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة للتلفزيون السودانى مساء امس مخيبآ للامال ، لربما كان موضوع تجميد التطبيع احد اجندة انقلاب ( تصحيح 25 اكتوبر) ، الا ان الفريق البرهان اكد على مشروعية الاتصالات زاعمآ ان طبيعتها استخبارية و ليست سياسية ، و كأن العلاقات الاستخبارية تكتسب مشروعيتها من كونها استخبارية ، و قبل العلاقات السياسية و الدبلوماسية ، و الادعاء بانها تمت من موظفين صغار غير صحيح ، الاذاعة الاسرائيلية وصفت آخر مسؤل سودانى زار اسرائيل الاسبوع الماضى بانه مبعوث من مجلس السيادة ، وسط تسريبات بان الشخصية التى زارت اسرائيل هى الفريق عبد الرحيم دقلو.. فهل هذا موظف صغير ؟
سارت حكومة حمدوك فى مسار التطبيع ، و بعد سقوطها هللت و كبرت وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق لقرار الاتحاد الافريقى ، وهذا نفاق سياسى ، ارتبط بالاستجابة لشروط الاستوزار ؟ و صمت مشين من بقية مجموعة الاربعة ، يا ايها الغافلون ( الثائرون) المؤيدون للتطبيع ، هذا البمبان من صنع اسرائيل ، هل يعقل ان تدعم اسرائيل الشارع عبر تدخلها و دعمها لمجموعة الاربعة و حلفاءهم ، و توفر البمبان لقمعهم ؟
التحية للاتحاد الافريقى و للجزائر و ج افريقيا و نيجريا ، و الخزى و العار للمطبعين و المنبطحين.
