قمعت قوات إسرائيلية، الأحد، أهالي حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم، واعتدت عليهم، ومنعتهم من إقامة صلاة العشاء، في الحيّ الكائن بالقدس المحتلة.

وأفاد شهود عيان للأناضول أنّ فرقة الخيالة التابعة للشرطة الإسرائيلية، قمعت أهالي الحيّ والمتضامنين معهم، واعتدت عليهم بالضرب، ومنعتهم من إقامة صلاة العشاء، التي أقاموها ا للتصدي لاعتداءات المستوطنين ضدهم.

وأطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز والصوت باتجاه أهالي الحي والمتضامنين، حسب الشهود.

وأصيب عدد من أهالي الحيّ والمتضامنين بجروح طفيفة، حسب الشهود، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية شاباً فلسطينياً على الأقل، كان موجوداً بالمكان.

وفي وقت سابق الأحد، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، فلسطينياً، واعتدت على آخرين في حي الشيخ جراح، بعدما نفذ النائب الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير تهديده وافتتح مكتباً برلمانياً بالحي.

وقال شهود عيان إن عشرات المستوطنين اقتحموا حي الشيخ جراح، برفقة النائب في الكنيست (البرلمان) بن غفير.

الاتحاد الأوروبي يعلق

وفي أول تعليق للاتحاد الأوروبي، شدد على ضرورة وقف "عنف المستوطنين الإسرائيليين واستفزازاتهم غير المسؤولة" بحي "الشيخ جراح" في القدس المحتلة.

جاء ذلك حسب بيان صحفي مقتضب، نشرته، الأحد، بعثة الاتحاد الأوروبي بالأراضي الفلسطينية على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك".

وأعربت البعثة عن قلقها إزاء "عنف المستوطنين والاستفزازات غير المسؤولة، بالإضافة إلى الإجراءات التصعيدية الأخرى في هذه المنطقة الحساسة، تشعل التوتر ويجب أن تتوقف".

إدانات فلسطينية

قالت الرئاسة الفلسطينية إن "استمرار الإرهاب اليهودي في الشيخ جراح، وباقي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية يمثل توجهاً وقراراً سياسياً إسرائيلياً".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "هذا الإرهاب اليهودي يعكس حقيقة إسرائيل التي تتحدى القانون الدولي، وبشكل خاص الإدارة الأمريكية، التي أعلنت رفضها تهجير السكان الفلسطينيين، ولكل الإجراءات أحادية الجانب التي تتخذها إسرائيل".

وشدد المتحدث على أن "ازدياد العنف لدى المستوطنين في عدة مناطق فلسطينية تحت حماية الجيش الإسرائيلي، يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".

وتابع موضحاً أن "سياسة تهجير السكان وهدم البيوت، تتطلب من المجتمع الدولي تحويل إداناته العقيمة إلى ضغط جدي وحقيقي، وفرض عقوبات على إسرائيل من أجل إلزامها بالشرعية الدولية".

من جانبها، شددت حركة "فتح" الفلسطينية، الأحد، على ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية، والتصدي للمستوطنين الإسرائيليين، رافضةً إخلاء سكان حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس.

وعبرت الحركة عن رفضها المطلق "لكل محاولات تهجير السكان الآمنين من مواقع الثبات قاطبة، وبخاصة من حي الشيخ جراح".

أما حركة "الجهاد الإسلامي"، فقد حذرت إسرائيل من تفجر الأوضاع بمدينة القدس، جراء اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين في حي "الشيخ جراح".

وقالت الحركة في بيان: "يتواصل العدوان الصهيوني على أهلنا في حي الشيخ جراح، حيث يقود الإرهابي المتطرف النائب في الكنيست، إيتمار بن غفير هذه الاعتداءات التي يحميها جنود الاحتلال".

وأضافت: "نحذر الاحتلال من تفجر الأوضاع برمتها بسبب تكرار هذه الاعتداءات، ونحمل الاحتلال كامل المسؤولية عمّا يتعرض له أهلنا في الشيخ جراح".

ودعت الفلسطينيين "إلى إعلان الغضب والنفير العام نصرة وإسناداً لأهلنا في حي الشيخ جراح، والتصدي لإرهاب المستوطنين وجنود الاحتلال".

في السياق ذاته، اعتبرت حركة حماس أن اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين في حي الشيخ جراح "لعب بالنار".

وقالت الحركة في بيان إن "هجوم قطعان المستوطنين يسوقهم المدعو بن غفير (عضو الكنيست إيتمار بن غفير) على أهلنا في حي الشيخ جراح في جنح الليل، هو عدوان سافر ولعب بالنار في القدس التي تشتعل من أجلها كل فلسطين نصرة بكل ما تملك".

ومساء السبت، وصل عدد من المستوطنين إلى الشيخ جراح، وتجمعوا أمام منزل عائلة يهودية تعرض الجمعة للحرق من قبل مجهولين.

وفجرت زيارة المستوطنين للحي مواجهات مع سكانه الفلسطينيين، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 5 منهم، حسب المصدر ذاته.

ومنذ عام 1956، تقيم 27 عائلة فلسطينية في منازلها المهددة بالمصادرة في الشيخ جراح، بموجب اتفاق مع الحكومة الأردنية (التي كانت تحكم الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، قبل احتلالها عام 1967) ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وتزعم جماعات استيطانية إسرائيلية أن المنازل أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل عام 1948، وهو ما ينفيه الفلسطينيون.

TRT عربي - وكالات