وبحسب مقال لـ «مكار مينشيكوف»، الباحث في كلية لندن، فإن الهزيمة المحتملة لحكومة يانيز يانشا اليمينية في أبريل ستكون مهمة في إثبات أنه يمكن إنهاء مد الشعبوية والتدهور الديمقراطي في الاتحاد الأوروبي والبلقان.
ومضى الكاتب يقول: قبل أقل من 3 أشهر من الانتخابات البرلمانية في سلوفينيا، يتغير المشهد السياسي.
وتابع: من المحتمل أن يعكس الظهور المنتظم لأحزاب جديدة، والتحركات الجديدة التي تقوم بها الأحزاب القائمة، اتجاهات أوسع في السياسة في جميع أنحاء المنطقة، التي اجتاحتها موجة من النجاحات الانتخابية للأحزاب الجديدة.
وأضاف: قد يكون لانتخابات 24 أبريل تداعيات ليس فقط على تلك الدولة ولكن على الاتحاد الأوروبي ككل، كانت حكومة يانيز يانشا تواجه الاتحاد الأوروبي وتقود عملية تراجع ديمقراطي وانتهاكات لسيادة القانون وحرية الصحافة، إذا نجت من الانتخابات، فقد تعزز موقف سلوفينيا في تحالف وارسو وبودابست للحكومات الشعبوية المشككة في الاتحاد الأوروبي.
ومضى يقول: يتألف ائتلاف يانشا من حزبه الديمقراطي السلوفيني اليميني SDS، الجناح اليميني الجديد لسلوفينيا NSi، والذي انضم إليه حزب الوسط الحديث المعتدل SMC، الذي أُعيدت تسميته الآن باسم «كونكريتنو» بعد اندماجه مع حزب «نشاط اقتصادي» GAS.
ووصفها الكاتب بأنها حكومة أقلية، تمتعت بدعم من الأحزاب الصغيرة، التي تلعب دورًا مهمًا في السياسة السلوفينية.
وأضاف: تحسن الدعم العام للحكومة بشكل طفيف خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنه لا يزال منخفضًا عند 30%، يتمتع الحزبان الأساسيان في الائتلاف بمستويات دعم مستقرة نسبيًا، مع تقدم SDS في استطلاعات الرأي، بغض النظر تقريبًا عن تصرفات الحكومة.
وأردف الكاتب: على الرغم من أن الأحزاب الصغيرة التي لعبت دورًا فعالًا في وصول «يانشا» إلى السلطة قد لا تتجاوز عتبة 4% في الانتخابات، فقد يتم استبدالها بأحزاب وافدة جديدة، مثل أرضنا (ناسا ديجيلا)، أو كتلة سلوفينيا المتحدة الانتخابية، أو بالأحزاب الأخرى العائدة إلى البرلمان.
وأضاف: في حين أن العديد من الأحزاب الصغيرة، خاصة تلك التي لها مواقف وسطية أو ليبرالية معلنة، قد تفشل في الحصول على الدعم الكافي، بسبب انقسام يسار الوسط، فإن الأحزاب التي تصل إلى البرلمان قد تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الائتلاف بعد الانتخابات.
ومضى يقول: على الرغم من أن المعارضة تتفوق حاليًا على التحالف الحكومي بهامش مريح، إلا أن الانقسام على اليسار يهدد فرص تغيير الحكومة.
ونوه إلى أن الأحزاب الجديدة قد تستفيد من فترة الظهور قبل الانتخابات، حيث إن خصومها والجماهير الواسعة لن يكون لديهم الوقت للفحص والتدقيق في وعودها الغامضة بالكفاءة والاستقرار.
وأضاف: في حين أن السياسة البرلمانية في سلوفينيا غير مستقرة بشكل ملحوظ ويصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات، فإن انتخابات 2022 قد تعطي رؤى جديدة حول نجاح الأحزاب الجديدة، ووقف التراجع الديمقراطي.
وأردف: مهما كانت النتيجة، من المحتمل أن يكون لتشكيل حكومة جديدة آثار دائمة، ليس فقط على البلاد، ولكن على المنطقة والاتحاد الأوروبي ككل، في ضوء خطوات المواجهة المزعزعة للاستقرار التي اتخذتها حكومة يانشا. وتابع: إذا فازت المعارضة، فقد تصبح سلوفينيا واحدة من الحالات القليلة التي يتغيّر فيها مسار التراجع الديمقراطي.