فى عيد الحب كتاب يرسلون رسائلهم إلى أبطال أعمالهم

قصص الحب كثيرة ومتعددة في تاريخنا البشري، ولأن للحب وجوه عدة فاختارنا أن نذهب إلى منطقة مغايرة ومختلفة نكشف فيها عن مدى ارتباط المبدعين والكتاب بأبطال شخصياتهم وما يحملونه لهم من محبة في هذا التقرير التالي نقدم رسائل من كتاب لأبطال أعمالهم.

مروة سمير 

 الكاتبة الروائية والقاصة مروة سمير اختارت أن ترسل إلى "صلاح" بطل روايتها "ترحال" وجاءت رسالتها تحت عنوان "هل الحب كارثة طبيعية نعرف أنها ستُصيبنا يومًا"، قالت فيها نأمل أن تُصيبنا يومًا، لكن لا ندري متى أو كيف، فتأتينا من حيث لا ندري أو نحتسب.. بطلي العزيز صلاح، يسعدني أن أتحدث إليك في عيد الحب، فقد افتقدت كثيرًا وجودك في خيالي.

رواية ترحال 

اعترف أن مرورك في روايتي "ترحال" كان أكثر ما أحببته فيها، أتذكر كل البدايات والتفاصيل، أذكر يوم أن نبتَ في خيالي وتداخلتَ بين خيوط حكاية لم أضعك فيها من البداية، لكن احتياج بطلتي إليك كان قويا كفاية لجذبك لحياتها وخيالي.

أذكر عندما وقع حب سارة في قلبك لأول مرة وأنت تعرف أنه يمكنني أن أرى الحب رؤيا العين.. أذكر يوم التقيتها فتبدل وجهك؛ رقت ملامحك.. شفّت.. اندفع فيه الدم الدافئ المتيم بحبها، فأناره.. ولمعت عيناك.

عرفت معكما أنني رأيت الحب.. وأنه لا يمكن لمحب أن يرى حبيبه؛ دون أن يتوهج القلب ويعلن غرامه صريحًا.. لا يبالي.

وجدتْ بطلتي فيك الوطن الذي كانت تبحث عنه، والانتماء الذي مزقها غيابه، فهكذا هو الحب أن تجد ضالتك فيمن أحببته وأن يمنحك، دون أن تطلب، كل ما تحتاج إليه.

كنت تخبرها دوما: "لستُ فارسًا يا حبيبتي، ولم أكن يومًا، كنتُ مجرد حطُام رجل، ولم أدرك حطامي إلا عندما أحببتك".

ولم تعرف أن المرأة لا تحتاج فارسًا لتحبه، ولكن الحب يجعل حبيبها فارسًا من نوع خاص، يُصلح ما عطب في روحها، ويضيء ما أظلمته الأيام.

فالحب لا يتطلب شخصيات كاملة، مثالية، تمنح كل شيء، وإنما يكمن الحب في التفاصيل الصغيرة، في الاهتمام الذي يفاجئنا ويفرحنا، وفي لفتات لا ينتبه إليها إلا من يعرف روحك ويقرأ قلبك.

عرفت من حبكما أن الحب هو الذي يزهر الروح ويعيد للمرء ذاته، الحب هو الذي يبني ويخلق من كل منا شخصًا أجمل وأكمل، وأن الحب الحقيقي ساطع كيقين يتحدى كل الظروف، لا يقبل القسمة كما لا يقبل الشك.

 

وتأتي رسالة الكاتبة الروائية مريم عبد العزيز إلى بطل أول رواياتها "هناك حيث ينتهي النهر" عزيزي "حامد" أنت لا تحمل الهزيمة وحدك، جميعنا مثقلون بالهزائم، عاينت ذلك بنفسك حين قابلت سلمى تتعثر في تشتُّتها وضياعها، شيئًا ما في تلك الفوضى جذبك إليها، ربما لأن فيها ما يشبهك، هي لا تعرف بالتحديد ما الذي تريده من هذه المدينة، سحبها نفس التيار الذي سحب سنوات عمرك الماضية، فظننت أنها تنبش جراحًا قديمة ظَنَنْتَها سَكَنَت.

الجراح لا تسكن يا عزيزي قد نتحايل عليها، نتجاهل وجودها، نتناساها ولو مؤقتا، ولا نكشفها سوى لمن نختار أن نريهم ما سمم حياتنا، فلا تظن أن الاعتراف ذنبا، فهو ما يطهرنا من الذنوب. لا تترك الندم يأكل فلبك. افتح صناديق الماضي جميعها، دع الألغام تتفجر بما فيها سؤالك الأكبر "هل تقبلينني بما في تاريخي من أَلَمٍ لم يلتئم؟". لا تأخذ القرار نيابةً عنها، واترك لها أن تجيب بلا وصاية، فالحب والخوف لا يجب أن يجتمعا معًا في مكان، لا تترك الحب وتحتفظ بالخوف فينفلت خيط الأمل من يديك، هي تعرف تمام أن الحب لا يأتي أبدًا وحده؟ يصطحب معه دائمًا ضيفًا صغيرًا يتغذى على الخوف حتى يصير وحشًا.

حاول أن تتدارك الأمر لا ترك الوحش يلتهم كل شيء. تسير خطوات ثم تتراجع، تهرب تدفن رأسك في الرمال تختبئ منها كما اختبأت من الدنيا التي هزمتك في صومعة في مدينة منسية، لن يشفي الهرب جراحك ولن يسكت قلبك المرتبك. تختار أن تعلمها لغة الخرائط وتبدأ من حيث تكوّن العالم وانجرفت القارات للتيار، فهل باستطاعتك أنت مقاومة الانجراف. ماذا يضير العالم لو تركت نفسك للتيار، لو تكونت قارة جديدة. فربما يكون الحب هو سترة النجاة التي تحملنا لنطفو فوق الهزيمة، لا أقول إننا سننتصر، لكن ربما نستطيع بالحب تحمل قسوتها.

 

حسين دعسة 

وتأتي رسالة الكاتب الروائي حسين دعسه إلى بطلة روايته "حرير الروح" يقول فيها: "ليست دنيانا بالصباح أو بالشتاء، وهي ليست للصيف أو الشتاء.. دنيانا طيف، يسري كما ذلك السم الزعاف، يخنقنا، ونعيد التحدي، نشتاق لتلك الموجات التي تركها ليل النهر نقشها على صفحة شغاف القلب، ضياء القمر المكمل، كنت يا حب، يا حرير، يا حرير الروح، يا حب حرير الروح، حدوثه، أودعتنا حجابها، فنام الحرير على زندي، أنظر على هاتف القلب، يجاهر بالألم، يصطبغ بالحناء وزيت السيرج". 

حرير الروح 

آه يا حرير الروح:

بي شوق لتلك الشجرات الباسقات، التي تهدل في سقيفتها يمامات، وأنت من كشف لي سر، يمام لا يهدأ إلا عندما يغفو على يدي. 

أذكرك: حرير الروح، عن تلك الجولة التي كنت أرافقك بها، عندما دخلنا كهف الحكايات، وبكينا معا، أحضنك، دموع عينيك تنهمر على شعر صدري، تمررين أطراف بهجتك فيصيبني خوف الحب/ خوف الفقد. 

.. ويا حبي، ذاك الأزل:

سأنسج لك طاقية الإخفاء، أعرف أن العصابات تحاصرك، وأنك حبلى بالحكايات، فقد كتبت لي أنك عشقت تلك الأسوار الساحرة التي تحيط بالجوهرة الدرة القدس، فكنت أتجنب الحديث عن حراس تلك الديار، الذين ينتظرون عودة أولادهم، من رافقوا حراك الثورة الفلسطينية الكبرى، وافترشوا باب السلسلة وباب العمود، شغب القدس الدائم، يتأملون عودة الأحبة. 

من أنت حرير الروح البطلة؟ 

نخاف الحكاية، أتذكرها، مسدت شعري، قبلتني قبلة جهنمية، نبت مكانها قلب بنفسجي، ووردة حمراء، تعريت خلف مزن صيفية ملونة، وقفنا نتابع زقزقة عصافير السروات، غفت إطلالتك بين صدري، وخوفي، وتلك الكوة التي انفتحت، فبانت سيدة العائلة، تحب الاختباء، تحت طاقية مزدانة بالورد، والعطر، وبقايا تلك الرسائل التي كنت احتفظ بها على سطح تل الكتب، فتغازلني عيناك، تتواصل قوارب النيل، لتقطف من حلماتك تلك الزهوة من اللون الزهري المرشح بالخجل. 

.. وأن أذكر، لا أنسى الخاطف، الذي بات يحرس الحلم، فغابت أتربةً، آثارها حوافر خيل الثوار، هرب الخاطف، فاختطفتني، سار بنا بساط الريح، تنتابك رعشة بيمينك تلقى عصاتك وأنزع شفافية الذهب المختبئ تحت كرسي أسمنتي، بالقرب من أطلال السلسة، يراقبنا نورس البحر، نغسل دندنة القلوب المختطفة، تغيب وتظهر في حد تلك الشامة المشتهاة. 

.. ما زلت أشتهي قبلة عينيك! 

 

تاريخ الخبر: 2022-02-14 18:21:19
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٧)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:21:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

الأرصاد: لاتزال الفرصة مهيأة لهطول الأمطار بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:23:53
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

«ستاندرد آند بورز»: الاقتصاد السعودي سينمو 5 % في 2025 - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:23:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

القيامة‏…‏والمجد

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:21:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية