الدار- ترجمات
سلطت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، الواسعة الانتشار، الضوء على الجرائم التي ترتكبها ميليشيات جبهة “البوليساريو” الانفصالية في حق أطفال مخيمات تندوف، غرب الجزائر، وذلك في مقال تحليلي تضمن بعض النقاط السوداء لأوضاع حقوق الانسان في العالم، التي ينبغي على الإدارة الأمريكية الجديدة الالتفات إليها في سياساتها الخارجية، خصوصا وأن إدارة الرئيس جو بايدن تعهدت منذ عام تقريبًا بوضع حقوق الإنسان في “مركز” السياسة الخارجية للولايات المتحدة”، و عقدت لهذا الغرض قمة من أجل الديمقراطية أواخر عام 2021، كما ذكر بيانها الصحفي حقوق الإنسان 37 مرة”.
وفي هذا الصدد، أكدت المجلة الأمريكية أن ” ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية لازالت متمادية في تجنيد واستغلال الأطفال في أعمال عسكرية مزعومة ضد المغرب”، مشيرة الى أن ” مثل هذه الميليشيات هي التي تزرع اليأس الاقتصادي في نفوس أولئك الذين أجبروا على الفقر بسبب جائحة وباء “كوفييد19”.
وأبرزت المجلة الأمريكية أن “جائحة كوفييد19 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منحت ستار دخان مثالي للطغاة والإرهابيين لاستئناف الأساليب القديمة، وارتكاب مجازر حقوقية، حيث أعدمت إيران رياضيًا بلا هوادة، فيما قُتل قس مسيحي في هجوم إرهابي في باكستان المجاورة”.
وفي ذات السياق، قالت ذات المجلة ان ” عصابات جبهة البوليساريو الانفصالية تواصل جرائمها في حق الأطفال الأبرياء، من خلال تجنيدهم، و استغلالهم في حربها المزعومة ضد المغرب”.
ومقابل هذا النكوص والردة الحقوقية، تضيف مجلة “نيوزوييك”، شهدت أوضاع حقوق الانسان تحسنا في بعض البلدان، على غرار ما هو عليه الأمر في المملكة العربية السعودية، التي ألغت خلال فترة الوباء المستجد في عام 2020، عقوبة الجلد التعزيرية، كما شرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بجرأة في اتخاذ عدد من الإصلاحات القضائية بما في ذلك إلغاء الاعتقالات دون توجيه تهم جنائية والإفراج بهدوء عن مجموعة من الناشطات الحقوقية، رغم أن عقوبة الإعدام لاتزال مشكلة في البلاد.
أما في مصر، تشير المجلة الأمريكية، فقد قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برحلة نادرة لزيارة الأقلية النوبية في البلاد في قرية غرب سهيل بمحافظة أسوان إحدى محافظات صعيد مصر، وذلك لمتابعة تنفيذ تطوير الخدمات بالقرية ضمن المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) لتنمية الريف المصرى.
وفي سياق متصل، قالت مجلة “نيوزوييك” انه ” يجدر التشكيك في الخطوة الأخيرة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، القاضية بتصنيف قطر كحليف رئيسي من خارج حلف الشمال الأطلسي “الناتو”، خصوصا وأن كأس العالم 2022 في قطر، ستسلط الضوء على سجل الدوحة السيئ في مجال حقوق الإنسان، كما أوضح أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي”.
وتابعت المجلة :” لا يمكننا أن نتوقع من الولايات المتحدة أن تحل جميع مشاكل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ولكن بالنظر إلى الخطاب السامي للإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن، في بداية فترة ولايتها، كنا نتوقع أنها لن تعطي الضوء الأخضر لبعض أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في المنطقة خلال عام واحد فقط”.
وبالمقابل، تؤكد مجلة “نيوزوييك” فالإدارة الأمريكية الحالية مطالبة بالثناء، و الإشادة بالخطوات التي تقوم بها بعض الدول العربية في مجال تعزيز حقوق الانسان، طالما تم القيام بها بحسن نية، وهذه الإشادة تتماشى مع السياسة البراغماتية التي يحرص بايدن على ممارستها وهي مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى في سياق جائحة كوفييد19″.
وخلصت المجلة الأمريكية الى أن ” أي سياسة تركز على حقوق الإنسان ستكون صعبة على المدى القصير وستؤدي إلى اضطراب بعض العلاقات، كما ستؤدي على المدى الطويل إلى شرق أوسط أكثر استقرارًا، مما سيؤدي إلى قدر أقل من المغامرات العسكرية التي ميزت الكثير من علاقة أمريكا بالمنطقة”.
