قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن الولايات المتحدة لديها مخاوف مستمرة بخصوص قدرة روسيا على غزو أوكرانيا".

كما قال بلينكن إن "واشنطن تحتاج إلى رؤية وقف تصعيد يمكن التحقق منه والوثوق به".

التحقق من بدء الانسحاب

في سياق متصل، توافق الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي جو بايدن خلال اتصال هاتفي الثلاثاء على ضرورة التحقق من إعلان بدء انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، معتبرين أنها إشارة أولى مشجعة، وفق قصر الإليزيه.

وخلال هذه المكالمة التي استمرت نحو ساعة، دعا الرئيسان أيضاً إلى الحفاظ على تنسيق تام في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب المصدر نفسه.

وهذا الاتصال هو الرابع بين الرئيسيْن منذ اندلاع الازمة، وجرى بعدما أعلنت موسكو أنها أصدرت أوامر لوحدات من القوات الروسية المنتشرة على الحدود الاوكرانية بالعودة إلى ثكناتها.

وقالت الرئاسة الفرنسية: "بعد أسبوع من زيارة الرئيس ماكرون موسكو وكييف، نلاحظ أن لدينا بعض الأسباب للأمل"، معتبرة أن "هذه البداية لنزع فتيل التصعيد تنسجم مع ما أبلغه بوتين لنظيره الفرنسي".

وأضافت: "توجد دينامية ينبغي التحقق منها وتمتينها ولكن كل شيء لا يزال هشاً جداً، لأنه بالنظر إلى حجم الانتشار العسكري الروسي، فإن أموراً كثيرة لا تزال ممكنة"، مطالِبةً "بتقليص هذا الانتشار بوضوح لضمان عودة الوضع الى طبيعته".

موسكو تتغيب

في شأن آخر، تغيبت موسكو الثلاثاء عن اجتماع لأعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أكبر هيئة أمنية في العالم، بهدف بحث قضية الحشود العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية.

وكانت كييف طلبت الاجتماع مع روسيا والأعضاء الآخرين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "لمناقشة تعزيز وحركة القوات الروسية على طول حدودنا" بموجب ما يسمى وثيقة فيينا.

وتطلب الاتفاقية من أعضاء الهيئة البالغ عددهم 57 ومقرها فيينا تبادل المعلومات عن قواتهم العسكرية وإخطار بعضهم البعض بالأنشطة الرئيسية.

وقال مندوب الولايات المتحدة لدى المنظمة مايكل كاربنتر في الجلسة المغلقة إن "الولايات المتحدة ترحب بقرار أوكرانيا الدعوة إلى هذا الاجتماع".

وأضاف حسب بيان صادر عنه: "لسوء الحظ ومع الأسف، وإن لم يكن مستغرباً، تغيبت روسيا اليوم".

وأكد مصدر مطلع على الاجتماع لوكالة الصحافة الفرنسية أن روسيا لم تحضر. ولم يرد مندوب موسكو لدى المنظمة على الفور على طلب للتعليق.

هجوم سيبراني

وفي سياق آخر أعلنت أوكرانيا الثلاثاء تعرض موقع وزارة الدفاع ومصرفيْن لهجوم إلكتروني أدى إلى إغلاق الوصول إلى موقع الوزارة على الإنترنت.

جاء ذلك حسبما نقلت شبكة يورو نيوز الأوروبية عن المركز الأوكراني للاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات، مساء اليوم.

ولم يذكر المركز الأوكراني من يتحمل المسؤولية عن الهجوم، لكن "أصابع الاتهام تشير إلى روسيا"، وفق الشبكة.

وأوضح المركز أنه "ليس من المستبعد أن المعتدي استخدم تكتيكات من الحيل القذرة الصغيرة لأن خططه العدوانية لا تعمل على نطاق واسع".

وجاء في رسالة على الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الدفاع الأوكرانية أن "الموقع قيد الصيانة".

وقالت الوزارة عبر تويتر إن "موقعها على الانترنت تعرض لهجوم إلكتروني على ما يبدو وأنها تعمل على استعادة الوصول إليه".

ويأتي الهجوم السيبراني وسط تنامي المخاوف الغربية من غزو روسي قريب لأوكرانيا، عقب احتشاد قواتها على الحدود بين البلدين.

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في دونباس.

ومؤخراً، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا إن شنت هجوماً على أوكرانيا.

TRT عربي - وكالات