أكد مختصون أن إعلان هيئة الرقابة ومكافحة الفساد عن مباشرتها لعدد من القضايا الجنائية خلال الفترة الماضية يشير إلى مواصلتها الجادة في مكافحة الفساد بكل أنواعه، في كل وقت ودون تفريق بين مقيم ومواطن مهما كانت صفته الاعتبارية، مشيرين إلى أن الهيئة مستمرة دون هوادة لاجتثاث بذور الفساد، ومواجهته وإدانة الفاسدين بفسادهم وجرائمهم وتجاوزهم الأنظمة واللوائح.
أنموذج عالميوقال المتخصص في علم الجريمة د. عبدالعزيز آل حسن إن المملكة أصبحت في مكانة عالمية ودولية كأنموذج لتحقيق العدالة الاجتماعية وإعطاء كل ذي حق حقه ونبذ الظلم والفساد والتحايل والغش ومكافحة الجريمة والمجرمين، والعمل ليلا ونهارا لتحقيق الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، ولا يخفى على العقلاء ما تنفذه الهيئات المعنية والجهات الرسمية من جهود لمكافحة الفساد والفاسدين مهما كان نوع الفساد أو شخصية مرتكبيه، فالكل متساو أمام العدل والنظام وحفظ الحقوق.
وأكد أن الهيئة تقدم جميع المتجاوزين أمام العدالة، لمواجهة أهواء النفس الأمارة بالسوء الداعية إلى ارتكاب جريمة الفساد بلا رادع ذاتي ولا وازع ديني وأخلاقي ولا قيم مجتمعية ولا إنسانية.
تكامل الجهودوقال اللواء متقاعد مسفر الغامدي: أظهرت هيئه الرقابة ومكافحه الفساد خلال السنوات القليلة الماضية جهودا غير عادية في ملاحقه مرتكبي جرائم الفساد الإداري والمالي في القطاع الحكومي بجميع مؤسساته وكذلك القطاع الخاص وهذه الجهود واجهتها تحديات كبيرة، ولكن بمساعدة قطاعات حكومية أخرى وبتضافر الجهود والتنسيق على أعلى مستوى بين النيابة العامة ووزارة الداخلية وديوان المراقبة العامة وقطاعات حكومية أخرى تم التمكن من القبض على أصحاب هذه القضايا والجرائم وأدى ذلك إلى تحجيم هذه الجرائم والتقليل منها، وسيتم القضاء على معظم هذه الجرائم، ويتولد لدى الناس ثقافه التبليغ والمشاركة في مكافحه الفساد لأن حاجز الإحجام عن التبليغ تناقص، وهنا على الفرد الإبلاغ عن أي جريمة فساد، والهيئة بوسائلها ستتأكد من صحه البلاغ وتقديم المتجاوزين أمام العدالة.
العين الساهرةوقال القاضي بالمحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة وجرائم الإرهاب سابقا د. يوسف الغامدي: مهما كثر الفساد فهو قليل، ومهما كبر فهو صغير وذليل، أمام هامات وقامات عظيمة مخلصة، رجال نذروا أوقاتهم واجتهادهم لخدمة المليك والوطن في هيئة الرقابة «العين الساهرة»، والتحقيق «اليد المحاسبة»، تستمد العون من خالقها -جل جلاله- ثم تستمد العزم والمضي قدما من ولاة أمورنا الحريصين علينا وعلى استدامة الخير ورغد العيش والحياة الهانئة الكريمة للمواطنين الأوفياء والمقيمين الأعزاء، وذلك ما تم تحقيقه منهاجا لتلك الكلمات المصباح المنير والدستور القويم لسيدي ولي العهد الأمين -حفظه الله- ونصها «الملك سلمان -حفظه الله- أحدث تغيرات في مكافحة الفساد في أول يوم تولى فيه الحكم لأهمية دور مكافحة الفساد وعدم رضاه للدور السابق لهيئة الفساد وإن لم تكن مكافحة فساد على رأس السلطة فمعنى ذلك أنه لا يوجد مكافحة فساد».
وأضاف: قلتم وفعلتم سيدي، ونحن الآن نلمس إنجازات وقفزات عظيمة خاصة في متابعة الفساد والمفسدين ومحاسبتهم، حفاظا على المال العام وحقوق المواطنين والأجيال القادمة من أولاد وأحفاد.الإبلاغ عن المخالفينوبين خبير القانون الجنائي الدولي ومكافحة الإرهاب وتمويله المستشار محسن الحازمي أن هناك شرائح مجتمعية لم تدرك بعد مخاطر التعاون مع المخالفين، والتستر عليهم وغسل أموالهم بطرق عده كمساعدتهم في تسجيل السجلات التجارية بأسمائهم أو بأسماء من تربطهم بهم صلة قرابة وتحويل الأموال الناتجة من خلالها أو مساعدتهم في تهريب أموال النقد المتحصل عليها بطرق غير معروفة المصدر إلى الخارج.. إلخ، مع عدم المبالاة أو الجهل بأثرها المدمر على الاقتصاد والمجتمع. وما يربط جرائم التستر وتزييف البضائع والسرقات وأخرى بجريمة غسل الأموال بروابط، والعوائد المتأتية منها، ما هي إلا ركن أصيل من أركان جريمة تتبعها جريمة غسل الأموال محرمة شرعا وقانونا.
وقال: يجب على المجتمع المساهمة في الإبلاغ والإفصاح بشأنها، وكذلك تجاوز الوقوع في مثل تلك الجرائم التي أصبح التخفي من الوقوع بها في منحنى ضيق.
