«علي جمعة»: الرضا بالله من أهم الأسباب الموصلة لسعادة القلب في الدنيا - أخبار مصر
«علي جمعة»: الرضا بالله من أهم الأسباب الموصلة لسعادة القلب في الدنيا - أخبار مصر
نشر الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، وعضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «بوست»، تحدث فيه عن الأسباب الحقيقية التي توصل المسلم إلي السعادة.
الأسباب الموصلة لسعادة القلب
وأوضح الدكتور علي جمعة، أنّ من أكبر مظاهر رحمة الله بعباده أن جعل الأسباب الموصلة لسعادة القلب مطلوبة منهم فالرضا بالله وبرسوله، ودينه، وسنن الله في كونه هو سبيل السعادة الحقيقية، بل هو السعادة الحقيقية، وقال عبد الواحد بن زيد: «الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا وسراج العابدين، والرضا من الأخلاق التي حث الله ورسوله المسلمين عليها، بل هو دليل الإيمان بالله وبرسوله، ودينه، وقدره».
من أسباب السعادة: الرضا بالله
وأضاف مفتي الديار المصرية الأسبق، في منشور عبر حسابه الرسمي على «فيس بوك»، أنّ الرضا ينقسم إلى قسمين، الأول هو الرضا بالله، والثاني رضا الله، فالأول رضا مطلوب من العبد وبه تتحقق السعادة الدنيوية، والثاني رضا يرجوه العبد من ربه، وبه تتحقق السعادة في الدنيا والآخرة، والثاني يترتب على الأول في الظاهر، وفي الحقيقة، الأول هو أثر للثاني فقد قال سبحانه وتعالى: «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، فقدم سبحانه رضاه عنهم أولًا، ثم ذكر رضاهم عنه، ثم ذكر ما أعد لهم من جزاء.
حكم الرضا بالله
وأشار «جمعة»، إلي أنّ القسم الأول وهو الرضا بالله مطلوب من العبد فسيكون هو بيت القصيد في الكلام عنه، فلابد أن نعلم أن الرضا بالله وبما قضى واجب متفق على وجوبه والسخط على الله وقضائه حرام، متفق على حرمته بل قد يخرج المرء من دائرة الإسلام ولذلك فإن أمر الرضا جليل ومطلوب من المسلم في الشرع الحنيف فقد قال الله سبحانه وتعالى: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ».
فوائد الرضا بالله
وقال عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط»، وكذلك روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا»، والرضا الحقيقي عز للمؤمن وغنى له عما سوى الله ويظهر أثر ذلك في القناعة فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «جاء جبريل إلى النبي فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس».
أهمية تحصيل الرضا
وتابع «جمعة»، أنه إذا كان الرضا مطلوبًا من العبد فإنه يجب أن يسعى لتحصيله ومن الأشياء التي قد تتعارض مع مقصود الرضا المصائب ولكي تهون على المرء المصيبة فعليه بالنظر إلى جلال من صدرت منه وحكمته وملكه، وقال ابن الجوزي في قوله تعالى: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ»، وأعلم أنّ من علم أن ما قُضي لابد أن يصيبه قل حزنه وفرحه قال إبراهيم الحربي: اتفق العقلاء من كل أمة أن من لم يمش مع القدر لم يتهن بعيش وليعلم قوله عليه السلام: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر»، وقوله عليه السلام: «الدنيا دار بلاء فمن ابتلي فليصبر ومن عوفي فليشكر»، وقوله: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل»، وينبغي علينا أن نعلم أن تحصيل رضا الله يكون برضا العبد عن الله ويكون كذلك باسترضاء من طلب رضاهم كرضا رسوله ورضا أوليائه ورضا الوالدين وقد ثبت عن سيدنا رسول الله أنه قال: «رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين».
آثار الرضا على العبد
واختتم الدكتور علي جمعة منشوره: «لا يخفى ما في الرضا من آثار إيجابية على وحدة المجتمع وقوة العلاقات الإنسانية إذ به يقل الحسد وتكثر القناعة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضى عنا وأن يرزقنا الرضا به وبرسوله وبدينه وبقضائه في كل وقت وحين وجميع المسلمين».